شارك عدد كبير من مهنيي قطاع الإعلام نهاية الأسبوع في حملة تشجير واسعة بالولاية المنتدبة بوسعادة، في إطار قافلة تطوعية تحسيسية نظمتها الرابطة الوطنية لمهنيي الإعلام السمعي البصري، انطلقت من الجزائر العاصمة بغية المساهمة في مواكبة إعادة بعث وتأهيل هذا المشروع وتوسيعه. هذه العملية التي جاءت في إطار حرص الإعلاميين المنضوين تحت لواء هذا التنظيم على المشاركة في دعم المشاريع الوطنية الكبرى، ومختلف أشغال المنفعة العامة، وعمليات التضامن الوطني، جرت على مستوى مشروع نموذجي للسد الأخضر ببلدية سيدي عامر الواقعة جنوب غرب المسيلة، والذي يقوم بإنجاز أشغاله مجمع الهندسة الريفية. وقد تم في إطار هذه العملية التطوعية التحسيسية، غرس عشرات أشجار الزيتون والخروب والسرول الأخضر، بمشاركة مسؤولين عن القطاعات المعنية التي تشرف على متابعة تنفيذ مختلف عمليات السد الأخضر تقنيا، ومن بينها مصالح الغابات، والمحافظة السامية للسهوب، إلى جانب الفلاحين الذين استفادوا من مختلف عمليات هذا المشروع. ومعلوم أن مشروع إعادة تأهيل وتوسيع السد الأخضر بولاية المسيلة، يحظى باهتمام كبير باعتباره مسجلا ضمن إستراتيجية الدولة لمكافحة التصحر والجفاف والتأقلم مع التغيرات المناخية. ويتربع المشروع في ولاية المسيلة، حسبما كشف عنه المحافظ الولائي للغابات، عامر محمد، على مساحة تفوق 433 ألف هكتار، ويشمل 36 بلدية أي ما يمثل 22.9 بالمائة من المساحة الإجمالية للولاية وما نسبته 19.7 بالمائة من المساحة الوطنية للسد الأخضر.وفي إطار تجسيد مخطط العمل لإعادة تأهيل وتوسيع وتطوير السد الأخضر، استفادت الولاية لسنة 2023، مثلما أشار المتحدث في لقاء نظمته رابطة مهنيي السمعي البصري في بوسعادة، من برنامج يمس 36 بلدية بمبلغ إجمالي فاق 1,42 مليار دينار. من جهته ذكر الرئيس المدير العام للمؤسسة الجهوية للهندسة الريفية الهضاب أحمد بشوع، أن إنجاز هذا المشروع الحيوي، موكل إلى مجمع الهندسة الريفية، فيما تمت الإشارة إلى إجراء دراسته من قبل المكتب الوطني لدراسات التنمية الريفية «بنيدار» سنة 2023 عبر إعادة تأهيله وتوسيع مساحته لتبلغ 438 ألفا و350 هكتارا في آفاق 2035 وفق ما أوضح المتحدث. وفي سياق ذي صلة أشار محافظ الغابات بولاية المسيلة إلى أن عملية إعادة تأهيل وتوسيع وتطوير السد الأخضر، على مستوى 13 ولاية، تشمل إعادة تأهيل وتوسيع المساحات الغابية وتأهيل الأراضي الفلاحية والرعوية حيث تم إعداد وضبط العمليات المبرمجة بالتنسيق مع اللجان المحلية تحت إشراف رؤساء الدوائر ومختلف الهيئات الفاعلة، شملت محافظة الغابات والمحافظة السامية لتطوير السهوب والمصالح الفلاحية والمواطنين من خلال إدماج الفلاحين والمربين ومختلف القطاعات ذات الصلة والتي من خلالها ستنفذ العديد من المشاريع التنموية تخص كل منطقة من مناطق السد الأخضر في الولاية.وتنقسم عملية تجسيد مشروع السد الأخضر على ثلاث هيئات ممثلة في مديرية المصالح الفلاحية المكلفة بفتح وتهيئة المسالك الفلاحية وغراسة الأشجار المثمرة، والمحافظة السامية لتطوير السهوب المكلفة بفتح المسالك الريفية والغراسة الرعوية وتهيئة السد التحويلي، فيما ستقوم محافظة الغابات في الولاية بتثبيت الكثبان الرملية والغراسة الغابية وغراسة أحزمة خضراء من التين الشوكي. وأبرز نفس المصدر أهمية المشروع لتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تضمن محيطا ملائما لخلق الثروات للنمو الاقتصادي والأمن الغذائي والاستقرار الاجتماعي من خلال الحد من تدهور الأراضي والتقليل من زحف الرمال والغبار ومواجهة الجفاف، وتجسيد غراسات اقتصادية مقاومة للجفاف لفائدة السكان المجاورين للمشروع وتثبيت التربة وتوسيع الغطاء النباتي.