أحيا سكان ولاية قالمة، أمس الأربعاء، الذكرى 79 لمجازر ماي الأسود من سنة 1945، يوم الذاكرة الوطنية، وقد اختارت السلطات الولائية هذه المناسبة التاريخية لتدشين مرافق سياحية وصحية، مؤكدة بأن التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتطوير البلاد هو وفاء لشهداء الحرية الذين سقطوا على مدى 132 عاما من الاحتلال والمجازر والجرائم ضد الإنسانية. وفي هذا الإطار، تم تسليم رخصة استغلال استثنائية و وضع شطر من القرية السياحية حيز الخدمة بمدينة حمام دباغ، وهو استثمار ضخم يوشك على الاكتمال في غضون الأشهر القليلة القادمة، وقد أصبح جناح البناغل والمسابح والمطاعم جاهزا لاستقبال السياح من داخل وخارج الوطن. وبمدينة قالمة، تم تدشين قسم الاستعجالات الطبية بمستشفى عقبي، و وضعه حيز الخدمة حيث تم تجهيزه بالمعدات الطبية المتطورة ودعمه بفريق طبي متكامل، يعول عليه سكان الولاية كثيرا لوضع حد للمعاناة الطويلة بقسم الاستعجالات القديم الذي تجاوزه الزمن ولم يعد قادرا على مواجهة الضغط الكبير متأثرا بالنمو الديمغرافي المتزايد. وقد زارت السلطات المدنية والعسكرية مرفوقة بالمواطنين، المواقع التي عرفت مجازر مروعة عقب انتفاضة 8 ماي 1945 التي مهدت لقيام ثورة تحرير شاملة طهرت البلاد من أبشع استعمار في القرن العشرين، أفران الجير الرهيبة التي أحرقت فيها جثث الضحايا، وكاف البومبة، والمحجرة والثكنة القديمة وجسر بومهرة احمد، موقع بلدية بلخير، وإكمالية محمد عبدة، ومدرسة الفتح ونادي الكشافة الإسلامية والمعهد الفلاحي. وعرفت ولاية قالمة أنشطة رياضية وثقافية متعددة، وملتقيات أكاديمية وفكرية، إحياء لهذه الذكرى الأليمة، التي بقيت مشاهدها المروعة عالقة في أذهان من عايشوها، ومن جاء بعدهم من أجيال ما زالت هي الأخرى تتذكر المجزرة، وتتخذ من المحطات التاريخية الهامة منطلقا إلى المستقبل لتطوير اقتصاد البلاد وحماية أمنها و وحدتها.