يجب تغيير النظرة تجاه الجمهور قدّم، أمس الثلاثاء، بكلية علوم الإعلام والاتصال بجامعة قسنطينة 3، البروفسيور نصر الدين لعياضي، محاضرة حول الاتصال وتحليل الميديا، أكد خلالها بأنه لا يمكن إجراء دراسات إعلامية بمعزل عن المنظومة القانونية وطبيعة النظام السياسي. وحاضر البروفيسور لعياضي، وسط حضور كبير من الطلبة والباحثين، حول موضوع "الميتا، نظرية وتحليل الاتصال والميديا"، حيث قال بأن بحوث الاتصال الحالية تعاني من نظرة قاصرة في دراسة أشكال الاتصال الجديدة، ويتعلق الأمر بوسائط التواصل الاجتماعي، التي تتطلب أدوات وتقنيات تختلف عن البحوث التقليدية. ويرى المتحدث، أن مؤسسات إعلامية ضحية تفكير تقليدي، إذ تعتمد أو تريد الخضوع لمنطق البث والتوزيع الذي تتميز به الوسائل التقليدية على غرار الراديو والتلفزيون، أي بمعنى بث المعلومة دون تفاعل أو رجع صدى، لكن هذا الأمر قد اختلف اليوم في ظل الإعلام الجديد والوسائط الاجتماعية، التي تتميز بالتفاعلية ورجع الصدى تجاه الرسالة الإعلامية. ويرى البروفيسور لعياضي، أن الدراسات الإعلامية لا يمكن أن تتم في سياق منعزل بل يجب أن تراعى فيها طبيعة النظام السياسي والقوانين والتشريعات الإعلامية، فضلا عن بنية المؤسسات الإعلامية، كما دعا إلى ضرورة تغيير النظرة تجاه الجمهور إذ لا يمكن لأي وسيلة أن تكون دون جمهور ولا جمهور أيضا دون وسيلة إعلامية، مشيرا إلى حاجة حقل البحث الإعلامي إلى دراسة التفاعل على مختلف المستويات انطلاقا من المستوى الشامل والمتوسط فالمصغر. ويبرز، المتحدث، أن الإشكالية في إنجاز البحوث الاجتماعية والإنسانية في العصر الراهن، هي أن الطريقة الكلاسيكية لدراسة الظاهرة وهي في حالة سكون قد انتهت، فالظواهر الاتصالية أو الإعلامية المدروسة اليوم في حالة تغير مستمر، كما أشار إلى ضرورة تقاطع المناهج والأدوات ضمن الدراسات الإعلامية الحديثة. وشهد اللقاء، الذي كان بإشراف من عميد وأساتذة الكلية، تفاعلا كبيرا وأسئلة عملية كثيرة من طرف الطلبة والباحثين الذي حضروا من عدة جامعات، علما أن هذه المحاضرة جاءت عشية تنظيم الملتقى الوطني الأول حول الرهانات الابستمولوجية لعلوم الإعلام والاتصال في عصر الرقمنة الذي ستنطلق فعاليته اليوم.