سلفيون يخرّبون مقرات أمنية وادارية وأعمال سطو ونهب في تونس شهدت أمس عدة أحياء من العاصمة التونسية ومدينة جندوبة موجات من التوترات والاضطرابات تميزّت بقيام جماعات سلفية بتخريب مقرات امنية وإدارية قبل اشتباكها مع أجهزة الامن مما أدى إلى إصابة عدة عناصر من رجال الشرطة حسب مصادر أمنية. وحسب مصادر مطلعة فإن الشرطة اعتقلت 86 شخصا إثر قيام عناصر محسوبة على التيار السلفي بتخريب مقرات أمنية وإدارية وحرق إحدى المحاكم بضواحي تونس العاصمة، فيما وقعت مشادات واشتباكات في عدد من أحياء العاصمة بين العناصر السلفية وقوات الأمن التي استعملت الغازات المسيلة للدموع بينما أصيب عدد من رجال الشرطة خلال تلك المواجهات. وقد اندلعت أعمال عنف وشغب ليلة أول أمس في عدد من أحياء العاصمة تونس احتجاجا على عرض لوحات فنية اعتبرها السلفيون "مسيئة للإسلام" في معرض للفن التشكيلي نظم بمدينة المرسى قرب العاصمة التونسية، كما شهدت مدينة جندوبة هي الأخرى ليلة أول أمس توترات أمنية حادة في أعقاب قيام أشخاص بحرق مقر الاتحاد الجهوي للشغل ومقر الحزب الجمهوري ومقر حركة الوطنيين الديمقراطيين، ومحاولة نهب وسرقة محلات تجارية مما استوجب تدخل وحدات من الجيش والأمن مستعملة القنابل المسيلة للدموع، وقامت دوريات أمنية مشتركة بين وحدات الجيش التونسي والأمن العمومي بتمشيط مدينة جندوبة إلى ساعات متأخرة من صباح أمس الثلاثاء . هاته الأحداث تأتي بعد عدد من اضطرابات اجتماعية متتالية مست العديد من المؤسسات والمرافق العمومية في تونس، فيما ازدادت أعمال العنف المرتكبة من طرف الجماعات السلفية وذلك رغم اجراءات حالة الطوارئ المطبقة في البلاد، وكان الرئيس التونسي منصف المرزوقي قد ندد في وقت سابق بما وصفها أطراف "نصّبت نفسها ناطقة باسم الدين والوطن" معربا عن رفضه لكل المحاولات الرامية الى فرض الآراء والخيارات بالعنف، أو تكفير وتحقير أي طرف للطرف الآخر أو شن الاعتداءات ضد المواطنين على خلفية خيارات عقائدية، كما أثار ممثلو الكتل البرلمانية التونسية في المجلس التأسيسي مسألة الانفلات الامني في البلاد وانعكاساته على الاستقرار ودعوا الجهاز التنفيذي للقيام بالتحقيق في التمويلات الداخلية والخارجية للحركة السلفية والمتطرفين في تونس. ومن جهته اعتبر وزير العدل التونسي نور الدين البحيري أن هذه المظاهرات وأعمال الشغب، تعتبر اعمالا ارهابية وهدّد بإلحاق عقوبات صارمة على مرتكبيها، مبيّنا أن هذه الجماعات الإرهابية معزولة في المجتمع التونسي، وأكد الوزير "أن السلفيين قد تجاوزوا كل الخطوط الحمراء وستتم معاقبتهم بحزم لأن وقت الاستراحة والفسحة قد انتهى " على حد تعبيره.