تستقطب نواد سياحية تنشط في الرياضات الجبلية والتخييم، الأفراد لتجريب أنشطة جديدة والاستمتاع بها على غرار تسلق الجبال والمبيت في الطبيعة، وذلك تزامنا مع تساقط الثلوج على المرتفعات، وحرصا على سلامتهم ولتفادي الإصابات الخطيرة، ينصح رئيس مصلحة التدخلات بالحماية المدنية الدكتور الرائد محمود حمدي، هواة المغامرة باتخاذ إجراءات وقائية وأمنية، وتجنب البقاء لساعات طويلة في المرتفعات خصوصا في الفترة الليلة. تنظم خلال نهاية الأسبوع، نوادي المغامرات والسياحة الجبلية رحلات لأماكن جبلية سياحية، لتسلق المرتفعات وبلوغ أعلى القمم، ومن الأماكن التي تجذب الشباب خصوصا، جبال البابور، أعالي شريعة و تيكجدة، وذلك للاستمتاع بالأجواء الشتوية، فضلا عن المبيت في الطبيعة لمشاهدة وتوثيق من خلال عدساتهم تساقط حبات الثلج. ومع تزايد الإقبال على هذه الرحلات، وفقا لرؤساء نوادي، يحذر أخصائيون من الإصابات الخطيرة التي يمكن أن يتعرض لها المشاركون في الرحلات المنظمة، والتي من شأنها أن تسبب لهم عاهات إذا لم تُقدم لهم الإسعافات في الوقت المناسب. وقال الطبيب الرئيسي في مصلحة التدخلات بالحماية المدنية ، الدكتور محمود حمدي، بأن هذا النوع من الرحلات يتطلب التزود بالعتاد المناسب، فضلا عن لباس الحماية الفردية للوقاية من الإصابات في حالات الانزلاق أو السقوط، وأحذية جلدية مقاومة للماء ذات المسامير التي تقي من الانزلاق، ناهيك عن اللباس الواقي من البرد والأمطار، والذي يتكون من ملابس ملامسة للجلد خفيفة الوزن تمتص الرطوبة، ويستحسن أن تكون من الصوف أو الخامات الاصطناعية، بحسب المختص، وجوارب ذات جودة عالية تحافظ على جفاف القدمين وتدفئتهما، فضلا عن سترة الصوف والقبعة لحماية الرأس من البرودة، كما يجب أن يرتدي المغامر قفازات يد مبطنة، دون نسيان النظارات الشمسية التي تكون مصممة لحماية العينين من درجة الضوء العالية، وخصوصًا ضوء الشمس المنعكس على الثلج. وأشار حمدي إلى أن المشارك يجب أن تكون له خبرة، و اطلاع على أجواء المغامرة والعوارض التي قد تصادفه في المسارات، حتى لا يضع نفسه في الخطر، وبالخصوص من يفضلون التخييم، مشيرا إلى ضرورة اختيار الخيمة التي يبيتون فيها ذات جودة عالية، عازلة للبرد والمياه، فضلا عن حرصهم على تواجد مصباح يدوي وبوصلة في حقيبة المعدات. انخفاض حرارة الجسم تؤدي إلى الوفاة ولفت الطبيب إلى ضرورة بقاء المشاركين في مجموعة واحدة تفاديا للتيه في الجبال والغابات، أو تعرضهم لأي طارئ قد يؤدي بهم إلى الهلاك أثناء السير بمفردهم، وتجنب البقاء لساعات طويلة في الصقيع، الذي من شأنه أن يخفض درجة حرارة الجسم، التي تتسبب عند بلوغها 34 درجة في دخول الجسم في حالة سبات، والتي يمكن، حسبه، أن تكون سببا في وفاة الشخص، في حال لم تقدم له الإسعافات الأولية في الوقت المناسب. كما تحدث الطبيب عن بعض التدخلات المهمة التي تقدمها الفرق الخاصة بالإنقاذ، لرفع درجة حرارة الجسم في المناطق المعزولة، وأوضح بأن أول مهمة رئيسية تقوم بها الفرقة هي لف المصاب بألبسة دافئة، ونزع الألبسة المبللة عنه، ثم تغطيته، وعند نقله إلى سيارة الإسعاف يتم وصله بأكياس محلول ساخن لتدفئة جسده. ونبه الدكتور، الأشخاص غير المحترفين لضرورة تفادي التخييم في الخارج خصوصا من لا يملكون الخبرة وغير مطلعين على إجراءات الحماية الضرورية، كما نصح بمنع الأطفال والمسنيين من تسلق الجبال كون درجة حرارتهم تنخفض في مدة زمنية قصيرة جدا، فضلا عن أن الجهد المبذول في المشي والتسلق يؤثران على وظائف القلب، ويمكن أن تحدث مضاعفات، كالإصابة بجلطات في حالة بقائهم مدة طويلة في الخارج. كما تطرق الطبيب الرئيسي في مصلحة التدخلات بالحماية المدنية محمود حمدي، إلى إصابات أخرى لا تقل خطورة عن انخفاض درجة حرارة الجسم، بسبب البرد القارص مثل، تقلص شرايين وأوردة اليدين والرجلين، التي تؤدي إلى الإصابة بتقرحات، تصل إلى حد بتر الأطراف من شدة البرودة إذا لم يقم الشخص بتدفئة العضو بسرعة، خصوصا الأطراف السفلية، ناهيك عن إمكانية إصابتهم بكسور خطيرة جراء السقوط، من أعلى الجبل أو إصابات على مستوى الرأس. ونصح في الختام، النوادي السياحية بالتكوين في مجال الإسعافات الأولية، فضلا عن تنبيه المشاركين بخطورة ما قد يواجهونه.