وفد أوروبي بالنيجر لدراسة إستراتيجية التدخل العسكري في شمال مالي أوفد الاتحاد الأوروبي، مجموعة من الخبراء العسكريين ومستشاري الأمن إلى شمال النيجر في مهمة لدراسة الوضع القائم بعد التطورات التي عرفها شمال مالي، ولدراسة استراتيجيات التدخل، في ظل المخاوف المتزايدة من الخطر الإرهابي القادم من أزواد. في الوقت أفادت مصادر بمدينة غاو بإقليم أزواد، شمالي مالي، أن طائرة استطلاع حلقت طيلة نهار أمس في أجواء المدينة على ارتفاع عال وسط توقعات بأن تكون طائرة استطلاع عسكرية هي الأولى من نوعها منذ سقوط المدينة في يد المجموعات المسلحة منذ حوالي شهرين. بدأت مجموعة من الخبراء العسكريين ومستشاري الأمن الأوروبيين زيارة ميدانية إلى شمال النيجر في مهمة لدراسة الوضع القائم بعد التطورات التي عرفها شمال مالي، ولدراسة استراتيجيات التدخل، في ظل المخاوف المتزايدة من الخطر الإرهابي القادم من أزواد. ونقل عن ضابط كبير في جيش النيجر طلب عدم نشر اسمه قوله "لدينا أكثر من 30 خبيرا عسكريا ومدنيا أوروبيا يعاينون الوضع الأمني في الشمال". وأضاف المسؤول النيجري، أن الخبراء توجهوا إلى منطقة اغادير في النيجر في إطار خطط للاتحاد الأوروبي لتقديم تدريب ومشورة لقوات النيجر في مجال محاربة الإرهاب؛ وقال إن "مسألة إقامة قاعدة أجنبية ليست مطروحة". ولم يصدر عن الاتحاد الأوروبي موقف رسمي، حول تفاصيل مهمة هؤلاء الخبراء، لكنه قال في وقت سابق إنه خصص 150 مليون أورو لتحسين الأمن في منطقة الساحل حيث عززت سيطرة الجماعات المسلحة على شمال مالي. وقال محمود كاريديو وزير دفاع النيجر إنه يوجد مستشارون في النيجر في إطار اتفاقيات ثنائية مع الولاياتالمتحدةوفرنسا والجزائر لكن وجودهم مؤقت، من جهته أكد مسؤول آخر في وزارة الدفاع أنه سيتم نشر بعثة الاتحاد الأوروبي في نهاية جوان قبل الموعد المقرر بعدة أشهر. وأضاف المسؤول النيجري أنه "في البداية كان مقررا نشر البعثة في سبتمبر ولكن نظرا لتدهور الوضع الأمني في المنطقة جرى تسريع الاستعدادات". ومن جهته قال محمد يسوفو، رئيس النيجر الأسبوع الماضي، في مقابلة تلفزيونية إن أعضاء في تنظيمات جهادية أفغانية وباكستانية يدربون مجندين لجماعات إسلامية في شمال مالي.وتقول المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا إن هناك قوة تقف على أهبة الاستعداد ولكن من المتوقع أن تطلب تفويضا من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قبل التحرك. وترى الدول الغربية، خاصة فرنساوالولاياتالمتحدة، أن النيجر وموريتانيا والجزائر لاعبون رئيسيون في تحسين الأمن الإقليمي. كما تصاعدت في الفترة الأخيرة التحذيرات الصادرة عن قادة أوروبيين بشان الأوضاع في مالي، بحيث حذر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من خطر "تمركز مجموعات إرهابية" في شمال مالي الواقع حاليا في أيدي قوات الطوارق والإسلاميين وذلك في ختام لقاء في باريس مع نظيره النيجري محمدو يوسوفو. وقال الرئيس الفرنسي للصحافيين "هناك تهديد بتمركز مجموعات إرهابية في شمال مالي. هناك تدخل خارجي يزعزع استقرار مالي وينصب مجموعات مهمتها تدخل يتجاوز مالي بكثير إلى إفريقيا وقد يكون ابعد من ذلك". وتابع هولاند "هذا التهديد قائم ويعود الأمر للأفارقة أن يتجنبوا خطره وان يقرروا. المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا هي في الوقت نفسه آلة قضائية وآلة يمكن أن تكون عسكرية".وقال الرئيس الفرنسي "يعود الأمر للأفارقة لكي يلجأوا إلى مجلس الأمن الدولي ونحن سندعم القرار الذي ستعرضه المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا". وأضاف "في حال تقرر القيام بتدخل، فيعود الأمر للأفارقة لكي يقوموا بذلك وفرنسا مثل القوى الأخرى تضع نفسها في تصرف الأممالمتحدة". من جهته أكد رئيس النيجر المجاورة لمالي المعلومات التي أشارت إلى وجود "جهاديين أفغان وباكستانيين وفي مطلق الأحوال غرباء عن مالي يقومون بتدريب مجموعات إرهابية".وقال "أؤكد هذه المعلومات، انه تهديد ليس فقط للمنطقة وإنما أيضا للعالم" مؤكدا أن الدول الإفريقية (المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا أو الاتحاد الإفريقي) تستعد للجوء إلى مجلس الأمن في مهلة لم يحددها". وفي سياق منفصل، قالت مصادر إعلامية، بمدينة غاو بإقليم أزواد، شمالي مالي، أن طائرة حامت في أجواء المدينة منذ صباح أمس على ارتفاع عال وسط توقعات بأن تكون طائرة استطلاع عسكرية هي الأولى من نوعها منذ سقوط المدينة في يد المجموعات المسلحة منذ حوالي شهرين. وحسب مراسل صحراء ميديا فإن أغلب سكان المدينة يتجاهلون الطائرة، فيما يبدي البعض قلقهم من أن تكون تابعة لجهات معينة وستقوم بقصف المدينة، أما آخرون فيرجحون أنها تحلق فقط من أجل التصوير والمراقبة.