البليدة تحتفل بالذكرى العشرون لوفاة الفنان القديرعبد الرحمن عزيز احتفلت مساء أول أمس الأسرة الفنية بولاية البليدة بالذكرى العشرين لوفاة الفنان القدير والموسيقار والشاعر عبد الرحمن عزيز المعروف بأغنية أمحمد مبروك عليك الجزائر رجعت ليك ، وقد نظم بالمناسبة حفل فني تحت رعاية والي البليدة وبالتنسيق مع نقابة الفنانين وعرف هذا الحفل حضور ألمع نجوم الفن الجزائري خاصة في الحوزي والأندلسي ورفاق الفقيد وأحفاده . وكان هذا الحفل مناسبة للتعريف بهذا الفنان القدير وذلك في شريط فيديو تم عرضه ، ولعل أهم نقطه سجلت بأقلام من ذهب في تاريخ هذا الفنان هي المقولة التي قال له الطبيب فرانتز فانون بمستشفى الأمراض العقلية أنه بفضله نزعوا السلاسل والقيود من أيدي المرضى عقليا وعالجوهم بالأغنية والنشيد ، وبذلك كان الفضل الكبير للفنان عبد الرحمن عزيز في دمج المرضى عقليا في الحياة الاجتماعية ، كما أوصاه فرانتز فانون إبان الحرب التحريرية بالاستمرار في الأغنية السيكولوجية لمحاربة المستعمر الفرنسي مادام أنها نفعت في علاج مرضى الأعصاب وإدماجهم في حياتهم الاجتماعية ، وقد بدأ الفنان عبد الرحمن عزيز مشواره الفني بالأناشيد بعد انخراطه في صفوف الكشافة الإسلامية وشهد له آنذاك الأديب محمد العيد آل خليفة بتفوقه ، وعندما بلغ سن السابعة عشر كان وصل ديوانه التلحيني للأناشيد إلى 58 أنشودة ومن بين هذه الأناشيد المعروفة في الوطن العربي نذكر منها عليك مني سلام ، انشدوا انشدوا يا شباب ، بلادي بلادي ،كما أنشد يا كعبة يا بيت ربي محلا كي ، زاد النبي وفرحنا به ، يا رسول الله كما تجر الإشارة إلى أن الاسم الحقيقي للفنان هو عبد العزيز آيت عبد الرحمن وشاعر الثورة الجزائرية مفدي زكرياء هو من أطلق عليه الاسم الفني عبد الرحمن عزيز ، ومن بين الخصال التي امتاز بها هذا الفنان تعليمه الأطفال حب الوطن وتقديس المبادئ وتعاليم الدين إلى درجة أنه كان يرافق أطفال الكشافة للمقاهي والطرقات لبيع الصور ليفتحوا أفواجا كشفية جديدة ، كما دخل المرحوم عالم المسرح وشارك في عدة مسرحيات ، ورحل الفنان إلى مثواه الأخير في 05 فيفري 1992 عن عمر يناهز 72 سنة وكان حلمه أن يكون له شريط في السوق وشاءت الأقدار أن يموت بعد أن يخرج هذا الشريط لكن لم يشاهده ، لكن من مآسي هذا الفنان الذي لقب بمطرب الواقعية والوطنية أنه مات فقيرا لا يملك حتى قوت يومه وعياله ، كما كان يقيم في غرفة واحدة ولا أحد التفت نحوه حتى رحل إلى الرفيق الأعلى تاركا وراءه رصيدا فنيا كبيرا وقد غنى للمبادئ والقيم والفقر واليتم وللجزائر ، وشاءت الأقدار كذلك أن يكون الاحتفال بالذكرى العشرون لوفاته تتزامن مع يوم وفاة الفنانة القديرة وردة الجزائرية .