البراءة لمتهم بقتل خطيبته بمحلول مخبري بقسم البيولوجيا قضت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء عنابة أمس بحكم البراءة في حق شاب في الثلاثينات من العمر، عامل بمخبر البيولوجيا بجامعة عنابة ، عن تهمة القتل العمدي بتسميم خطيبته ،التي تدرس بذات القسم عن طريق محلول مخبري. حيثيات القضية تعود إلى ال 19 ماي 2009 المصادف ليوم الطالب، بعدما تلقت مصالح الأمن ببلدية سيدي عمار بعنابة معلومات أولية عن تعرض طالبة جامعية تدرس سنة 2 ماجستير إلى محاولة قتل عن طريق شرب محلول مخبري حارق بمخبر قسم البيولوجيا ، ويتعلق الأمر ب (ل.ن) 24 سنة ،التي فارقت الحياة بعد أن مكثت في مستشفى ابن رشد الجامعي 15 يوما من تاريخ الحادثة متأثرة بحروق متبوعة بتعفنات بعد استئصال أعضاء من الجهاز الهضمي . وحسب مجريات المحاكمة ،فإن الضحية كانت برفقة خطيبها (غ.م) بقسم البيولوجيا بجامعة سيدي عمار متوجهين إلى المخبر ، أين دخلت الضحية إلى هناك بداعي تناول الأكل وبعد دقائق سمع صراخ بالمخبر ليدخل بعض الطلبة ،الذين كانوا هناك ليجدوا الطالبة مرمية على الأرض وهي تشكو من حروق جراء تناول حمض " ديمنيتار" الخاص بتخدير الفئران وغيرها من الحيوانات لاستخدامها في التجارب . الضحية نقلت من قبل خطيبها ،الذي كان أول من سارع إليها وهي تشكو من الحروق على متن سيارة أحد الأساتذة إلى مستشفى الحجار لتحول بعدها إلى مصلحة الحروق بمستشفى ابن سينا ، وبعد معاينتها تبين أن حالتها خطيرة ،مما استدعى نقلها إلى قسم الإنعاش بمستشفى ابن رشد ،أين خضعت لعملية جراحية معقدة استؤصل على أثرها الكبد ، البنكرياس ، والأمعاء الدقيقة ، لتبقى تحت العناية المركزة لتلقى حتفها بعد 15 يوما من الحادثة. خطيبها أنكر جميع التهم الموجهة إليه والمتعلقة بجناية القتل العمدي عن طريق التسميم مبررا ذلك بكونه كانت تربطه علاقة جيدة بالمرحومة كما قال وأنه مصدوم لما حصل ، بعد أن كسر باب المخبر ليحاول إنقاذها بعد أن شربت المحلول الحارق ، وحاولت النيابة مقارنة الوقائع بتصريحات الشهود باستجواب صديقات الضحية اللواتي يقمن معها بالإقامة الجامعية " السيبوس" وخبير في المحاليل ، وكذا الطبيب الشرعي الذي قام بتشريح الجثة ، بالإضافة إلى الطبيبة النفسانية ،التي كانت تحاول استجواب الضحية قبل وفاتها حيث صرحت لهذه الأخيرة أنها لم تتناول المحلول وكان ذلك بفعل فاعل وأنها ستقول الحقيقة ،فيما بعد ،كما دونت بعض الكتابات على الورقة تؤكد نفس الكلام. المرحومة تنحدر من ولاية سطيف وبالتحديد من قرية أولاد سي لكحل ببلدية بيضاء برج وهي يتيمة الأم تزوج أبوها فيما بعد ، عاشت مع جدها منذ أن كانت عمرها 6 سنوات ،جاءت إلى عنابة لتدرس بقسم البيولوجيا بجامعة باجي مختار لتواصل الدراسة في طور ما بعد التدرج ، وفي شهر أفريل من العام 2009 وهي تشرف على رسالة التخرج لنيل شهادة الماجستير ، تعرفت على المتهم الذي خطبها من جدها بموافقة أبيها ،وهو طالب أيضا بذات القسم يحضر لرسالة ماجستير ، ويعمل بالمخبر الذي حصلت فيه الحادثة. و قد إلتمست النيابة العامة عقوبة المؤبد في حق الخطيب المتهم .