كشفت الهزيمة التي تعرض لها أول أمس الفريق الوطني أمام نظيره المالي، انه لم يتفادى الأخطاء التي كان الناخب الوطني قد لاحظها على أداء أشباله في اللقاء أمام رواندا، وما حذر منه وحيد حليولوزيتش عقب هذه المباراة، وقع أول أمس أمام المنتخب المالي، حيث كان قد لفت الانتباه إلى ضعف العناصر الوطنية في الصراعات الثنائية، وهو ما يدفع باللاعبين إلى ارتكاب أخطاء بسيطة تكلف غاليا وهو ما تجلى في مباراة أول أمس، حيث أظهر لاعبو الخضر ضعفا كبيرا في هذا الجانب، وفي أبجديات الكرة عندما تخسر الصراعات الثنائية، تفقد السيطرة على مجريات اللعب، وهذه من ضمن النقائص التي سجلت على أداء التشكيلة الوطنية التي لم تجد توازنها و مرتكزاتها أمام منافس كان لاعبوه يتمتعون بمرفولوجية قوية، وهو ما صنع الفارق في العديد من فترات المباراة التي لم يحسن رفقاء قديورة التعامل مع حيثياتها، وكان حليلوزيتش قد ألح على لاعبيه ضرورة التحلي بالرزانة، غير أن هذا العامل كان غائبا تماما على أرضية ملعب 4 أوت بواغادوغو . فالناخب الوطني لم تكن له العديد من الخيارات، عند ضبط التشكيلة خاصة على مستوى الدفاع حيث راهن على لاعبين ذوي البنية القوية للوقوف في وجه الماليين، غير أن غياب التناغم و الانسجام، إلى جانب التموقع الجيد للمدافعين خاصة في الكرات الثابتة، دفع ضريبته الفريق نقدا بتلقيه لهدفين كان يمكن تفاديهما، لو أحسن بوقرة و رفقاه التعامل مع هذه الوضعيات، التي تكشف مرة أخرى على أن دفاع لم يعد نقطة قوة الخضر، وأن عملا كبيرا مازال ينتظر الطاقم الفني الوطني، الذي لم يجد بعد الوصفة المناسبة، وهذا ما يتطلب وقتا اكبر كما أشار إلى ذلك الكوتش وحيد، الذي اعترف في وقت سابق أن هناك أمورا في الفريق الوطني بحاجة لضبطها منها على وجه الخصوص عدم توازن الدفاع الذي يبدو وانه سيكون شغله الشاغل في الفترة القادمة، فالصيغ التي جربها المدرب الوطني في المبارتين السابقتين أمام كل من رواندا و مالي، كشفت محدوديتها، وعودة بوقرة إلى التشكيلة ، بعد غياب عن المنافسة لمدة ستة أسابيع لم يقدم الحلول المنتظرة ولم تفد خبرته في إعطاء الدفع المطلوب للقاطرة الخلفية للخضر، وقد يضطر الكوتش وحيد مرة أخرى للشروع في رحلة البحث عن بدائل أو مدافعين جدد، بعد أن كان تركيزه منصبا على تفعيل القاطرة الأمامية للخضر، وقد يكون الرهان في المرحلة القادمة على الثنائي الشاب سعيد بلكلام و لياسين كادامورو، حيث يبقى الوقت أمامهما لكسب المنافسة و التمرس استعدادا للرهانات القادمة . غير أن الوقت ليس في صالحه بالنظر للرهانات الكبيرة التي تنتظر رفقاء مجاني في تصفيات كأس أمم إفريقيا و مونديال البرازيل .