فرضت مولودية قسنطينة التعادل على البوبية، التي خسرت نقطتين على قدر كبير من الأهمية، في مقابلة طبعها الاندفاع البدني والإثارة، حتى وإن كان مستواها الفني لم يتعد حاجز المتوسط، بفعل البحث عن النتيجة وقلة التركيز ونقص الفعالية، خاصة من جانب المحليين الذين دخلوا المباراة بقوة، ما سمح لهم بفرض ضغط مكثف على دفاع المنافس، الذي اعتمد على المقاومة وتجميد اللعب، الأمر الذي جعله يتحمل عبء المقابلة، ولو أن ذلك لم يكن كاف لتجسيد الفرص المتاحة، رغم الفرصة المبكرة لبلعيد بواسطة قذفة قوية تصدى لها الحارس بن مالك، قبل أن تعود الكرة إلى غضبان الذي جانب التهديف (د6). ورغم صمود الضيوف وانضباطهم التكتيكي، إلا أن الباتنيين لم يفقدوا الثقة بالنفس، حيث واصلوا إقلاق سكينة حارس الموك، من خلال الهجمات عن طريق بلعيد وحسينات، الأخير الذي كاد يخطف هدف السبق، لولا نقص الدقة في محاولته الفردية (د12). الزوار خلال الشوط الأول، وباستثناء 3 فرص لفرحات أيوب (د22)، وأخرى لذات اللاعب عن طريق كرة ثابتة (د:37) ثم لعيادي(د28)، لم يتبنوا النزعة الهجومية، حيث فضلوا التجمع بمنطقتهم، ومراقبة اللعب وتحصين مواقعهم الخلفية بشكل جيد، ولو أنهم احتجوا على قرار الحكم بوخالفة بعدم منحهم ضربة جزاء(د24). البوبية دخلت الشوط الثاني بكثير من العزم على صنع الفارق في ظل انتعاش قاطرتهم الأمامية، إلى درجة أنه لم تمض أربع دقائق حتى يضيع رحماني هدفا محققا، قبل أن يخفق لعيادي في هز شباك محبوبي (52). ومع مرور الوقت صعد المحليون من هجماتهم في غياب التركيز، تزامنا مع إقدام الزوار على غلق كل المنافذ والممرات مع استفاقة ملحوظة للموك في العشر دقائق الأخيرة التي كادت أن تبتسم لفرحات (د84) لتنتهي المباراة بنتيجة التعادل التي لا تخدم الفريقين و وسط فوضى عارمة بعد اختلاط الحابل بالنابل وتشابك اللاعبين.