فقدت الساحة الفنية الجزائرية، بداية هذه السنة، 3 مبدعين جزائريين، تركوا بصماتهم الواضحة في المشهد الفني والإبداعي الجزائري، منذ سنوات خلت أول الفنانين الذين غادرونا في هذه الأسابيع القليلة الأولى من سنة 2010، كان الرسام المبدع علي خوجة الذي ووري التراب منذ أيام، بمقبرة سيدي عبد الرحمن بالعاصمة، بعد إلقاء آخر نظرة عليه بقصر الثقافة، عن عمر يناهز 87 سنة، إثر مرض عضال حسبما صرّح به أقاربه، وكان آخر ظهور للفنان منذ أسابيع بالساحة الإبداعية الوطنية من خلال معرض للفنون التشكيلية التي كرس لها حياته، حيث قال عن أعماله بأنها “مزيج من مشاعر وأحاسيس تأتي في لحظة زمنية ما وفي مكان من الفضاء والعالم الواسع ومن المحيط بذاته”. في نفس اليوم، انتقل إلى رحمة الله، مطرب الأغنية الشعبية عبد المالك إيمنصوران، عن عمر يناهز الخمسة وخمسين سنة، ووري الثرى الفقيد في ذات اليوم الذي غادرنا فيه خوجة، تاركا وراءه إرثا فنيا شعبيا غنيا، حيث استلهم عبد المالك إيمنصوران أغلب قصائده من التراث الشعبي المحلي، وقام بتلحين أغانيه بنفسه، وعدا قصيدة “قصة سيدنا يوسف”، التي اشترك في كتابتها مع الشاعر أحمد برار. وقبل أن تلملم الساحة الفنية فقيديها فوجئ الوسط الفني الجزائري برحيل الفنانة نادية كرباج، التي ساهمت كثيرا في إثراء الأغنية الجزائرية، فقد أدت خلال مشوارها الفني عشرات الروائع مثل أغنية “يا دلال” وأغنية “ما هدروش باطل عليك الناس”، وغيرها من الأغاني الخالدة التي زادت في تعميق جذور النغم واللحن الجزائري الأصيل. وشيعت جنازة الفقيدة، عصر أول أمس، في موكب جنائزي مهيب، حيث تمت مراسم الدفن بمقبرة باينام بالجزائر العاصمة. وكانت الفقيدة ذات الأصول السورية والزوجة السابقة للفنان تيسير عقلة قد نشطت، لمدة زمنية طويلة، بالإذاعة الوطنية كمطربة ومعدة ومقدمة برامج مختلفة تربوية منها وثقافية، و قالت ابنتها، سميحة عقلة، في تصريح للإذاعة الجزائرية، إن أمها وبالرغم من أصولها السورية إلاّ أنها كانت دائما تعتبر نفسها جزائرية، كما نوهت بخصالها كأم وكإنسانة. من جهتها، أعربت وزيرة الثقافة خليدة تومي عن تعازيها القلبية الصادقة لعائلة الفنانة الراحلة نادية كرباش، في برقية تعزية إلى عائلة المرحومة نادية كرباش قائلة “اليوم شاءت الأقدار أن ترحل عن الساحة الفنية والثقافية فنانة قديرة مبدعة ومتميزة في أدائها سواء في الأغنية أو في التمثيل تاركة وراءها سجلا حافلا بالإنجاز”، وأضافت الوزيرة أن الفنانة الراحلة “أطربت جمهورها بأجمل الأداء تاركة وراءها ذكرى جميلة ذكرى فنانة ذات حساسية مرهفة”.