خبراء من مكتب التحقيق الفيديرالي الأمريكي لفك تشفير أجهزة باروش بعنابة كشفت مصادر موثوقة للنصر أن فريقا أمنيا أجنبيا متخصصا في الجريمة الالكترونية من المنتظر أن يشرع هذا الأحد في عملية فحص الأجهزة و الحواسيب التي كان يستعملها زعيم شبكة تصوير و انتاج الأفلام الإباحية الفرنسي جون ميشال باروش، في محاولة لفك التشفير عنها، و ذلك بعدما تعذر فك شفرات بعض العتاد الإلكتروني و المعلوماتي الذي حجزته وحدات الأمن على مستوى مقر مؤسسة ''غلامور أرابين تالن'' المتواجد مقرها الإداري بحي وادي القبة بمدينة عنابة، على إعتبار أن زعيم الشبكة كان يلجأ إلى التشفير بإستعمال تقنيات متطورة، مما إستدعى تحويل التجهيزات إلى المخبر الجنائي التابع للمديرية العامة للأمن الوطني. و حسب نفس المصدر فإن الفريق الأمني يتشكل من ثلاثة خبراء أمريكيين من أصول هندية، تابعين لمكتب التحقيق الفيدرالي "آف. بي .آي"، و يشتغلون برتبة مستشارين لدى هذا الجهاز الأمني، في إختصاص مكافحة الجريمة الالكترونية بشتى أنواعها، حيث سيعمل هؤلاء الخبراء على فك الشفرات المعقدة و كلمات السر التي كان يستخدمها المتهم الفرنسي لتخزين كم هائل من الملفات في شكل أفلام و صور منها أشرطة فيديو، آلات تصوير و أجهزة إعلام آلي، سيما و أن المعطيات الأولية المتوفرة تشير إلى أن بعض الملفات تعذر الدخول اليها عبر القرص الصلب الذي تضمنته ثلاثة حواسيب شخصية للمعني، حيث يشترط النظام المعلوماتي ضرورة التعرف على صاحب الحاسوب، من خلال البصمات للسماح بكشف المحتويات المخزنة في الذاكرة ، و هي تقنية عالية لجأ باروش إلى إستعمالها لضمان سرية المعلومات المخزنة، و إبقائها حكرا عليه، كونه صاحب الشركة، و الوكيل الوحيد المخول له التعامل من قنوات تلفزيونية أجنبية في صفقات بيع مقاطع و أشرطة فيديو إباحية. إلى ذلك فإن التحريات الأولية التي أجراها فريق التحقيق الموفد من طرف المديرية العامة للأمن الوطني، كانت قد أظهرت بأن الرعية الفرنسية جون ميشال باروش كان يتواصل مع أطراف و شخصيات أجنبية عبر البريد الإلكتروني، و يلجأ إلى إستعمال بعض الرموز في رسائله، و عليه فإن فريق التحقيق الأجنبي سيعمل على التدقيق في مضمون الرسائل الإلكترونية التي كان باروش يتواصل من خلالها مع الكثير من زبائن شركته في بعض الدول الأوروبية، و هي معلومات يكون المتهم الرئيسي قد طمسها أو اخفاها خلال مجريات التحقيق الأولي الذي أجرته الجهات الأمنية و القضائية بعنابة، لأن الحواسيب المشفرة تعد بمثابة العلبة السوداء لنشاط الشبكة، بإحتوائها على معلومات و وثائق سرية، رغم أن التحريات الأولية كشفت بأن باروش كان على علاقة مع شخصيات فرنسية ذات نفوذ، و قريبة من الحكومة، فضلا عن العلاقة الوطيدة التي كانت تربطه بعائلة ليلى الطرابلسي زوجة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، على خلفية التعاملات التي كانت لباروش مع أحد أفراد عائلة الطرابلسي، بعد إنجاز مشروع مركب سياحي بجزيرة جربة إلى الجنوب التونسي، لأن الرعية الفرنسية كان قد قضى سنوات بتونس كمستثمر في المجال السياحي، لكن إندلاع الثورة الشعبية جعله يفر بإتجاه عنابة التي حط بها الرحال في فيفري 2011، و أنشأ شركة متخصصة في إنتقاء ملكات الجمال، و هي الشركة" الوهمية " التي إتخذها كغطاء لنشاطه الفعلي كزعيم لشبكة متخصصة في تصوير الأفلام الإباحية، بعدما نجح في إسقاط 11 فتاة في خيوطه .