اللاعبون قدموا أفضل مباراة و برهنوا على تحسنهم من جميع الجوانب صنف الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش مباراة سهرة أول أمس في خانة ' أحسن لقاء ' للتشكيلة الوطنية داخل الديار منذ اعتلائه العارضة الفنية قبل نحو سنة، و أعرب عن سعادته الكبيرة بالمردود الذي قدمه اللاعبون، حيث أكد بأن المهمة لم تكن سهلة أمام منتخب غامبيا الذي كان حسبه خصما عنيدا، لكنه إنهار بفعل الجدية الكبيرة التي أظهرتها العناصر الوطنية في هذه المواجهة، لأن الفوز برباعية جاء بعد أقل من اسبوع من الهزيمة التي كان ' الخضر ' قد منيوا بها على يد المنتخب المالي. حليلوزيتش و في الندوة الصحفية التي نشطها عقب مقابلة غامبيا أوضح بأن التشكيلة الوطنية قدمت أفضل مردود لها، لأن التنويع في اللعب كان واضحا في الطريقة المنتهجة، سيما و أن لاعبي المنتخب الغامبي لم يفقدوا الثقة في النفس بعد تلقيهم هدفين مبكرين، ' كون هذا المنافس برهن على تحسنه الملحوظ، و كان بإمكانه الفوز على المغرب قبل أسبوعين، و قد ظهر بوجه مغاير تماما عن ذلك الذي كان عليه في لقاء الذهاب '. الناخب الوطني أوضح في سياق متصل بأن الفوز برباعية لا يعني بأن التشكيلة الوطنية كان في فسحة،' لأن الريتم السريع الذي فرضناه منذ البداية بتسجيل هدفين في ظرف 6 دقائق دليل على تجاوب اللاعبين من التحضير الكبير الذي قمنا به من الناحية المعنوية تحسبا لهذه المقابلة، لكن منتخبا غامبيا لم يستسلم و عاد في أجواء اللقاء، بتسجيله هدفا بطريقة فنية رائعة، و كان قريبا من تعديل النتيجة، إلا أن ذلك ليس معناه سقوط عناصرنا في فخ السهولة أو فقدان الثقة في النفس، و إنما لحتمية مسايرة الريتم الذي فرضه الغامبيون في فترة معينة من الشوط الأول، و قد عملنا على تفادي سيناريو لقاء مالي، و عليه فإنني أؤكد بأن تراجع مردود المنتخب بعد هدف غامبيا لا يعتبر فترة فراغ، بل هو إستراتيجية لعب حتمية لإمتصاص إندفاع الغامبيين صوب الهجوم، بدليل أنني كنت أطلب من قديورة و لحسن ضمان التغطية، و تجنب التوجه كثيرا في الهجوم طيلة تلك الفترة '. أعشق اللعب الإستعراضي و الفريق أمتعني أمام غامبيا هذا و لم يخف ' الكوتش فاهيد ' إعجابه الكبير بالمستوى الفني الذي قدمته التشكيلة الوطنية، حيث إعتبر هذه المقابلة بمثابة تطبيق فعلي من اللاعبين للعمل الذي قاموا به في الحصص التدريبية، و صرح قائلا في هذا الصدد: ' الجميع يعرف بأنني أعشق اللعب الإستعراضي و النزعة الهجومية، و قد وقفنا على ذلك في هذه المواجهة، لأن المنتخب كان يهاجم على الجهة اليمنى، ثم تحول إلى الجهة اليسرى، مع تسجيل تحسن ملحوظ في الآداء الجماعي، و قد أظهرت التشكيلة تنويعا في اللعب، و كذا فعالية كبيرة في الهجوم، مع حسن التعامل مع عودة المنافس تدريجيا في أطوار اللقاء، و عليه فإنني مقتنع بأن هذه هي أحسن مقابلة للمنتخب في الجزائر'. و في سياق متصل تحدث حليلوزيتش عن سر النجاعة الهجومية التي أصبح يشهدها المنتخب الوطني منذ إعتلائه العارضة الفنية، و أرجع ذلك إلى طريقة اللعب المنتهجة، لأن الإعتماد على التمريرات القصيرة و بناء اللعب إنطلاقا من الدفاع يساهم في تخفيف الضغط على المهاجمين، و يجعلهم يترقبون الفرص لتسجيل الأهداف، و هي إستراتيجية لعب فعالة على حد قوله ' لأنها تجعل الجميع قادرا على هز الشباك، كما أننا نحاول دوما التنويع في النسج الهجومي، تارة بالإعتماد على التمريرات الطويلة صوب منطقة العمليات، و تارة أخرى بالتوغلات على الجناحين، دون نسيان الكرات الثابتة، و هي مفاتيح إستعملناها في لقاءاتنا الأخيرة، و مكنتنا من كسب الرهان و تسجيل أكبر عدد ممكن من الأهداف '. تنبأت لسليماني بأن يصبح هدافا مميزا من هذا المنطلق فقد عرج المدرب الوطني في معرض حديثه عن هذا الجانب على الفعالية الكبيرة التي أظهرها سليماني، و قد إستطرد بالقول : ' لما توليت مهامي لم يكن سليماني ضمن القائمة، إلا أنني عاينت بعض مباريات البطولة الجزائرية، و إكتشفت هذا اللاعب بمؤهلاته الفردية العالية، فقررت منحه الفرصة، و كنت شبه متيقن بأنه سيكون من بين الأوراق الرابحة التي يمكننا المراهنة عليها، رغم أنني كنت قد غامرت به عندما أقحمته في لقاء رواندا، لأنه كان قد أهدر فرصة سانحة للتسجيل، غير أن نجاحه في تدارك الوضع، و الوصول إلى الشباك فيما بعد حرره من جميع الضغوطات النفسية، الأمر الذي حفزني على إقحامه كأساسي في واغادوغو، و لو أن المهمة لم تكن سهلة بالنظر إلى البنية المرفولوجية القوية للمدافعين الماليين، إلا أنه تمكن من التسجيل، قبل أن يبرهن على أنه هداف من الطراز الرفيع بتسجيله هدفين ضد غامبيا، و ما يحسن لهذا اللاعب أنه يسحن التهديف من وضعيات مختلفة بالقذف و من رأسيات و من متابعة للكرة '. حلول النجاعة الهجومية متوفرة و جابو مطالب بتحسين مستواه البدني حليلوزيتش و إن أثنى على سليماني و الفعالية الكبيرة التي أظهرها في اللقاءات الثلاثة الأخيرة فإنه أشار بالمقابل بأن الحلول الهجومية أصبحت متوفرة، و العديد من الخيارات أصبحت واردة، لأن عودية كما قال ' كان قد أدى مباراة كبيرة في لقاء الذهاب ببانجول، و الإصابة أبعدته عن التشكيلة في المقابلات الأخيرة، لكن تماثله إلى الشفاء يبقيه من بين العناصر المعول عليها في الهجوم، إضافة إلى سوداني المتواجد في لياقة معتبرة، و كذا جابو الذي غاب عن التربص بسبب الإصابة، إلا أنه يبقى لاعبا ممتازا، و قد مدحته منذ قرابة سنة، و نظرتي عنه لم تتغير، حيث طلبت منه العمل الجاد من أجل تطوير بنيته المرفولوجية، و كذا الرفع من قدراته البدنية، كونه لاعب مهاري، يمتلك فرديات فنية عالية، من شأنها أن تساهم في تقديم إضافة للمنتخب، و قد نصحته بالإحتراف في دوريات كبيرة من أجل تحسين المستوى البدني، لكي يكون جاهزا من جميع الجوانب للمشاركة مع التشكيلة الوطنية، إلا أنه حر في إتخاذ قراره '. جدية اللاعبين طيلة 40 يوما دليل على انضباط المنتخب على صعيد آخر نوه الناخب الوطني بالجدية الكبيرة التي تحلى بها اللاعبون طيلة فترة التربص، و أكد بأن الأجواء المميزة السائدة وسط المنتخب تبعث على الكثير من الإرتياح و التفاؤل، و توحي بان المنتخب الجزائري سيكون له شأن كبير في المستقبل القريب، إذ قال في هذا الإطار : ' لقد فرضت ريتما لم أكن متعود عليه شخصيا، و ذلك بفضل تحمس اللاعبين لتقديم أفضل ما لديهم، و إجراء تربص لمدة 40 يوما أمرا ليس في المتناول، لكن الجدية في العمل جعلت هذا المعسكر ينجح على جميع الأصعدة، لأننا لم نسجل أي مشكل طيلة هذه الفترة، فكل اللاعبين كانوا يستيقظون في الموعد المحدد، و الكل يحضر لتناول الوجبات وفق البرنامج المسطر، كما أننا لم نسجل طيلة التربص و لو تأخرا وحيدا لأي عنصر في الحصص التدريبية، و هو أمر يؤكد على الإنضباط الكبير السائد وسط المنتخب، و ليس من السهل تشكيل مجموعة منضبطة و منسجمة، تغذيها روح المسؤولية، و السعي للعمل بجدية من أجل مصلحة الكرة الجزائرية '. لم أهضم هزيمة مالي و الأرقام تثبت قوتنا داخل الديار و عاد حليلوزيتش إلى تقييم التربص بالحديث عنه بلغة الأرقام، حيث أشار في هذا الإطار إلى أن التشكيلة الوطنية خاضت منذ إنطلاق المعسكر في السادس ماي 56 حصة تدريبية، و 49 عملا خصوصيا مع اللاعبين، إضافة إلى ما لايقل عن 100 إجتماع تقني مع التشكيلة و مختلف الطواقم، مع خوض 4 مباريات، ثلاثة منها رسمية، و قد كانت الثمار، إنتصارات عريضة بالجزائر، و هزيمة في واغادوغو ضد مالي، و الهجوم سجل 12 هدفا، بينما تلقى الدفاع 3 أهداف، و هي أرقام على حد قول حليلوزيتش ' تتحدث بنفسها عن التحسن الكبير الذي سجله المنتخب، رغم أنني لم أهضم إلى حد الآن الهزيمة أمام مالي، كانت بسبب ظروف إستثنائية، مع نقص التركيز في فترة هامة كان بإستطاعتنا قتل المقابلة فيها، لكن المهم أننا سجلنا حضورنا بقوة في جميع المباريات، و أداء المنتخب كان في المستوى العالي، خاصة من الناحية الجماعية و النجاعة الهجومية '. التأهل إلى 'كان 2013' قبل التفكير في مونديال 2014 و إنطلاقا من هذا الوضع أوضح حليلوزيتش بان التفاؤل السائد في الوسط الكروي الجزائري لا يعني بأن التشكيلة الوطنية بلغت أعلى مستوياتها، ' بل أن عملا كبيرا مازال ينتظرنا، لأننا ملزمون على ضورة مواصلة المشوار بنفس الديناميكية، و وفق الإستراتيجية المنتهجة، كوننا لم نحقق بعد أي هدف من الأهداف المسطرة، على إعتبار أن هدفنا الأساسي على المدى القصير هو ضمان التأهل إلى ' كان 2013 '، قبل التفرغ كلية للتصفيات المؤهلة إلى مونديال البرازيل، لأن تجاوز عقبة غامبيا معناه المرور إلى الدور الأخير من التصفيات، و المهمة لا تزال صعبة لضمان التواجد في جنوب إفريقيا '. أخشى ملاقاة السينغال في الدور القادم هذا و لم يخف الناخب الوطني تخوفه من إمكانية ملاقاة المنتخب السينغالي في الدور الثالث و الأخير من التصفيات القارية، لأن نظام القرعة يراعي التصنيف الأخير للفيفا، و المنتخب الوطني يمكنه مواجهة إما السينغال، المغرب أو البنين، و هنا فتح حليلوزيتش قوسا ليصرح : ' منتخب السينغال تحسن كثيرا في الفترة الأخيرة، و هو متواجد تقريبا في نفس وضعية الكرة الجزائرية، لأنه عائد تدريجيا إلى الواجهة، و قد سجل نتائج إيجابية في تصفيات المونديال، مما يوحي بأن مواجهته ستجعل اللقائين قمة في الإثارة و التنافس، و هذا على العكس من المنتخب المغربي الذي يمر بأزمة كبيرة بسبب النتائج المسجلة، و التي لم تقنع الراي العام، غير أن طابع الديربي سيكون حاضرا، في حين يبقى منتخب البنين منافسا عنيدا، و هو يتواجد معنا في نفس مجموعة تصفيات المونديال، و مهما يكن حجم المنافس فإننا مجبرون على ضرورة بذل قصارى الجهود للظفر بتأشيرة التأهل إلى ' الكان ' و ذلك بالإستثمار في الروح المعنوية العالية التي يتمتع بها اللاعبون في المباريات التي تقام بالجزائر '. إلى ذلك فقد أشار حليلوزيتش إلى أن المشكل الراهن للمنتخب الوطني يكمن في عدم القدرة على تسجيل نتائج إيجابية خارج الجزائر، و أكد في هذا الإطار بأن سر ذلك لا يتمثل في عجز العناصر الوطنية على فرض إيقاع لعبها، و إنما للتحسن الكبير الذي تعرفه منتخبات كانت تعرف بالضعيفة، ' لأن المباريات خارج الديار في أدغال القارة الإفريقية عبارة عن معارك حقيقية، تتطلب من اللاعبين التحضير جيدا من جميع الجوانب، و ذلك بالإستعداد نفسيا، بدنيا و ذهنيا لمواجهة الظروف المناخية القاسية و كذا المنافس فوق أرضية الميدان ' .