الإطاحة بشبكة فرعية يقودها تونسي على علاقة مباشرة بالفضيحة علمت «البلاد» من مصادر واسعة الاطلاع أن فريقا أمنيا أمريكيا متخصصا في الجريمة الإلكترونية سيباشر اليوم بالعاصمة، عملية فحص الأجهزة والحواسيب التي كان يستعملها زعيم شبكة تصوير وإنتاج الأفلام الإباحية الفرنسي جون ميشال باروش بعدما تعذر على المحققين الجزائريين فك شفرات معظم العتاد الإلكتروني والمعلوماتي على مستوى المخبر الجنائي التابع للمديرية العامة للأمن الوطني. وذكرت «المصادر» أن الأمر يتعلق بثلاثة خبراء أمريكيين من أصول هندية ينتمون لمكتب التحقيقات الفيدرالي «آف بي آي» ويشتغلون برتبة كبار المستشارين لدى هذا الجهاز الأمني ومتخصصين في الجريمة الإلكترونية بكل أنواعها، حيث سيعكفون على فك الشفرات المعقدة وكلمات السر التي كان يستخدمها المتهم الفرنسي لتخزين كم هائل من الملفات في شكل أفلام وصور منها قرابة 90 شريط فيديو ساخن تخضع حاليا للفحص. وقال المصدر إن بعض الملفات تعذر الدخول إليها عبر القرص الصلب الذي تضمنته ثلاثة حواسيب شخصية للمعني، حيث يشترط النظام المعلوماتي التعرف على صاحب الحاسوب من خلال البصمات أو الوقوف شخصيا قبالة الكاميرا للسماح بكشف المحتويات وهي تقنية عالية تضمن سرية المعلومات المخزنة. وكانت التحريات الأولية التي أجراها فريق التحقيق الموفد من طرف المديرية العامة للأمن الوطني، قد بينت أن المتهم الفرنسي جون ميشال باروش على اتصال بأطراف إسرائيلية وفقا لبعض الرسائل الإلكترونية التي تبادلها مع أكثر من شخص يرجح علاقتهم المباشرة بشبكة تصوير الأفلام الإباحية والتي لا يستبعد أن تكون قد أنشئت لأغراض تجسسية بحكم نوعية أعضائها الذين تم انتقاؤهم بدقة حسب إفادات مصدر أمني. وبينت إحدى الرسائل الموجهة لشخص مقيم بفرنسا أنها جاءت استجابة لطلبه مزيدا من الصور حول مدينة عنابة وأشرطة فيديو للشخصيات المتعاونة في «نشاطنا السياحي» حسب نص الرسالة. كما أظهر مضمون بعض الإرساليات المبعوثة عبر البريد الإلكتروني لشخص من تل أبيب مقدم كونه «خبيرا» «ترقب إرسالنا الأسبوع المقبل» مرفوقا برموز يشتغل المحققون على تفكيك شفرتها». ومن المنتظر أن يخضع الأمريكيون كذلك أجهزة الإعلام الآلي المحمولة والهواتف النقالة للرعية الفرنسي من نوع «أيفون»، لعمليات تدقيق وتشفير مدققة للبحث عن معلومات يكون المتهم الرئيسي قد طمسها أو أخفاها خلال مجريات التحقيق الأولي المحول للجهات القضائية، والتي ستكون بمثابة العلبة السوداء لنشاط الشبكة، كون المعني كان على علاقة، حسب مصادرنا، مع رئيس وزراء فرنسي سابق، يجري تحديد هويته، من خلال تشفير القرص الصلب وجميع رسائله الإلكترونية المشفرة. من جهة أخرى، تمكنت قوات الأمن الوطني بولاية الطارف عشية أمس الأول من تفكيك مجموعة فرعية تابعة للشبكة الدولية للدعارة وإنتاج الأفلام الإباحية التي يتزعمها الفرنسي جون ميشال باروش. وأبلغت مصادر عليمة ل «البلاد»، أن أربعة جزائريين بينهم فتاة قاصر ورعية تونسي كانوا أمس يهمّون بالتسلل نحو التراب التونسي بطريقة غير شرعية عبر أحد المسالك الجبلية بمنطقة العيون الحدودية. وبعد إخضاعهم للتحقيق، ثبت أن الموقوفين ينشطون ضمن مجموعة فرعية تعمل لحساب جون ميشال باروش، حيث تربطه علاقة وطيدة بالتونسي الموقوف منذ فترة إقامة باروش بالعاصمة التونسية وتحوم شبهات الآن حول علاقة الرعية التونسية بعائلة ليلى الطرابلسي زوجة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، على خلفية التعاملات التي كان ينسجها رأس الشبكة الدولية ميشال باروش مع أركان وأصهار بن علي قبيل تفجر انتفاضة البوعزيزي بسيدي بوزيد.