من المرتقب أن تنظر محكمة الحجار بولاية عنابة نهار اليوم الخميس، في واحدة من القضايا الغامضة والحساسة جدا بجامعة عنابة، وواحدة من أغرب حالات القتل لطالبة جامعية بكلية البيولوجيا بجامعة عنابة، الضحية لصقع نجاة 24 عاما فارقت الحياة في حدود الساعة الثانية والنصف زوالا من نهار الأربعاء للأسبوع الأخير من شهر ماي من عام2009، تنحدر من مدينة سطيف، كانت تشرف على مناقشة رسالة الماجستير في البيولوجيا بجامعة باجي مختار بعنابة، لفظت آخر أنفاسها على فراش الموت بمصلحة ما بعد الإنعاش بمستشفى ابن رشد الجامعي، متأثرة بالحروق الخطيرة التي كانت قد تعرضت لها، على إثر الحادثة الغامضة والمشبوهة، التي كانت عرضة لها 15 يوما قبل تاريخ وفاتها، إذ حولت نجاة من قبل الحماية المدنية أواسط شهر ماي إلى مستشفى ابن رشد الجامعي، أين خضعت لعملية جراحية، استئصلت فيها معدتها والطحال ورئتاها، بعد أن عثر عليها مرمية ببهو مخبر البيولوجيا بالجامعة المركزية بسيدي عمار، وازدادت هذه الحادثة غموضا وتعقيدا عقب وفاة الضحية، التي رفضت الإدلاء بأية تصريحات بخصوص هذه القضية الغامضة والفريدة من نوعها، مما فتح الباب واسعا أمام التأويلات حول الحادثة، بين من يحاول بسط فرضية محاولة قتلها، ومن يروج لإقدامها على محاولة الانتحار، من خلال شربها مادة الأسيد التي تستعمل في تخدير الحيوانات التي تجرى عليها التجارب العلمية بمخبر البيولوجيا، وبموت نجاة كانت القضية قد انحرفت نحو أبعاد أخرى، إذ سبق لممثلي الاتحاد العام الطلا بي الحر أن هددوا باللجوء إلى غلق الجامعة، في حال الإبقاء على ملف الطالبة لصقع نجاة غامضا وعدم تحمل إدارة الجامعة مسؤولية علاجها، حتى وإن اقتضى الأمر تحويلها للعلاج بالخارج، وضمن الإيجال في تقرير رفع للجهات الوصية حينها، ممثلة في وزارة حراوبية وإدارة الجامعة، على إثر تدهور الحالة الصحية للطالبة التي ظلت بمصلحة ما بعد الإنعاش بمستشفى ابن رشد الجامعي15 يوما كاملة، تفاصيل عن الحادثة التي أصر على تسميتها بالغامضة والمشبوهة، وقال ممثلو التنظيم المذكور يومها للشروق بأن مخبر البيولوجيا الذي كان مسرحا لهذه الحادثة المأساوية، لم يتم تشميعه أو غلقه في إطار المحافظة على معطيات تحقيقات الشرطة العلمية، إضافة إلى أن مسؤولي المخبر لم يقدموا تقريرا كتابيا عن الحادثة إلا بعد مرور أزيد من 5 أيام، وعقب وفاة الضحية، تبين بأنها حررت رسالة نصية، تم تسليمها للجهات الأمنية والقضائية التي تكفلت بالبحث والتحري في القضية، تقول مصادر الشروق، إن المعنية لم تتحدث عما حصل في حقها، لأنها لم تستطع الكلام بسبب احتراق حنجرتها وأحباها الصوتية جراء تأثير مادة الأسيد . وتجدر الإشارة إلى أن المحكمة، قد استدعت للتحقيق القائمين على كلية البيولوجيا بالجامعة ومسؤول مخبر الكلية، وبعض الذين كانوا حاضرين يوم الحادثة، ولم يقوموا بالتبليغ الفوري عما لحق بالطالبة.