هشاشة محور الدفاع أكبر معضلة في ورشة "الكوتش فاهيد" أثبت المردود الذي قدمته التشكيلة الوطنية سهرة أمس الأول بواغادوغو أمام المنتخب المالي بأن عملا كبيرا مازال ينتظر الناخب وحيد حليلوزيتش من أجل تحقيق حلم التأهل إلى مونديال البرازيل، لأن ملايين الجزائريين إستعادوا الثقة في المنتخب بفضل سلسلة النتائج الإيجابية التي سجلها رفقاء فيغولي منذ إعتلاء الساحر الفرانكو بوسني العارضة الفنية، سيما بعد نجاح “ الكوتش فاهيد “ في فك عقدة العقم الهجومي التي لازمت الكرة الجزائرية لسنوات طويلة في عهد كل من سعدان و بن شيخة، لكن الموازين إنقلبت الآن، و أصبحت هشاشة الدفاع أبرز مشكل يطرح في المنتخب. هذا و قد جاءت الهزيمة على يد مالي في مرحلة كان فيها الجزائريون قد تفاءلوا كثيرا بتواجد “ الخضر “ في “ بلاد السامبا “ بعد سنتين، على إعتبار أن مستوى التشكيلة تحسن وفق نسق تصاعدي ، كان كافيا لزرع بذرة الأمل، بعد تغير ملامح التشكيلة و طريقة لعبها ، لأن النزعة الهجومية التي يشتهر بها حليلوزيتش إتضحت بصورة جلية في أداء المنتخب، بدليل أن التشكيلة الوطنية نجحت في هز الشباك في كل مباراة أجرتها تحت قيادة هذا المدرب، في “ سيناريو “ تكرر في اللقاءات السبعة التي أشرف عليها حليلوزيتش، حيث أن تنشيط القاطرة الأمامية كان من أبرز الأسلحة التي راهن عليها التقني الفرانكو بوسني في اولى ورشات العمل التي فتحها في عمله مع المنتخب الجزائري، إلى درجة أنه تمكن من تحطيم الكثير من الأرقام، لأن العقم الهجومي ظل نقطة الضعف في التشكيلة الوطنية لسنوات طويلة، و الكل يتذكر بأن أشبال الشيخ سعدان كانوا قد غادروا مونديال جنوب إفريقيا من دون النجاح في تسجيل هدف شرفي في ثلاث مباريات، فضلا عن “ سيناريو “ المرور إلى ربع نهائي “ كان 2010 “ بهدف واحد في اللقاءات الثلاثة من الدور الأول، و أرقام حليلوزيتش مع المنتخب تختلف كلية عما تضمنته حصيلة سعدان أو خليفته بن شيخة، لأن “ طبعة حليلو “ أصبحت تمتاز بنزعتها الهجومية، كونها سجلت 14 هدفا في 7 مباريات، بمعدل هدفين في كل مقابلة، و هو نفس المعدل المسجل في اللقاءات الودية أو الرسمية، كما أن الوضع تغير منذ جلوس حليلوزيتش على دكة تسيير التشكيلة، لأن مهمة تسجيل الأهداف أصبحت من إختصاص المهاجمين، فسليماني، سوداني و فيغولي كسبوا الرهان مع هذا المدرب، جبور فك العقدة التي لازمته لفترة تجاوزت السنتين، في الوقت الذي كان فيه المنتخب في عهد سعدان يراهن أكثر على الكرات الثابتة كمفتاح للوصول إلى شباك الخصوم، مع لعب المدافعين دور “ الهدافين “، و غالبية الأهداف الحاسمة في تصفيات مونديال جنوب إفريقيا و كذا في “ كان أنغولا “ كانت من توقيع عنتر يحي، بوقرة، بلحاج و حليش. بالموازاة مع ذلك فإن النجاح في فك شفرة عقم الهجوم قابله طفو مشكلة ضعف التغطية الدفاعية على السطح، لأن الدفاع الجزائري فقد تماسكه الذي كان قد إشتهر به في عهد الشيخ سعدان، و هو النقص الذي كان قد بدا جليا منذ مباراة أواخر فيفري الماضي ببانجول ضد غامبيا، و التي على إثرها قرر عنتر يحي وضع حد لمشواره مع المنتخب، رغم أن دار لقمان ظلت على حالها في اللقائين ضد النيجر و رواندا، حيث كان ضعف التغطية على مستوى محور الدفاع أحد المشاكل التي تؤرق الكوتش فاهيد، و لو أنه عمد إلى القيام ببعض التعديلات، و ذلك بإقحام مجيد بوقرة إلى جانب مجاني في المحور، مقابل تكليف بوزيد بمهمة مدافع أيمن، غير أن هذا التعديل لم يكن كافيا لحجب النقائص المسجلة، على إعتبار أن البنية المرفولوجية القوية لمهاجمي المنتخب المالي كان كافية لحسم الأمور، و كشف الكثير من نقاط الضعف في الدفاع الجزائري، كون “ الماجيك “ تراجع مستواه بشكل ملفت للإنتباه، و التضحية به قد تكون الخطوة التي يقوم بها حليلوزيتش في ربيع السنة القادمة، موعد إستئناف تصفيات المونديال، لأن دفاع “ الخضر “ و إن لم يتلق سوى 4 أهداف في 7 مباريات، إلا أن الهفوات المرتكبة تبقي الخط الخلفي الورشة المفتوحة في مخططات “ الساحر فاهيد “، و بوقرة فقد الكثير من المؤهلات الفردية التي كان يمتلكها، كما أن الناخب الوطني كان قد صرح في الكثير من المناسبات بان المكانة في التشكيلة تبقى من نصيب الأكثر إستعدادا و جاهزية لتقديم أفضل مردود.