جمعية أولاد زواي في حظيرة ما بين الرابطات

إنجاز تاريخي لفريق بلا ملعب ولا مقر ولا إعانات مالية
روبورتاج وتصوير: أحمد ذيب
توّج فريق جمعية أولاد زواي موسمه في بطولة الجهوي الأول لرابطة قسنطينة، بصعود تاريخي لحظيرة ما بين الرابطات، محققا به أحلام جمهوره وجماهير الفرق التي ساندته طيلة الموسم، رغم العراقيل التي تجاوزها بفضل توافر عديد العوامل، وكذا استقرار الطاقمين الإداري والتقني. عامل الاستقرار وفي ظل غياب الملعب والمقر، وعدم تمكين الفريق من الإعانات المالية، إضافة إلى عديد الصعوبات التي صادفها الفريق في تحقيقه للإنجاز التاريخي، لم ينعكس على النتائج التي جعلت الجمعية متربعة على عرش بطولة الجهوي الأول، قبل عديد الجولات من إسدال الستار، أين نجح الفريق في 30 مقابلة من تحقيق الفوز في 18 منها، وتعادل في 9 مباريات وانهزم في 3، بفارق 7 نقاط عن الوصيف وداد سكيكدة.
للإشارة فقد توجت الجمعية بلقب أحسن دفاع، إذ لم تهتز شباكها طيلة الموسم سوى 14 هدفا فقط، وفي المقابل نجحت هجومها في هز شباك المنافسين في 35 مناسبة، أين مكنها ذلك من الظفر ب 63 نقطة، جعلتها تحقق حلم عشاقها بعد عدة مواسم عقيمة يصل فيها الفريق إلى قمة سلم الترتيب، لكن المنافسة القوية ستجعله يتخلى عن تاج البطولة حتى هذا الموسم.
شقيقان يسيران الفريق ويدعمانه ماديا لصناعة فرحة الجمهور
ما يميز الجمعية الرياضية لبلدية أولاد زواي هو أن تسييرها يتم من طرف أخوين شقيقين، ويتعلق الأمر بمسير شركة «تراكوفار» المختصة في بيع الحديد والتي يتواجد مقرها بالعاصمة، والذي يعد الرئيس الشرفي للفريق، والذي يموله رئيس الشركة مهني عيسى، والذي ينوب عنه في التسيير مهني محفوظ المدعو الطالب، وهما الشقيقان اللذان يشرفان على شؤون الفريق منذ سنة 2003، وذلك من خلال تدعيم الفريق ماديا ومعنويا، الأمر الذي يجعل أعضاء الجمعية الرياضية برئاسة الحاج عيسى أحمد يجددون فيهما الثقة كلما تعقد الجمعية العامة.
استئجار سكنين بعين مليلة وتحويلهما لمقر مؤقت
هذا ويرى الرئيس الشرفي لجمعية أولاد زواي بأن الفريق منكوب بكل المقاييس، وهذا بالنظر لعدم توفر الفريق على مقر ولا على ملعب، إلى جانب أن الإعانات التي كان من المفروض أن تخصصها البلدية غيبت، باستثناء استفادة الفريق من خدمات حافلة البلدية.
محدثنا بين بأن التسيير يعتمد فقط على ما يضخه هو من أمواله الخاصة، وتكفله بالفريق من جوانب مختلفة، على غرار تكفله بالإطعام والنقل وعمليات التحضير، وكذا منح اللاعبين في حال الفوز وغير ذلك، ويكشف الرئيس الشرفي بأن غياب المقر جعله يقوم باستئجار مسكنين وسط مدينة عين مليلة، لإقامة اللاعبين وكذا بتجمع أعضاء الجمعية وغيرها من متطلبات التسيير، لأن لقاء المكتب المسير يتم حاليا في المقاهي.
الصعود كلف 1,7 مليار واتصال بلاعبين من وطني الهواة
من جهة أخرى تجدر الإشارة إلى أن فاتورة الصعود لحظيرة ما بين الرابطات، كلفت خزينة الرئيس الشرفي مهني عيسى 1.7 مليار سنتيم، وهو الذي قال بأن مصاريف هذا العام قاربت ملياري سنتيم، وهو المبلغ الذي تم تخصيصه كون الفريق وضع هدف الصعود في المقام الأول.
مهني عيسى أشار إلى أنه وخلال الموسم الجاري، اصطدم الفريق بمنافس اسمه وداد سكيكدة وقبله ترجي تاجنانت، إلا أن ذلك لم يمنع الطاقمين الإداري والفني من تحقيق الأهم وتجسيد حلم الصعود، بفضل مجهودات المدرب بن كنيدة ومساعده درالي سليم، اللذين عملا معا طيلة 4 سنوات.
وعما إذا كان المكتب المسير يفكر في تغيير الطاقم التقني. كشف الرئيس الشرفي بأن الإدارة لم تفكر في التغيير والمدرب بن كنيدة ومساعده باقيان، كونهما من حافظا على الصعود.
أما عن تدعيم الفريق بلاعبين جدد، أشار محدثنا بأن الاتصالات جارية مع لاعبين ينشطون على مستوى الرابطة المحترفة الثانية، وأن الفريق سيواصل اللعب على الصعود كذلك.
دعوة لأبناء المنطقة للالتفاف حول الفريق ومساعدته
هذا ودعا مهني عيسى أبناء مدينة أولاد زواي ميسوري الحال، إلى الالتفاف حول الفريق قصد محاولة تقديم يد المساعدة، ولو بالشيء القليل أي حسب المستطاع، فالفريق هو فريق سكان كل المنطقة وليس فريق محسوب على شخص أو شخصين بحسب ذات المتحدث، و الذي لم يتوان في فتح النار على السلطات المحلية، متهما إياها بالتقصير وبأنها لم تقف إلى جانب الفريق، بدليل كما أضاف عدم حضورها ولا في مباراة واحدة، ومع ذلك شكر عيسى مهني بلدية عين مليلة التي سمحت للفريق للاستقبال بملعب الإخوة دمان دبيح، بعد أن كان الفريق ولسنوات طويلة يسدد ما بين 80 إلى 90 مليون مقابل استئجار الملعب.
من الشرفي إلى ما بين الرابطات في ظرف 4 سنوات
ما حققه فريق أولاد زواي الذي يتخبط في عديد المشاكل والصعوبات يعتبر إنجازا حقيقيا أجمع على تثمينه المتتبعون للشأن الرياضي المحلي، فالفريق ومن رحم الأزمات غادر القسم الشرفي إلى قسم ما بين الرابطات في ظرف 4 سنوات وهي مدة زمنية قليلة تترجم لا محال العمل الإيجابي الذي يدور داخل أروقة الجمعية بفضل الاستقرار وروح التحدي كذلك..تحدي الصعوبات التي واجهت الفريق في غياب الدعم المالي والملعب الذي يحتضن جمهور الفريق وكذا غياب مقر يحتضن إدارة ومسيري الجمعية، كرونولوجيا الأرقام التي بحوزتنا تبين بأن الفريق حقق الصعود إلى القسم الجهوي الثاني في موسم 2005 مطلقا بذلك اللعب في القسم الشرفي ليلعب سنتين في القسم الجهوي الثاني وبعدها يحقق الصعود الثاني للجهوي الأول سنة 2009 أين غادره بعد ذلك لما بين الرابطات هذا الموسم وكان قبله قد احتل الوصافة بفارق ضئيل من النقاط محتلا المرتبة الثانية بعد فريق دفاع تاجنانت.
سمير بن كنيدة مهندس الإنجاز الثاني على التوالي
سر قوة المجموعة اللاعبين وجمهور فورشي و لاصام
يرى مدرب جمعية أولاد زواي سمير بن كنيدة أن فريقه حقق نتيجة إيجابية هذا الموسم بالرغم من كون الفريق متواضع على خلاف بقية المواسم إلى جانب أن جمهور فريقي فورشي ولاصام دعما الفريق بقوة في غياب جمهور الجمعية الذي اصطدم ببعد المسافة بالنظر لأن الفريق يلعب خارج قواعده بمدينة عين مليلة، بن كنيدة وفي حديثه للنصر كشف بأنه يتواجد في فترة راحة حاليا مؤكدا تلقيه عرضا واحدا من أحد الفرق الناشطة في بطولة الجهوي الأول.
واجهنا عراقيل كثيرة وتساقط الثلوج كبح عداد النتائج
بن كنيدة الذي صنع الصعود الثاني للفريق في موسم هو الثالث له مع إدارة الفريق كشف بأن كل موسم كروي تتخلله عراقيل وصعوبات ومشاكل متفرقة غير أن الفريق استطاع تجاوز كل العقبات التي واجهته، ومن بين الصعوبات التي واجهت الفريق بين مهندس إنجاز الصعود بأن فترة تساقط الثلوج هي الفترة الأصعب التي واجهها الفريق الذي لم يتدرب فترة طويلة بفعل الغلق الذي مس الطريق الوطني رقم 3 الذي يربط بين قسنطينة وعين مليلة، الفترة الأصعب بحسب بن كنيدة عادت سلبا على نتائج الفريق الذي تعادل مع واد الحد وفريق شباب فرجيوة وفاز بصعوبة على نجم التلاغمة وتعادل سلبيا مع وداد سكيكدة، وبعد فترة المباريات الأربعة التي تعد الأصعب عاد العمل
استقرار الإدارة ساهم في بروز النتائج الإيجابية
يرى سمير بن كنيدة بأن عامل استقرار الإدارة ساهم في تأقلم اللاعبين والتقنيين وخلق جوا عائليا ترجمته النتائج الإيجابية، وهو التأقلم الذي حصل بمساعدة كل من المدرب المساعد سليم درالي والمدير التقني حليمي محمد ومستشارين في قطاع الشبيبة والرياضة إلى جانب العمل الجبار الذي قدمه نائب الرئيس مهني محفوظ وهو عمل ساهم فيه الجميع طيلة 3 سنوات أين تمت مواجهة الصعوبات وتذليلها وعكس ذلك تحقيق حلم الصعود، هذا إضافة إلى أن الشيء المميز بحسب ذات المتحدث يتمثل في كون الفريق اكتسب خبرة من المستوى القوي لبعض الفرق على غرار وداد سكيكدة ونجم بكوش لخضر وفرجيوة وجيل عزابة وترجي تاجنانت وأمل العلمة وهي فرق قوية تتنافس على منصب واحد وبالرغم من قوة الفرق السابقة يضيف ذات المتحدث بأن الجمعية فريقها متواضع والميزة التي خلقت الانسجام بين أفراده هي أن كل اللاعبين من عين مليلة وهو ما شكل مجموعة رفعت التحدي.
حاليا أنا في راحة وتلقيت عرضا من نجم التلاغمة
وفيما تعلق بالعروض التي تلقاها بن كنيدة وإمكانية رحيله عن الجمعية خلال الموسم القادم بين محدثنا بأنه وفي الوقت الحالي يتواجد في راحة ويربطه بالجمعية عقد معنوي لم ينته بعد، ومن خلاله فأي مكان يتوفر فيه الجو الملائم للعمل سيكون هو الأنسب له لتأدية مهامه وهي النقطة التي وصفها بالأساسية، مدرب الجمعية كشف بأنه وفي الوقت الحالي لديه عرض واحد من القسم الجهوي الأول وبالتحديد من فريق نجم التلاغمة وهو في فترة التفكير لدراسة العرض.
أشكر اللاعبين وجمهور لاصام و فورشي
المدرب بن كنيدة وفي ختام حديثه معنا توجه بتشكراته للفريق واللاعبين الذين كما قال «اجتهدوا ولعبوا بنية صافية» مع تقدمه بشكره للمسير الأول للفريق عيسى وشقيقه محفوظ إلى جانب من وقف مع الفريق، محدثنا شكر كذلك جمهور فورشي ولاصام الذين ساندوا الفريق بقوة بالنظر لأن جمهور أولاد زواي محتشم والموسم الماضي لعب الفريق أمام مدرجات شاغرة وبعد تغييره الملعب نحو دمان دبيح تغيّرت الأجواء وقدم الجمهور بكثافة.
قالوا عن الصعود
دالي زبير (قائد الفريق)
حققت معه الصعود 3 مرات في ظرف 7 سنوات
«الفريق ظروفه المادية ممتازة والذي ينضم إليه يضن أنه فريق خاص لا ينتظر إعانات الدولة، أنا بدوري عملت فيه بجدية طيلة 7 سنوات التي حققت معه فيها الصعود ثلاث مرات وكل موسم نعمل على تحقيق الصعود، انطلقنا كعائلة وانتهى الموسم ونحن عائلة وبذلنا مجهودا لتحقيق الصعود الذي لم يأت من عدم، الفريق تم بناؤه حديثا وكل المجهودات ترجع لرئيسه، تشكراتي أتوجه بها لرئيس الفريق والمدرب الذي بذل مجهودات جبارة».
طراد محمد (حارس مرمى)
«بدينا خاوة وخلصنا خاوة» وحققنا الهدف
«بداية نحمد الله على النتيجة المحققة، ونحن وضعنا هدف الصعود أمامنا بداية العام ونجحنا في الوصول إليه وتحقيقه، فالفريق وبإمكانياته المتواضعة حقق الأهم، أما نحن فبدينا خاوة ب25 لاعب وخلصنا ب25 لاعب، أتوجه بشكري للأنصار ولكل عائلة الفريق وناس عين مليلة».
عيسوق محمد
لعبت في الفريق موسمين وكأني معه منذ سنين
«تتويج هذا الموسم أتى في وقته وجاء بعد ثمرة مجهودات الجميع، أتوجه بتشكراتي للأنصار والمسيرين والمدرب، لعبت مع الفريق موسمين الأول ضيعنا فيه صعودا مستحقا وتداركنا ذلك هذا الموسم».
بوعيشة عصام
المدرب خطط و اللاعبون نفذوا فوق المستطيل الأخضر
«كل الشكر موصول للمدرب بن كنيدة سمير الذي بذل مجهودات جبارة إلى جانب اللاعبين الذين ترجموا ما تلقوه من مدربهم فوق الميدان، قضيت موسما واحدا في الفريق قادما إليه من فريق فورشي بعين مليلة وحققنا الصعود بفضل تكاثف مجهودات الجميع».
مهني محفوظ (المسير العام ونائب الرئيس)
شقيقي اعتمد على ماله الخاص وعلى السلطات الالتفات لحالنا
«مبارك علينا التتويج الذي أتى بعد تعب كبير وليس سهلا أن تحقق الصعود بعد عامين من الكد والجد فالعام الأول حققنا المرتبة الثانية أما الموسم الثاني فظفرنا بالمنصب الأول بالنظر من الصعوبات التي تتصدرها المادية فنحن في منطقة نائية والبلدية لم تقدم لنا المساعدات الكافية والممون الوحيد هو شقيقي عيسى الذي أعان الفريق من أمواله الخاصة ولذا نتوجه بطلبنا للسلطات الولائية قصد مساعدتنا».
التشكيلة التي حققت الإنجاز التاريخي
في حراسة المرمى: طراد محمد.
في الدفاع: باديس طبيب، فرنان حسام، رمضاني عادل، صاولي لطفي، ناصري نصر الدين.
وسط الميدان: بلعيدي محمد، رامول نور الدين.
في الهجوم: علالي محسن، عقون سامي، عثماني محمد.
الاحتياط: بلغربي اليمين (حارس ثاني)، مزياني حسام (حارس ثالث)، عكاشة رشدي، سدراتي فؤاد، غرنوق حسان، كرايمية يوسف، بوعيشة عصام، بودبوزة عبد الله، عيسوق محمد أمين، فجخي السعيد، عكاشة سليم، رابحي مهدي، دالي زبير.