توقف الصيانة بمصانع الشرق يهدد بخلق أزمة إسمنت دخل أمس 800 عامل بشركة الصيانة للشرق التابعة لمجمع الإسمنت في إضراب عن العمل للمطالبة بالتثبيت وبالحقوق الاجتماعية والمهنية متحدثين عن حالة من التعسف تطال المتعاقدين و مهددين بإعاقة فتح ثلاثة مصانع دخلت مرحلة الصيانة مؤخرا وهو ما يعني أزمة إسمنت بشرق البلاد . العمال شرعوا في حركتهم الاحتجاجية أمس الأول بشكل محتشم قبل أن تتوسع أمس لتشمل ما يقارب 800 عامل مكلفين بصيانة المصانع يقول ممثلون عنهم أنهم متعاقدون منذ فترات لا تقل عن عشر سنوات ولم يتم تثبيتهم رغم صدور تعليمة سنة 2007 تنص على إدماج ما لا يقل عن 400 عامل، لكنه تم تجاهلها ،حسب ما أفاد به محتجون وجدناهم أمام البوابة الرئيسية للمؤسسة بالحامة، أين أكدوا بأنهم توقفوا مائة بالمائة عن العمل ولن يعودوا قبل صدور قرار مكتوب بتسوية المطلب الرئيسي. وقال من تحدثنا إليهم أن مجمع الإسمنت تحول إلى شركة عائلية مكتظة بالمتقاعدين ويعتمد فيها منطق المحسوبية في منح الحقوق مع إعطاء امتيازات لفئة معينة، فيما يعاني المتعاقدون مشاكل كثيرة لخصوها في انعدام الحقوق المتعلقة بالمنح والعطل والحماية الاجتماعية زيادة على تجاهل التكفل بضحايا حوادث العمل، حيث قال مضربون أن ست حالات وفاة سجلت في خمس سنوات وأن الكثيرين أصيبوا في حوادث عمل ولم يتم التكفل بعلاجهم أو حتى تحويلهم إلى مناصب مكيفة وظلوا مجبرين على القيام بعمل فيه جهد بدني كبير يعرض حياتهم للخطر. المحتجون اختاروا فترة التوقف التقني لأغلب المصانع المتواجدة بالشرق حتى يتمكنوا من الضغط على الإدارة، وهو ما يهدد بتواصل غلق المصانع وبالتالي استمرار أزمة الإسمنت المترتبة عن عمليات الصيانة الدورية، لوجود ثلاثة مصانع مغلقة حاليا وهي أسميدال عنابة للأمونياك ،حامة بوزيان وعين توتة للإسمنت، وقد رفضوا اقتراح الإدارة فتح ملف المتعاقدين يوم 20 ماي ودراسة الأمر حالة بحالة، حيث أفاد أحد المتحاورين أن المسؤولين طالبوهم بالعودة إلى العمل وإتمام مرحلة الصيانة التي تتطلبها التوقفات التقنية مع تقديم وعد بالتسوية، ويرى المصدر أن العمال متخوفون من إدماج جزئي ويرفضون المقترح ،ما يعني تواصل الإضراب. الرئيس المدير العام للمؤسسة استغرب الإضراب وقال أنه لا توجد أسباب لخروج العمال إلى الشارع وأن الشركة بدأت صغيرة وتوسعت تدريجيا بفضل مجهودات العمال والإطارات إلى أن أصبحت شركة كبرى للصيانة تتعامل مع مؤسسات أجنبية وتقدم رواتب محترمة لعمالها ووفق شروط عمل ملائمة، ومع ذلك يؤكد المسؤول، أن باب الحوار قد فتح وتم الاتفاق مع ممثلي العمال على تشكيل لجنة متساوية الأعضاء لتحديد شروط التثبيت وتمرير الملف على مجلس الإدارة، على أن يشرع في العمل بعد أسبوع، وهو مقترح يقول محدثنا أنه تم قبوله في البداية من طرف ممثلي العمال قبل أن يتراجع العمال ويطالبون بالإدماج الفوري، الأمر الذي يرفضه المدير ويعتبره ضغطا في غير محله مع تحذيره من الخسائر التي تترتب عن تأخر فتح مصنعي الحامة و بيرتوتة. ويأتي إضراب عمال الصيانة في فترة تعرف عودة ظاهرة المضاربة بالإسمنت والتي عادة ما تحدث في مثل هذه الفترة وتحديدا عند التوقفات التقنية للمصانع، حيث بلغ سعر الكيس 1000 دج وفي حال عدم انتهاء الصيانة الدورية في محلها فإن مجمع الإسمنت يفقد إنتاج قوامه 4000 طن يوميا في المصنع الواحد وهو أمر ستكون له تأثيرات على السوق وعلى المشاريع الجارية.