انشاء قوة عسكرية لحفظ السلام في شمال إفريقيا أكد السيد رمتان لعمامرة مفوض الأمن والسلم بالإتحاد الإفريقي أمس ببومرداس بان عدم التفريق بين مفهومي الإرهاب وحركات التحرر الوطني الهدف منه هو "خلط الأوراق" وعدم تسليط الضوء على الحقائق "حتى لا ياخذ كل ذي حق حقه". وأوضح السيد لعمامرة من خلال المحاضرة التي ألقاها في فعاليات الجامعة الصيفية لإطارات الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بأن كافة نصوص القانون الدولي "تكرس" التمييز وبوضوح بين ظاهرتي الإرهاب وكفاح الشعوب من أجل تقرير مصيرها. وذكر السيد لعمامرة أن أبرز ما ميز حركات التحرر عن ظاهرة الإرهاب - المتفق على أنها قائمة على الإجرام بكل انواعه - هو التساوي بين الفرقاء في حالة حروب التحرر من حيث الواجبات والحقوق المترتبة على كل طرف يحرم على الجيوش ما يحرم على حركات التحرر في تعاملها مع المدنيين على سبيل المثال. وأضاف أن آفة الإرهاب في "جزء من مجموعة المخاطر الكبرى التي يجب التكفل بها ومعالجتها بكل حرم وبشكل جذري" من كل جوانبها في إطار شامل وإدراجها في منظومة السلم والأمن لكل القارة "بما يفضي إلى بناء صرح من الأمن والإستقرار الدائمين في كل ربوعها". وفي سياق متصل أشار المحاضر أن القمة الإفريقية المنعقدة بطرابلس "ليبيا" سنة 2009 اعتمدت مرجعية جديدة وناجعة لمكافحة ظاهرة الإرهاب التي تشكل "خطرا حقيقيا على كل شعوب القارة" تتضمن خطة وبرنامج عمل طموح وثري يتعدى الطابع الأمني فقط "حيث ينطوي على أبعاد ومقاربات رمزية وأخرى سياسية واقتصادية عملية وأكد مفوض السلم والأمن بالإتحاد الإفريقي في محاضرته بأن هناك "التزاما كاملا" من كل قادة الدول الإفريقية لمكافحة هذه الآفة والعمل الجاد على تطوير عمل الإتحاد الذي أصبح "منظمة دولية حقيقية" تنافس منظمة الأممالمتحدة في وضع منظومة متكاملة للسلم والأمن وتزويد مؤسساته بعدد من الآليات والمؤسسات وقال السيد لعمامرة "كانت المجموعة الإفريقية في نفس الإطار قد تزودت بمنظومة للإنذار المبكر تسمح بمناقشة وإيجاد الحلول السلمية لبعض المشاكل التي تحدث عبر القارة في الوقت المناسب قبل تطورها لتصير نزاعات مسلحة إلى جانب تزويد آليات الإتحاد بمجلس للأمن والسلم كفيل باتخاذالقرارات الوقائية المطلوبة والوقاية الهكلية من النزاعات وإعادة البناء بعد النزاعات ومركز أفريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب إلى جانب استحداث وحدات عسكرية جاهزة للتدخل في كل ربوع القارة لاسترجاع السلام". ومن جهة اخرى أعلن السيد لعمامرة في محاضرته أنه "يجري حاليا على مستوى المنطقة الشمالية من القارة الإعداد لبناء قوة عسكرية لحفظ السلام وتعزيز الأمن بمشاركة عدد من الدول كالجزائر والجمهورية العربية الصحراوية وقد يمتد دورها لاحقا إلى محاربة الإرهاب إذا ما تم الإتفاق على ذلك في الهيئات المعنية للإتحاد وفيما يتعلق بنتائج قمة "كومبالا" المنعقدة مؤخرا أوضح المحاضر أن القمة اقرت جملة من القرارات الهامة في نفس اطار مهمة مكافحة الإرهاب أهمها تكليف مفوضية الأمن والسلم بإعداد سلسلة جديدة من التدابير والإجراءات تعرض بداية شهر سبتمبر المقبل لتعزيز التعاون ضد مكافحة الإرهاب. وقد تضم هذه التدابير الجديدة - يضيف السيد لعمامرة - إعداد بصفة دورية" قائمة للأشخاص المطلوبين من العدالة وإصدار مذكرات اعتقال قارية ودولية وإنشاء لجنة إفريقية متخصصة لتقديم تقارير ضافية عن الأحداث الإرهابية التي تقع بالدول الإفريقية". كما تبلورت من خلال قمة كومبالا الإفريقية عدة أمور أساسية أهمها تعزيز " مكانة الجمهورية العربية الصحراوية ودعم جهود الأممالمتحدة ودعوة الإتحاد الإفريقي لتعزيز رؤى السلام والتفاوض بين البوليساريو والمملكة المغربية والتمييز الواضح بين حالات التحرر والإرهاب" كما أضاف مفوض الأمن والسلم بالإتحاد الإفريقي.