" لن تستطيعوا فعل شيء ولن يكون هناك أفلان مكرر" قلل أمس الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم من حجم تأثير الأزمة الحالية التي يمر بها الحزب، بعد دخول المناوئين في مواجهة معه وصلت على حد منعه من دخول قاعة فندق الرياض بسيدي فرج في اليوم الأول من أشغال اللجنة المركزية التي شهدت مواجهات عنيفة بين الموالين والخصوم. بلخادم الذي دخل منتشيا صبيحة أمس لإلقاء خطابه أمام أعضاء اللجنة المركزية في فندق الرياض بسيدي فرج في اليوم الثاني من أشغال الدورة السادسة العادية للجنة، بعد أن حسم المعركة الإجرائية لصالحه وفشل الخصوم في الإطاحة به، أكد بأن المساعي التي يقوم بها التقويميون ومن التحق بهم من أعضاء اللجنة المركزية للحزب الذين عبروا عن سعيهم لتشكيل قيادة جماعية موازية بعد فشلهم في الإطاحة به، ‘'لن يستطيعوا فعل شيء'' وقال بلغة الواثق ‘' لن يكون لا اليوم و لا غدا حزب جبهة التحرير الوطني مكرر، ولن تكون هناك أبدا طبعة أخرى لهذا الحزب العتيد'' وقال بأنه رغم التحديات الكثيرة و التجاذبات التي عرفها الحزب على امتداد مساره التاريخي الطويل فإنه استطاع دائما أن يخرج منها و في بعض الأحيان بتماسك أشد و عزيمة أقوى”، مشيرا إلى أنه “لم يحدث أبدا و إن أدى الاختلاف في الرؤى بين التيارات الداخلية إلى الانشقاق و القطيعة كما حدث و يحدث لدى غيرنا من الأحزاب”. وطمأن في نفس السياق مناضليه من أعضاء اللجنة المركزية الموالين الذين بلغ عددهم حوالي 300 حسب تقديرات من عين المكان، بعد انسحاب الخصوم ما عدا القلة القليلة ومن بينهم السيد محمد بورزام منسق مبادرة سحب الثقة من بلخادم، أن تشكيلته السياسية بخير قائلا “لا تخافوا على الجبهة فهي بخير، إننا لا نخاف رغم أن الوضع بلغ من التأزم إلى أن وصل من الخلاف إلى الهجوم”، ودافع في هذا السياق عن سلامة موقفه كطرف في الأزمة الحالية في مواجهة الخصوم وقال أنه طلب من مناضلي الحزب الغاضبين أن يقدموا لائحة سحب الثقة من شخصه إذا كانت لديهم إلا أنهم لم يقدموها، داعيا في نفس السياق إلى ضرورة الاحتكام إلى النظام الأساسي للحزب وأضاف “ رغم الصعوبات التي سجلت هنا و هناك فإن المهم هو تجاوز هذه الصعاب” مذكرا بالمناسبة بأهمية “طرح كل القضايا للنقاش”. وأثناء تبريره لعدم توجيه دعوات حضور أشغال الدورة السادسة للجنة المركزية لثمانية أعضاء قال الأمين العام للأفلان ‘' إن سبب ذلك يعود لكون هؤلاء قد ترشحوا في قوائم أحزاب أخرى و قوائم حرة خلال استحقاق العاشر ماي الماضي”، موضحا أن “هؤلاء لم يتم استدعاؤهم للاجتماع طبقا للقانون الأساسي للحزب عملا بالمادة 27 منه”. كما برر بلخادم منع دخول عضوين آخرين من اللجنة المركزية في إشارة إلى وزير التعليم والتكوين المهنيين الهادي الخالدي والوزير الأسبق محمد الصغير قارة، دون أن يذكرهما بالاسم كون أن ‘' عضويتهما تم تجميدها تلقائيا طبقا كذلك للقانون الأساسي للحزب بعد ما رفضا المثول أمام لجنة التأديب”، فيما رد على الغاضبين الذين طلبوا منه التنحية من على رأس الحزب قائلا ‘' إن الجميع يملك من الأدلة و الشواهد أن من عددناهم في صفوف الحزب و نهجه وجدناهم مترشحين في أحزاب و قوائم تنافس مترشحينا و تحرض المواطنين على عدم منح الثقة لحزب جبهة التحرير الوطني”، وقال ‘' إن أمل هؤلاء الغاضبين قد خاب و ضاعت أحلامهم لأن شعبنا الواعي عرف أين يضع ثقته”. المجلس الشعبي الوطني الحالي سيتكفل بالنظر في التعديلات الدستورية أكد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني في كلمته المطولة أمام أعضاء اللجنة المركزية والتي سمح للصحافة بحضورها، أن الهيئة التشريعية الحالية المنبثقة عن الانتخابات التشريعية للعاشر ماي الماضي، ستتكفل بالنظر في التعديلات الدستورية المرتقبة، مؤكدا أن مسؤولية نواب حزبه الذي فاز بالأغلبية ‘' مسؤولية كبرى يتوجب عليهم أن يكونوا في مستوى المهام المنوطة بهم لمواجهة تحديات الراهن والمستقبل''. وقال بلخادم في رد ضمني على أحزاب المعارضة التي طعنت في شرعية البرلمان الحالي ورفضت أن يتولى تعديل الدستور، قال بلخادم ‘' إن نوابنا يتحملون مسؤولية تاريخية في إنجاح التعديلات الدستورية انطلاقا من توجهات الحزب وتوجيهاته، التي تستهدف بلوغ مرحلة نوعية من الوضوح وتبلور بشكل أكبر لآليات التنظيم والتسيير والحكم في إدارة شؤون الدولة''. وأبرز الأمين العام للأفلان في هذا السياق بأن البرلمان الحالي الذي يحظى فيه حزبه بالأغلبية لدينا مسؤولية كبرى يتوجب فيها على نواب الشعب أن يكونوا في مستوى المهام المنوطة بهم لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية و أن يكونوا أوفياء للعهود التي التزموا بها أمام المواطنين برفع انشغالاتهم والتعبير عن اهتماماتهم وحل قضاياهم من خلال التنسيق مع الجهات الوصية قانونا”. كما أمر نوابه الجدد بالمناسبة أن يتكفلوا بمواصلة الإصلاحات العميقة والجذرية التي تراهن بلادنا على القيام بها وتجسيدها ميدانيا''، جازما بأن الانتخابات التشريعية الأخيرة كانت ‘' نظيفة وشفافة'' وان الشعب قد اختار حزب جبهة التحرير الوطني من بين أحزاب عديدة، وقال ‘' ما دام الأمر كذلك فليس علينا أن نستمع إلى تقولات الآخرين بحقنا ولا أن نتوقف مطولا عن مزاعم المشككين وخاصة الذين كانوا ينادون صراحة بدفننا حتى من دون صلاة الجنازة ولكن الشعب هو الذي أبعدهم وسفههم''. وواصل بلخادم كلمته موجها كلامه للأحزاب التي خذلتها الصناديق “ إن الذين هزمهم الشعب في الانتخابات التي شهدها العالم بالصدقية والنزاهة مدعوون إلى تحكيم العقل والالتزام بالرزانة لتغليب مصلحة الجزائر”، مضيفا بالقول إن الإخوة في الأحزاب المعنية استعجلوا أمرهم و لم يأخذوا الوقت الكافي في بناء أحزابهم”. و بعد أن أشار إلى أهمية وجود “معارضة قوية ببرامجها وأطروحاتها” أكد بلخادم بأن هذه القوى من شأنها أن تحفزنا على المزيد من النجاعة و الكشف عن السلبيات وتقويمها. من جهة أخرى دعا السيد بلخادم إطارات ومناضلي حزبه إلى إعطاء أهمية خاصة للانتخابات المحلية القادمة وأن يكونوا في مستواه حتى “يحصل الحزب على ثقة المواطن والتكفل بانشغالاته اليومية”. نطالب فرنسا باعتذار رسمي عن جرائمها الاستعمارية ولدى تطرقه إلى الاحتفالات بالذكرى ال 50 للاستقلال طالب الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني فرنسا بتقديم اعتذار رسمي عن ماضيها الاستعماري إلى الجزائر، وقال ‘' إن أقل واجبن واجب الذاكرة والضمير والأخلاق، أن يخجل من اقترفوا الإثم المنكر في جرائم الاحتلال البشعة وأن يعترفوا بخطاياهم ويعتذروا لضحاياهم، وأنه من أبسط واجباتنا نحو شعبنا الأبي وشهدائنا الأكرمين أن نطالب فرنسا باعتذار رسمي عن جرائمها الاستعمارية''. كما دعا إلى جعل هذه المناسبة فرصة يؤدي فيها الشعب واجب العرفان لأبطال الجزائر من أجل انتزاع استقلال البلاد، وذكر بلخادم في ذات السياق أن الجزائر بقيادة طليعتها المجاهدة وإطاراتها المختلفة وقواها الحية تمكنت من رفع التحديات خلال السنوات الصعبة الحافلة بالانجازات والأعمال في مواجهة آثار الاحتلال مشيرا إلى أنه تم خلال هذه الفترة “توطيد الاستقرار و تكريس الوحدة الوطنية والنهوض بأسس الجمهورية وأركان الاقتصاد وتأمين حقوق الإنسان الأساسية”. تجدر الإشارة إلى أن أشغال اللجنة المركزية للأفلان قد تواصلت مساء أمس في جلسة مغلقة لمناقشة والمصادقة على تقارير اللجان.