عجزت اغلب قيادات الأحزاب الصغيرة القديمة والحديثة الاعتماد عن ضمان مكان لها في المجلس الشعبي الوطني، وراحت هي الأخرى ضحية اعتدال نسبة المشاركة وتشتت الأصوات و ضعف الوسائل البشرية والمادية و النظام القانوني الذي يمنع الأحزاب التي لم تحصل على نسبة 5 بالمائة من الأصوات من التنافس على المقاعد ال462. و في العاصمة و التي تضم 37 مقعدا، مثلا التي تقدم فيها عديد القيادات السياسية منهم وزراء سابقون و قياديون في أحزاب التجمع الوطني الديمقراطي والافالان و المنظمات الجماهيرية، ودون مفاجأة احترم التقليد، و عادت المقاعد إلى الأحزاب الكبيرة ذات الامتداد الشعبي و التي تتوفر على شبكات و هياكل حزبية . وتقاسمت حمس و الافالان والارندي والاففاس و العمال المقاعد 37 . و خابت طموحات خالد بونجمة الذي ترشح أكثر من مرة في ولايتي العاصمة وتيبازة في تحقيق حلمه في دخول البرلمان ، حاله حال وزير الفلاحة السابق نور الدين بحبوح الذي أسس اتحاد القوى الديمقراطية الاجتماعية، و تصدر قائمة العاصمة، و هو نفس مصير الطاهر بن بعيبش رئيس الفجر الجديد الأمين العام الأسبق للتجمع الوطني الديمقراطي، و جمال بن عبد السلام رئيس الجزائرالجديدة،كما نالت نعيمة صالحي رئيسة حزب العدل والبيان نفس العقاب . كما فشل محمد زروقي مؤسس الجبهة الوطنية للحريات، و متصدر قائمة وهران مسقط رأسه، رغم استثماره الشخصي فيها حيث نظم ما لا يقل عن 10 لقاءات جوارية و تجمعات في وهران طمعا في الفوز، لكن أبناء ولايته خذلوه و فضلوا الحزب العتيد. كما فشل قادة حزب التجديد الجزائري في مسقط رأسه في المدية و غيره من قادة الأحزاب الصغيرة. و عجزت مراهنة بعض من هذه الأحزاب على النجوم الرياضيين في حيازة مقاعد و من ذلك الأخضر بلومي الذي فشل في ضمان موقعه في معسكر و عبد المالك سرار في سطيف و لم ينج إلا رئيس جمعية الشلف مدوار متصدر الأفلان الحزب الفائز بالأغلبية. و مكنت الانتخابات 5 صحفيين على الأقل من حجز موقعهم في البرلمان المقبل ، ثلاثة منهم في جبهة التحرير الوطني بالجلفة وتبسة والبليدة ،و واحد ضمن قائمة الأففاس ببجاية وصحفية أخرى بقائمة حزب العمال بالعاصمة فيما حين فشل إعلاميون آخرون ترشحوا ضمن أحزاب صغيرة أو معارضة في ضمان مقاعد لهم في برلمان الآمال كما يحلو للبعض وصفه.