بلدية الطاهير مركز الثقل الإقتصادي لولاية جيجل تمثل بلدية الطاهير مركز الثقل الإقتصادي لولاية جيجل باستحواذها على أكبر المنشآت الموجودة بها كميناء جنجن و مركز توليد الكهرباء ، و المطار. و في الجانب الفلاحي تنتشر بالبلدية آلاف البيوت البلاستيكية التي تتميز بها الولاية في إنتاج المبكرات من الخضروات. كما تشكل مدينة الطاهير قطبا تجاريا كبيرا يستقطب يوميا آلاف المواطنين القادمين من مختلف البلديات القريبة والبعيدة مما جعل المدينة تبدو في النهار ضيقة و مكتظة. وفي الجانب السياحي تفتخر البلدية بشاطئها " بازول" الذي يعد من أجمل شواطئ الجزائر. روبورتاج : م/ بن دادة يقصد يوميا مدينة الطاهير عدد كبير من مواطني المناطق المختلفة بولاية جيجل وحتى من خارجها من أجل التسوق مثلما أكد لنا رئيس بلديتها السيد عبد الوهاب فتان . الوافدون يعطون حركة إضافية للمدينة إلى جانب الحركة التي يخلقها مواطنو البلدية البالغ عددهم 80 ألف نسمة بما يجعلها ثالث قطب سكاني بالولاية بعد جيجل و الميلية.هذه الحركية تجعل مدينة الطاهير مكتظة و ضيقة الشوارع حتى أن البحث عن مكان لركن السيارة يصبح من الأمور العسيرة مما يؤدي إلى توقيف السيارات في أماكن ممنوعة رغم ما تنجر عنه هذه المخالفة من متاعب لأصحابها مع الشرطة. وتزداد حالة الإكتظاظ بتصرفات بعض أصحاب المحلات التجارية الذين يتعمدون احتلال الأرصفة و عرض بضاعتهم عليها رغم وجود قرارات منع عرض السلع على الأرصفة. عن دور البلدية في منع هذه الظاهرة يقول المسؤول الأول بها صلاحياتنا تقتصر على إصدار القرار الذي تتم المصادقة عليه في الدائرة ثم نقوم بالمساعدة على تنفيذ القرار من خلال توفير الشاحنة في حالة الحجز أما التنفيذ فليس من صلاحيات البلدية. و المشكل في رأي نفس المسؤول يكمن في ذهنيات التجار الذين يسمحون لأنفسهم باحتلال أماكن مخصصة للراجلين ثم يتساءل لماذا محلات المجوهرات و التجهيزات الثقيلة لا تعرض بضاعتها في الشارع و تبقيها داخل المحلات ؟ فلماذا لا يقتدي باقي التجار بهؤلاء ؟. جهود عمال النظافة تذهب سدى خلال نصف ساعة أكد رئيس المجلس البلدي بالطاهير أنه يقف شخصيا على عمليات تنظيف المدينة خلال الليل فيتأكد من أداء مصالح النظافة لعملها كما يجب.. تمر شاحنات جمع القمامة في الصباح الباكر. فتكون المدينة نظيفة قبل الساعة الثامنة لكن بعد نصف ساعة من ذلك تصبح الأرصفة مغطاة بأكياس القمامة و الكارطون الذي يرميه أصحاب المحلات فيتجاوز أحيانا ارتفاع الكارتون المرمي و المكدس علو سيارة نفعية. فيستنكر ذات المسؤول سلبية أصحاب هذه الممارسات و يدعوهم إلى التفكير في سمعة مدينتهم و ما يقوله زائروها عند رؤية هذه المظاهر التي لا تحتاج إلى جهد كبير للتخلص منها , كتقطيعها مثلا حتى لا تأخذ حجما كبيرا و تخصيص مكان لها حتى يسهل على عمال النظافة جمعها.كما أشار السيد فتان إلى سلوكات غير حضارية أخرى صادرة من سكان بعض العمارات التي صارت مشهورة بتصرفات أصحابها السيئة من خلال رمي مياههم عبر أنابيب تصب من الشرفات نحو الشارع دون أدنى اعتبار للأذى الذي يلحق بالمارين و يدعوهم إلى التوقف عن هذه التصرفات التي لا تشرفهم وتعطي صورة مشينة عن المدينة.في ذات السياق يتساءل نفس المسؤول عن توقف مشروع الردم التقني للقمامة منذ أكثر من سنة وهذا على ما يبدو لأسباب مالية. و صاحب المشروع هو مديرية البيئة. يحدث هذا في وقت يتواصل فيه تدهور الأجزاء المنجزة من مشروع الردم التقني الذي كان على وشك الإنتهاء حيث بدأ سياجه ينهار بسبب انجراف التربة بفعل الأمطار. و لو يستمر هذا التدهور كما يقول المير فإن المشروع سيفسد كليا بعد أن قارب الإنتهاء و لم يتبق منه إلا القليل ليدخل في الخدمة. وفي مقابل هذا يتواصل رمي القمامة في مفرغة غير منظمة بمنطقة أقلال التي كانت ستغلق لو أكمل مشروع الردم المذكور آنفا. تعدد مصادر معيشة السكان تتوزع مصادر معيشة السكان ببلدية الطاهير على ثلاثة محاور أساسية تأتي الفلاحة في المقام الأول ثم التجارة ثم العمل المأجور عبر المرافق المتوفرة ولا سيما ميناء جنجن من خلال العمل المؤقت الذي يفتح فرصة الإسترزاق للعمال البسطاء.يبدأ النشاط الفلاحي ببلدية الطاهير مباشرة مع حدود المنطقة العمرانية ويؤكد المسؤولون المحليون أن البيوت البلاستيكية لم تترك أي مساحة شاغرة فهي منتشرة بكثافة و القطع الأرضية التي تظهر فارغة ليست كذلك إنما تركها أصحابها لتستريح لفترة طويلة حتى تستعيد خصوبتها. و الغلال الأكثر انتشارا عبر هذه البيوت هي الخضر المبكرة لا سيما الطماطم و الفلفل واللوبيا و الجريوات.. و بفضل النشاط الفلاحي المتصاعد بولاية جيجل بصفة عامة صارت هذه المنطقة تمون مختلف أسواق الوطن انطلاقا من سوق الجملة بشلغوم العيد بولاية ميلة.من جانب آخر يعد النشاط التجاري و النقل من القطاعات التي تساهم بشكل ملموس في توفير فرص العمل لسكان الطاهير باعتبار أن هذه المدينة تمثل في النهار وجهة مفضلة لسكان المنطقة الشرقية من الولاية للتسوق و كذلك للباحثين عن العمل في ميناء جنجن أو المنطقة الصناعية التي تقلص نشاطها مقارنة بعصر ازدهار المؤسسات العمومية التي كانت تملأ المنطقة و لم يبق منها سوى مؤسسة الزجاج. و مع أن القطاع الخاص بالمنطقة الصناعية قد حل مكان القطاع العمومي إلا أن مناصب الشغل التي يوفرها الخواص محدودة مقارنة بالشركات العمومية التي كانت تمارس سياسة التشغيل بنظرة إجتماعية. كثرة التسربات تجعل وفرة الماء بلا معنى تزخر ولاية جيجل بثروة مائية هائلة سطحية و باطنية مما يجعل مشكلة مياه الشرب نظريا غير مطروحة ، لكن بتدخل عوامل أخرى تصبح هذه الوفرة بلا معنى ما دامت الكميات المجندة من المياه لا تصل بالكم و الوقت الكافي للمواطنين. وهو ما يعانيه سكان الطاهير بسبب كثرة التسربات و عدم التحكم في التوزيع.وبالنسبة للطاهير يشير رئيس مجلسها البلدي إلى أن التجهيزات الخاصة بالمياه تعتبر كافية بوجود أربعة خزانات من حجم ألف متر مكعب تزود مدينة الطاهير والطهر وصاف و حي 800 مسكن و المناطق المجاورة و منطقة الثلاثاء. ويتم ملء هذه الخزانات من آبار منطقة اليربوز على بعد حوالي 3 كلم عن الطاهير وهي مياه جيدة و غزيرة. كما تأتي نسبة إضافية من آبار أخرى بوادي جنجن. ولا حظ نفس المسؤول أن عدم التحكم في التوزيع وكثرة التسربات جعل السكان يعانون من الإنقطاعات المتواصلة للمياه و حتى التوزيع لا يتم وفق برنامج منتظم بسبب قلة عدد العمال لدى شركة الجزائرية للمياه بالطاهير التي تضطر إلى الإستعانة بعمال من الشبكة الإجتماعية لفتح صمامات المياه. وعند إصلاح أعطاب شبكة المياه لاحظ نفس المسؤول أن الحفر تبقى هي سيدة الموقف لعدم إلتزام شركة تسيير المياه بإعادة الطريق إلى حالته الأولى قبل حفره.ولتدعيم مدينة الطاهير بمياه الشرب يرى رئيس بلديتها وجود خيارين.. إما أن نأتي بالماء للطاهير من سد العقرم أو تحويل الماء الذي يذهب حاليا إلى جيجل من اليربوز و وادي النيل نحو الطاهير و تعويض مدينة جيجل بمياه سد كيسير أو العقرم. طرق جديدة لفك الخناق عن مدينة الطاهير يذكر السيد فتان أن التفكير في فك اختناق حركة المرور عن وسط مدينة الطاهير لم يتم مبكرا. و قد قام المجلس البلدي الحالي ببرمجة فتح طرق جديدة محيطة بالمدينة. منها طريق زعموش مرورا بحي بوكعبور إلى المدخل الغربي. كما تم فتح طريق من مقبرة الشهداء ( المدخل الشرقي) وهو محول مهم نحو المستشفى الجديد. ويوجد في البرنامج التنموي طريق آخر جزء منه أنجز من وسط المدينة مرورا بمنطقة لمقيعدة و يربطها مع المدخل الغربي. وطلب المجلس البلدي مشروع طريق من مركز التكوين المهني من الناحية الجنوبية مرورا بحي 800 مسكن إلى الطريق الولائي الرابط بين بلديتي الطاهير و الأمير عبد القادر. لكن لحد الآن لم تحصل الموافقة على هذا المشروع الذي يقول رئيس البلدية بشأنه أنه طريق هام والمجلس يتمسك به وسوف يواصل المطالبة به بإصرار ويقول لو تكون الوصاية موضوعية توافق على هذا المطلب. مشروعان مجمدان بسبب تحفظات غير مؤسسة أبدى رئيس بلدية الطاهير استياءه مما أسماه عرقلة متعمدة لمشروعي التطهير ل الطهر وصاف و طريق بني متران. ويعود سبب توقف المشروع الأول إلى تحفظ تقني أبداه فرع الري بالطاهير تبين بعد إجتماعات عدة و خبرة تقنية قام بها مكتب دراسات عمومي أنه تحفظ غير مؤسس لكن التحفظ لم يرفع مما جعل المشروع يبقى متوقفا وهو أمر يعتبره رئيس البلدية تعنتا ينبغي أن تتدخل الوصاية لوضع حد له. أما المشروع الثاني فقد تم توقيفه بسبب المطالبة بإعادة تقييم المشروع و زيادة الغلاف المالي الناتج عن توسعة ضرورية في عرض الطريق ب 1.3 متر من أجل وضع البالوعات في مكانها الصحيح. لكن لحد الآن يقول نفس المسؤول لا توجد استجابة من المصالح المختصة و المشروع متوقف. و يعاني مشروع بناء مقر بلدية جديد من نقص الغلاف المالي الكافي لإنجازه . المجلس البلدي طلب 4.5 مليار سنتيم لكن الوصاية لم تمنح لهذا المشروع سوى مليار سنتيم في برنامج 2010. وفي تقدير رئيس البلدية أن مقر البلدية من الأولويات التي ينبغي أن تحظى بالتمويل و لو على حساب مشروع آخر لأن مصالح البلدية مشتة في مقرات غير ملائمة و العمل يتم في ظروف صعبة. 500 مسكن للقضاء على السكن الهش على صعيد آخر لا زالت ظاهرة البناءات الهشة موجودة ببلدية الطاهير في أربعة مواقع وهي بني متران و بازول و الرجلة ومنطقة الثلاثاء. و للقضاء على هذه المساكن يوجد برنامج ب 500 سكن وضع في مكان واحد وهو منطقة عامرة. إلا أن رئيس البلدية يعتبر أن قرار تجميع هذا البرنامج في مكان واحد قرار خاطئ لأنه سيحدث عدم توازن في توزيع السكان و التجهيزات العمومية وفي رأي المير أنه كان من الأفضل توزيع البرنامج السكني على المواقع الموجودة للسكن الهش. و تحسبا لتحول السكان إلى السكنات الجديدة تقرر بناء مجمع مدرسي في عامرة حتى يكون جاهزا لاستقبال التلاميذ مباشرة بعد ترحيل عائلاتهم. شاطئ بازول مفخرة البلدية تفتخر بلدية الطاهير بشاطئها " بازول" الذي تعطيه اهتماما كبيرا حسب رئيسها باعتباره مرآة للبلدية في نظر زوارها و بالتالي فمصالح البلدية تسهر حتى توفر كل الظروف التي تمكن المصطافين من التمتع بعطلتهم و لا سيما عاملي النظافة و الأمن و توفير الخدمات. و رغم أن قيمة كراء هذا الشاطئ زادت هذا العام لتصل إلى 18.5 مليون سنتيم بعدما كانت العام الماضي 5 ملايين فقط فإن البلدية تنفق أضعافا مضاعفة عن هذا الشاطئ ومن ذلك تخصيص 10 عمال يوميا لتنظيفه فضلا على تزويد المصطافين بالمياه عن طريق شاحنة صهريج نظرا لأن شبكة المياه غير كافية. و يؤكد السيد فتان أن شاطئ بازول من أجمل و أنظف الشواطئ على مستوى الولاية فالأمن به متوفر ليل نهار حتى أن العائلات تنعم بالتجوال في منتصف الليل بكل اطمئنان على رماله الممتدة على مسافة واحد كلم و الطريق مهيأ و الإنارة العمومية متوفرة. كما يعد هذا الشاطئ ملائم للأطفال لأن مياهه ليست عميقة. وحسب تقديرات الدرك فإن عدد زوار هذا الشاطئ يصل في المعدل يوميا إلى12 ألف مصطاف أغلبهم يأتون من ولايتي قسنطينة و ميلة. والبلديات المجاورة من داخل الولاية.