خسارة تعيد الخضر إلى نقطة الصفر تجرع سهرة أمس المنتخب الوطني مرارة أول خسارة في عهد الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش، حيث عاد من العاصمة البوركينابية بيد فارغة وأخرى لا شيء فيها، فخسر اللقاء (2/1) أمام المنافس المباشر على تذكرة التأهل منتخب مالي، ومعه رهان العودة من واغادوغو بنتيجة إيجابية تبقيه في سدة ترتيب المجموعة الثامنة. خسارة أسقطت ورقة التوت وكرست معاناة لاعبينا في الملاعب الإفريقية، أين تختلف الظروف المناخية ونوعية الميادين عما تعودوا عليه في القارة العجوز، فمن كرتين ثابتين اضطر مبولحي إلى التقاط الكرة من عمق شباكه، ووقف شاهدا على حاجة الخضر إلى ثورة حقيقية على مستوى الخط الدفاعي الذي لم يستعد صلابته وهيبته، وإلى صانع ألعاب يحسن تنشيط القاطرة الأمامية وإعطاء التناغم والتوازن للتشكيلة الوطنية، التي لم تتمكن من التحكم في الكرة في ثلث أرباع المباراة. ورغم البداية القوية لمنتخبنا الذي وفق في الدخول رأسا في صلب الموضوع، من خلال المبادرة بصنع اللعب ونقل الكرة والخطر إلى معسكر المنافس، الذي فقد البوصلة طيلة نصف الساعة الأول، نتيجة فعالية الإستراتيجية التي انتهجها الناخب الوطني وأعطت ثمارها مبكرا، حيث أربكت الماليين وخولت لدوليينا التحكم في الكرة وتهديد مرمى الحارس دياكيتي سومايلا الذي وقع في المحظور عند الدقيقة السادسة، نتيجة سوء تعامله مع كرة سهلة، وجدت سليماني في المكان المناسب ليبصم على هدف التقدم في توقيت مثالي، هدف كان بمثابة ضربة خلف رؤوس لاعبي مالي، الذين تاهوا فوق المستطيل الأخضر، وبالمقابل أعطى دفعا معنويا لتشكيلتنا التي وفقت في استغلال المساحات وارتباك الدفاع المنافس، لكن دون تجسيد للسيطرة، حيث حرم الحارس سومايلا الخضر من مضاعفة المكسب (د 22)، بعد تصديه لقذفة قديورة المصوبة من على بعد 20 مترا، ورغم تحركات قادير ومحاولات فيغولي تمويل الرفاق بالكرات، فوت سليماني على منتخبنا فرصة تعميق الفارق وأخذ الأسبقية الحقيقية عند الدقيقة الرابعة والعشرين، أين منحه بودبوز كرة على طبق، لم يحسن التعامل معها، حيث رغم مراوغته مدافعا ثم الحارس سومايلا إلا أنه وضع الكرة في الديكور عوض الشباك الشاغرة. وهي الفترة «الذهبية» التي لم تحسن كتيبة حليلوزيتش استغلالها لتوجيه الضربة القاضية، بدليل أن الماليين لم يستسلموا وردوا بقوة عند الدقيقة 29، من خلال تعديل نداي ماميدو النتيجة برأسية محكمة بعد ركنية ، لم يعرف دفاعنا التعامل معها، ليعرف إثرها اللقاء منعرجا آخر، تمثل في بداية مالي لمباراة ثانية بروح مغايرة، جسدتها تسديدتا عبدو طراوري ويامومبا (د31) اللتين أرغمتا مبولحي على استخراج كامل براعته للتصدي لهما، كما أن الدفاع تحمل عبء باقي أطوار المباراة نتيجة عدم قدرة لاعبينا على الاحتفاظ بالكرة واندفاع الماليين. عقب الاستراحة تكرست قوة الماليين ، مقابل عجز بدني صارخ لتشكيلتنا الوطنية التي لم تعد قادرة على مسايرة الريتم المفروض من قبل رفقاء سايدو كايتا، ورغم استفادة قادير من كرة ساخنة في الدقيقة 56 وضعها في الديكور، بسبب سوء أرضية الميدان، كانت كل المحاولات للماليين الذين عرفوا كيف يختطفون نقاط الأمل في الوقت المناسب (د80)، ومن كرة ثابتة أخرى(ركنية) حولها مايغا إلى هدف الانتصار ، ورغم رمي حليلوزيتش كل أوراقه في الساحة بإقحام بوعزة وجبور وسوداني إلا أن النتيجة لم تتغير على اللوح الالكتروني. ليخسر الخضر أكبر امتحان منذ بداية تصفيات مونديال البرازيل، ما يدعو الناخب الوطني إلى إعادة النظر في عديد الجوانب قبل ربيع السنة القادمة. نورالدين - ت الخضر أول العرب المنهزمين لم يكن أحد يتوقع سيناريو مباراة أمس بواغادوغو، وتحول تقدم الخضر في النتيجة إلى هزيمة في نهاية المطاف، في مباراة أكد فيها أشبال حليلوزيتش عدم تأقلمهم بعد مع المناخ القاسي لأدغال إفريقيا. انهزام منتخبنا الوطني الذي كان بإمكانه الخروج بنقطة التعادل على الأقل، جعله يشكل الاستثناء بالنسبة لعرب القارة السمراء المشاركين في تصفيات مونديال البرازيل 2014، كيف لا وهو المنتخب العربي الوحيد الذي تذوق طعم الهزيمة منذ انطلاق هذه التصفيات، مع الملاحظة أن ممثلي الكرة العربية وبعد جولة أولى دون إخفاق، عادوا كلهم بنقاط الفوز من خارج قواعدهم، بما في ذلك المنتخب الليبي الذي فجر أكبر مفاجأة بملعب الطيب المهيري بصفاقس التونسية، بفوزه على أسود الكاميرون، فيما وفق كل من المنتخب التونسي ونظيره المصري في العودة بالزاد كاملا من جزر الرأس الأخضر وغينيا على التوالي، مقابل اكتفاء أسود الأطلس بالتعادل أمام فيلة كوت ديفوار بقيادة دروغبا.انهزام الخضر وبالإضافة إلى تشكيله الاستثناء بالنسبة لعرب القارة السمراء في هذه التصفيات، فإنه قد يرهن نسبة كبيرة من حظوظ الخضر في كسب تأشيرة المرور إلى دور الأخير، ما يتطلب من الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش فتح ورشة كبيرة، أساسها التحضير البسيكولوجي الجيد لما تبقى من مشوار هذه المنافسة التي يراهن عشاق الخضر على المشاركة في نهائياتها بالبرازيل، وبالتالي تكرار سيناريو مونديال جنوب إفريقيا، مع وجوب التركيز على بقية مشوار تصفيات «كان 2013»، وبالتحديد مباراة غامبيا المقررة هذا الجمعة 15 جوان الجاري بالجزائر، في انتظار اللقاء القادم لحساب تصفيات المونديال، والمباراة المصيرية أمام البنين، والمقررة ليوم 22 مارس 2013. حميد بن مرابط غضب حليلوزيتش و ملاسنات بين الحكم الرابع وقريشي عبر المدرب الوطني وحيد حليلوزيتش عن غضبه حيال الخسارة المرة أمام منتخب مالي، إلى جانب بعض القرارات التحكيمية والتدخلات للسيد بينيت، إلى درجة أنه وصف التحكيم بالنقطة السوداء في المباراة، ولو أنه أعاب على لاعبيه غياب الروح القتالية والفعالية والنجاعة الهجومية والتنظيم في اللعب، وكذا الابتكار، فضلا عن كثرة الأخطاء الدفاعية التي كلفت الخضر هدفين، وخسارة أعادت فرز الأوراق في المجموعة الثامنة. هذا وقد بدا جليا سخط وقلق الكوتش «وحيد»، ليس من النتيجة المسجلة فحسب، بل من طريقة اللعب، والسذاجة الكبيرة التي ميزت أداء اللاعبين، وهي المرة الأولى منذ توليه الإشراف على العارضة الفنية للأفناك التي يجد فيها نفسه في وضع حرج. من جهة أخرى، عرفت المقابلة ملاسنات في كثير من المرات سيما في الشوط الأول بين الحكم الرابع فكتور قوميز والمدرب الوطني المساعد نور الدين قريشي الذي لم يهضم بعض القرارات للحكم الجنوب إفريقي دانيال بينيت، ما جعله يعبر عن غضبه ويحتج بشدة. م مداني الدفاع ورشة لحليلوزيتش الجديدة كشفت الهزيمة التي تعرض لها أمس الخضر، على أن الكوتش وحيد مازال لم يجد بعد الحل المناسب للدفاع ، الذي أصبح ورشة تنتظر الطاقم الفني، الذي اختار في لقاء أمس المراهنة على الثنائي مجاني و بوقرة في محور و مصباح و بوزيد على الأطراف، غير أن ذلك لم يحد من قدرات الماليين الذين وجدوا سهولة كبيرة في اختراق الدفاع و تسجيل هدفين من كرتين ثابتين، حيث ظهر جليا ثقل محور الدفاع و عدم تناغمه و انسجامه، رغم المجهود الذي قام به مجاني، في الوقت الذي بدا فيه بوقرة ثقيلا وبعيدا عن مستواه ، بعد غياب عن المنافسة لمدة ستة أسابيع ، مما يطرح إشكالية أخرى للمدرب الوطني ، الذي لم يجد بعد البديل لتعويض رحيل عنتر يحيى و تراجع مستوى بوقرة، حيث جرب العديد من البدائل، غير أن ذلك لم يحل المشكلة التي ستظل عالقة، إن لم يجد لها الحلول المناسبة في اقرب وقت . ففي مباراة رواندا راهن على الثنائي بوزيد و مجاني في المحور و حشود و مصباح في الرواقين الأيمن و الأيسر، وأظهر الدفاع توازنا نسبيا حتى وإن كان هجوم المنتخب الرواندي غائبا وكانت مباراة أمس بمثابة الاختبار الحقيقي سواء للمدرب أو اللاعبين الذين كانوا في مواجهة منتخب احتل المرتبة الثالثة في نهائيات كأس أمم إفريقيا في النسخة الماضية ، حيث تجلت هفوات التمركز و نقص الانسجام، و التناغم مما يؤكد مرة أخرى على أن الناخب الوطني ينتظره عمل كبير حتى يتمكن من إعادة بناء دفاع قوي ، كان في وقت غير بعيد نقطة قوة الخضر، حاليلوزيش وإن استطاع أن يجد الوصفة لمناسبة لداء عقم الهجوم فإن معضلة الدفاع أصبحت ورشة وحيد في قادم الأيام . وضعية المجموعة الثامنة بعد الجولة الثانية - رواندا / البنين 1/1 - مالي /الجزائر 2/1 * اللقاءات التي لعبت: - الجزائر / رواندا 4 / 0 -البنين / مالي 1/ 0 ما تبقى: الجولة الثالثة(22 مارس 2013) - الجزائر / البنين - رواندا / مالي الجولة الرابعة : (7 جوان 2013) - البنين / الجزائر -مالي / رواندا الجولة الخامسة : (14 جوان 2013) - رواندا / الجزائر -مالي / البنين الجولة السادسة والأخيرة (6 سبتمبر 2013) -الجزائر /مالي - البنين / رواندا جمال مصباح الخسارة لا تعني الإقصاء « اعتقد بأننا لم نكن في يومنا، حيث وجدنا صعوبات كبيرة في الحفاظ على نفس الإيقاع الذي دخلنا به المباراة، وكأن خطف هدف السبق كان تأثيره سلبيا على المردود العام للتشكيلة. ومع ذلك، أرى بان اللاعبين أدوا ما عليهم رغم حالة الإرهاق، وعامل الحرارة والرطوبة، حيث حاولنا الرفع من ريتم اللعب، وتفادي الأخطاء، غير أن المنافس عرف كيف يستغل بعض الهفوات ليسجل هدفين. شخصيا، أعد الأنصار بالتدارك في المقابلات القادمة، والظهور بوجه أحسن. كما أن هذه الهزيمة لا يمكن أن ترهن حظوظنا في التأهل، ولا تعني الإقصاء، علينا مواصلة العمل والإيمان بقدراتنا». مجيد بوقرة نعد الجمهور بوجه أفضل في المستقبل « أولا نعتذر للجمهور الرياضي الرياضي، ونعد الجميع بأننا سنكون في أحسن أحوالنا خلال اللقاءات القادمة. صراحة، ضيعنا الفوز الذي كان في متناولنا، وكان بإمكاننا قتل المقابلة في الشوط الأول لولا بعض الأخطاء التي كلفتنا خسارة، ليست مؤثرة على حظوظنا في التأهل، لكن علينا تداركها في الجولة الثالثة أمام البنين. المنافس لم يكن قويا أو أحسن منا، بل عرف كيف يستثمر في أخطائنا لتحقيق الفوز». أمادو باتي ديالبو(مدرب منتخب مالي) لم نسرق الفوز « لقد سجلنا اليوم فوزا مهما مكننا من إنعاش حظوظنا في التأهل، واعتقد بأننا كنا الأحسن على أرضية الميدان. فريقي عرف كيف يتدارك الهدف المباغث الذي سجله المنافس نتيجة هفوة من الحارس، حيث واصلنا اللعب بعزيمة كبيرة، وحققنا ما كنا نصبوا إليه. شخصيا أنا راض على أداء اللاعبين، والفوز الذي لم تسرقه، بل أثبتنا بأن الهزيمة أمام البنين لم تكن سوى حادث عابر، وعلينا تثمين هذا الانتصار الأول، ومواصلة العمل بأكثر صرامة». إدريسا دياكيتي فوز سمح لنا برد الاعتبار « أنا اليوم جد سعيد بهذا الفوز، الذي جنبنا الإقصاء المبكر، وبعث حظوظنا في البقاء في السباق. كنا جد متخوفين في بداية المباراة، خاصة بعد الهدف التي تلقيناه مبكرا، غير أنه مع مرور الوقت، استعدنا الثقة في النفس، ونجحنا في صنع الفارق، بفضل إرادة اللاعبين وروحهم القتالية. كما أن المنتخب الجزائري لم يكن ذلك الذي كنا ننتظره، حيث بدا في نظري هشا، ولم يلعب سولا 20 دقيقة. هذا الانتصار سيمهد لنا الطريق للتأهل». رصدها: م مداني الخضر في نزهة صبيحة اللقاء برمج الطاقم الفني بقيادة حليلوزيتش نزهة قصيرة للاعبين قبيل ساعات من انطلاق المباراة ضد منتخب مالي، حيث قاموا بجولة خفيفة عبر محيط فندق "بالاس" الذي يقيمون فيه. وقد فضل رفقاء بوقرة والناخب الوطني المشي على الأقدام، عوض الركوب في الحافلة، وذلك وسط أجواء من المرح ولو أنهم لم يغادروا مكان إقامتهم. وتأتي هذه المبادرة، للتخفيف من الضغط على اللاعبين، وتمكنينهم من الاحتكاك بالأجواء العامة المحيط باللقاء بشكل مبكر. الطاقم الفني تابع باهتمام تطورات لقاء رواندا والبنين قبل التنقل إلى ملعب 4 أوت بواقادوقو، ظل الجهاز الفني الوطني يتابع باهتمام كبير تطورات المقابلة الثانية لمجموعة الخضر بين رواندا والبنين التي انتهت على نتيجة التعادل(1/1)، حيث لم يتوان المدرب المساعد قريشي في تبليغ حليلوزيتش المنشغل بالتحضير البسيكولوجي للمقابلة ضد مالي بالنتيجة النهائية، موضحا إياه بأن رواندا التي كانت متأخرة في النتيجة منذ الدقيقة (73)، لم تتمكن من تعديل النتيجة إلا في الدقيقة الأخيرة(90) عن طريق ضربة جزاء، وهو ما اعتبره الناخب الوطني يخدم حسابات الجزائر. وقد حذر قريشي الرجل الأول في العارضة الفنية من قوة وخطورة البنين سيما هدافه رزاق أوموتويوسي. المنتخب الوطني يعود صبيحة اليوم إلى الجزائر تضارب المعلومات حول عودة المنتخب الوطني إلى الجزائر، قبل أن تفصل الفاف في موعد رحلة العودة، حيث أشارت مصادر مقربة من الوفد المتواجد بواقادوقو إلى أنه وخلافا للخرجات السابقة، فضل هذه المرة محمد روراوة منح فترة راحة للاعبين، وقضاء الليلة بفندق "بالاس"، بعد مباراة سهرة أمس، على أن تغادر البعثة إلى أرض الوطن صبيحة اليوم الاثنين عبر طائرة خاصة. وحسب نفس المصادر، فإن الخضر سيدخلون مباشرة في التحضيرات بمركز سيدي موسى للمقابلة القادمة المقررة السبت القادم أمام غامبيا لحساب تصفيات "كان 2013". سفارة الجزائر تشتري 850 تذكرة وحفل على شرف الخضر قامت سفارة الجزائر بالعاصمة البوركينابية بشراء 850 تذكرة، خاصة بمقابلة سهرة أمس ومنحها مجانا لأنصار المنتخب الوطني من الجالية المقيمة ببوركينافاسو، والذين تنقلوا من مختلف أرجاء العالم. كما نظمت ليلة أول أمس حفلا على شرف الأفناك، للرفع من معنوياتهم، وبعث الروح التنافسية في أوساطهم، حيث تسلموا هدايا، فيما سخرت فرقة فولكلورية بوركينابية لمساندة وتشجيع الخضر خلال لقاء ليلة أمس. تاسفاوت يبلغ حليلوزيتش بخسارة منافس الخضر في لقاء السبت القادم ذكرت بعض الأصداء التي نقلتها إذاعة الجزائر الدولية من واقادوقو، أن المناجير العام للمنتخب الوطني عبد الحفيظ تاسفاوت، قد أبلغ على التو الناخب الوطني بخسارة المنافس القادم للأفناك في تصفيات "كان 2013" منتخب غامبيا على يد مضيفه تانزانيا(1/2). وقد سر كثير حليلوزيتش الذي بات يعيش بعين على المونديال وأخرى على الكان. علما وأن غامبيا ستواجه الخضر السبت القادم بملعب تشاكر بالبليدة. حرارة شديدة ورطوبة مرتفعة الهاجس الأكبر الذي ظل يشغل بال الناخب الوطني، الحرارة الشديدة التي بلغت قبل انطلاق المباراة 39 درجة، والرطوبة المرتفعة. ومع ذلك، لم تحد هذه العوامل من إرادة اللاعبين وشجاعتهم، ولم تحط من معنوياتهم، سيما وأن جلهم متعودون على خبايا القارة السمراء.