نجحت أمس، مولودية باتنة في فك عقدة اللعب داخل الديار، واجتياز عقبة الضيف مولودية قسنطينة بالسرعة الرابعة في المباراة رقم 57 بين الفريقين، والتي كانت بدايتها قوية من جانب أصحاب الأرض الذين أخذوا بشكل مبكر بزمام الأمور، من خلال الضغط على منطقة الحارس دعاس، الأمر الذي أعطاهم الأسبقية في محاولة تهديد المرمى وكسب الصراعات الثنائية، إلى درجة أنه لم تمض 10 دقائق حتى يتمكن غضبان من خطف هدف السبق بتسديدة قوية. هدف كان بمثابة إنذار للضيوف، الذين حاولوا التدارك والخروج من قوقعتهم، غير أن محاولاتهم لم تشكل خطرا على الحارس براهيمي، خاصة بالنسبة لزرقين الذي خانته الفعالية (د13)، وكذا بوغاشيش (د15)، قبل أن يضاعف شرارة من مكسب فريقه بطريقة جيدة وبقذفة خادعت الحارس دعاس عند الدقيقة (17). المحليون الذين أبانوا عن نزعة هجومية ملحوظة، أهدروا عديد الفرص في الشوط الأول لنقص الفعالية والتسرع، خاصة عن طريق العمري في الدقيقة (23)، ثم غضبان (د29)، في وقت عمل الزوار على تنظيم صفوفهم والانطلاق نحو الهجوم، بواسطة المرتدات لفريوة وصحراوي، لكن صلابة الدفاع الباتني، بقيادة العائد عبد الرزاق بيطام، حالت دون الوصول إلى شباك براهيمي. ومع مرور الوقت، انخفض ريتم اللعب بسبب مفعول النتيجة وروح المقاومة للزوار، ولو أن الكرة الثابتة لقوميدي كادت أن تهز شباك دعاس(د36)، ليتواصل اللعب على نفس المنوال، حتى نهاية المرحلة الأولى. الشوط الثاني، الذي غيرت فيه البوبية القمصان بعد أن ارتدى لاعبوها القمصان البيضاء بدلا من السوداء، عرف دخولا قويا لأشبال ترعي الذين عمدوا إلى الرفع من نسق الهجومات، حيث استطاع بن مرزوق إضافة الهدف الثالث من مخالفة مباشرة في الدقيقة (48)، في غمرة تلاشي دفاع الموك. الانتشار الجيد لرفقاء ميدون على أرضية الميدان، وغلقهم كل المساحات، صعب من مهمة الضيوف، الذين عجزوا عن اختراق الدفاع رغم المحاولات القليلة التي كان وراءها عابد وعبابسة، لتأتي الدقيقة (65)، التي ابتسمت لبوزيان بإثقاله الفاتورة من خلال توقيعه الهدف الرابع، إثر ركنية سبقها عمل جيد من قوميدي، لتنكسر بذلك شوكة أبناء البيضاء، رغم تضييعهم لأخطر فرصة في الدقيقة (78) عن طريق صحراوي برأسية، وفي غفلة من دفاع المولودية. وبتعاقب الدقائق، حاول رفقاء زكور امتصاص حرارة الباتنيين، الذين أنهوا اللقاء بالاقتصاد في الجهد، حتى إعلان الحكم صافرة النهاية بانتصار عريض.