الكرة الجزائرية رهينة الصراع بين المدرب الأجنبي والمحلي برزت ظاهرة غزو المدرب الأجنبي للمنظومة الكروية الجزائرية حتى قبل ولوجها عالم الاحتراف الإجباري سنة 2010 تطبيقا لتعليمات الفيفا، ويكفي التذكير في هذا المجال ببعض الأسماء التي برزت في بطولة الهواة، والبداية بالمدرب الفرنسي لوسيان لوديك أول مدرب أجنبي يشرف على منتخبنا الوطني غداة الاستقلال، وبالتحديد من نوفمبر 1966 إلى نوفمبر 1969، والذي فتح الباب للمدربين الأجانب ال الذين تعاقبوا على العارضة الفنية للخضر (رايكوف، روغوف، بيغولا، ليكانس، فاسيج، كفالي)، ثم مدربي المعسكر الشرقي خلال الإصلاح الرياضي بداية السبعينات ، في إطار عقود الشراكة، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر مدرب الروماني سنيلا الذي قدم الكثير لمدرسة النصرية، ثم زيفودكو وما فعله مع القبائل، وإيتشرينكوف الذي أشرف على النادي الرياضي القسنطيني،، وبعده براتشي، كوتشينوطا، نوزاري، ألان ميشال، قيقر... الذين عمل بعضهم مع الهواة ثم مع المحترفين.غزو المدربين الأجانب للبطولة الجزائرية تفاقم بشكل كبير خلال العشرية الأخيرة، لينشب الصراع في الكواليس وليس ميدانيا بين المحلي والأجنبي، بعد أن كان بين المحلي المتخرج من الجامعات والمعاهد "scientifiques"، على غرار سعدان، بوعراطة، عامر شفيق... والمدربين الذين علمتهم التجربة الميدانية بعدما كانوا لاعبين، أي العصاميين "empiriques" من أمثال خباطو، كرمالي، الكنز، مخلوفي... لكن يبقى السؤال المطروح هو ما سبب تحول البطولة الجزائرية قبلة للتقني الأجنبي. هل بسبب الكفاءة أم لأنه يعتبر يد عاملة رخيصة، أم لأن الرؤساء يستغلون الفراغ القانوني للتلاعب في الفواتير، خاصة وأن الدفع في هذه الحالة يكون بالعملة الصعبة؟.هذه الإشكالية طرحناها على المعنيين وأهل الاختصاص من باب تسليط الضوء على الظاهرة، وبالمرة معرفة سلبياتها وإيجابياتها على المستوى الفني العام للأندية وأهل الاختصاص. حميد بن مرابط رئيس الرابطة المحترفة محفوظ قرباج للنصر المدرب المحلي لا يتحمل الضغط ولا وجود لقوانين تحدد عدد الأجانب اعتبر رئيس الرابطة الوطنية محفوظ قرباج تواجد المدربين الأجانب في البطولة الوطنية أمر إيجابي، وأنه سيعود بالفائدة على الكرة الجزائرية، كما أكد للنصر في اتصال هاتفي بأن المدرب المحلي لا يتحمل الانتقادات أو أي نوع من الضغوطات، إضافة إلى عدم وجود قوانين تحدد عدد المدربين الأجانب في البطولة الوطنية. *ما تعليقكم على تنامي ظاهرة استقدام المدربين الأجانب في البطولة الوطنية؟ صحيح أنه في الآونة الأخيرة سجلنا قدوم عدد معتبر من المدربين الأجانب، سيما خلال فترة التحويلات الصيفية، حيث تعاقدت عدة فرق مع مدربين أجانب. *كرئيس للرابطة ورئيس لناد سابق،ما سبب تفضيل المدرب الأجنبي على المحلي؟ على ما أعتقد و من خلال تجربتي مع شباب بلوزداد، أظن أن الأسباب التي تجعل رؤساء الأندية يفضلون المدرب الأجنبي، كون الأخير لا يتحمل الضغط و الانتقادات أو الشتم من قبل الأنصار، ما يجعله يفكر مباشرة في الإستقالة عكس المدرب الأجنبي الذي يعرف كيف يتعامل مع الأوضاع، إضافة إلى بعض العوامل الأخرى. *وما هي هذه العوامل؟ هناك عدة عوامل، و قبل التطرق إليها أريد أن أؤكد على نقطة مهمة، و هي أنني لست بصدد انتقاد المدربين المحليين، فالجزائر تزخر بعديد الكفاءات. وبالعودة إلى أسباب تفضيل المدرب الأجنبي، أظن أن الجانب المادي له دور، وتقارب الأجور يجعل رؤساء الأندية يميلون إلى كفة المدرب الأجنبي، ضف إلى ذلك أن عدد معتبر من المدربين المحلين يفتقدون إلى الصرامة، عكس الأجنبي الذي يركز على الانضباط والصرامة و يترك العاطفة جانبا، ومن الجانب الفني يعتبر المدرب كالأستاذ في الجامعة، أي لكل مدرب طريقته في إيصال المعلومة إلى اللاعب الذي يعتبر بمثابة الطالب في الجامعة. بكل صراحة المدرب المحلي يفتقد للصرامة وأحيانا يفضل لاعب على لاعب، و هو ما لا يحدث مع المدرب الأجنبي الذي جاء ليعمل و بكل احترافية. *وهل ترى بأن تواجد المدرب الأجنبي سيعود بالفائدة على الكرة الجزائرية؟ بحكم خبرتي كرئيس سابق لشباب بلوزداد لمدة 4 سنوات، و أعيد و أكرر أن ذلك ليس تقليلا من قيمة وكفاءة المدرب المحلي، لكن بكل صراحة تواجد المدرب الأجنبي يعود بالفائدة و بنسبة كبيرة على البطولة الوطنية بصفة عامة. *وهل هناك قوانين تحدد عدد المدربين الأجانب؟ لا توجد أية قوانين تمنع الفرق من استقدام المدربين الأجانب أو تقليص عددهم، كل شيء يعود إلى رؤساء الأندية الذين يعرفون مصلحة فرقهم، و مع من يتعاقدون للإشراف على العارضة الفنية للفرق. حاوره: بورصاص. ر رئيس شباب قسنطينة محمد بوالحبيب فضلنا المدرب الأجنبي لأنه يتماشى ومشروع السنافر اعتبر مسؤول الاستثمار في النادي الرياضي القسنطيني محمد بوالحبيب، خيار المدرب الأجنبي الأنسب، على اعتبار أنه يتماشى ومشروع الإدارة، والتي تراهن أكثر على اللاعبين المغتربين، بدليل أن الفريق سيضم خلال الموسم القادم قرابة 8 مغتربين، والذين يفضلون مدربا أجنبيا. هذا وأشار "سوسو" إلى أنه مع فكرة جلب التقنيين الأجانب، لأنها ستعود حسبه بالفائدة على الكرة الجزائرية، رغم تأكيده في الوقت ذاته على أن المدرب المحلي يملك هو الآخر الكفاءة وقاد عديد الفرق إلى التتويجات. *هل من تعليق حول موضة المدربين الأجانب في الجزائر؟ أجل لقد تنامت ظاهرة انتداب المدربين الأجانب بشكل رهيب مؤخرا، بدليل لجوء أغلبية رؤساء الأندية إلى التقني الأجنبي الموسم القادم، فبعد أن كان عددهم خلال المواسم الماضية 2 و3 مدربين فقط، ها نحن نتجه الآن لأن تكون غالبية الفرق الجزائرية تحت إشراف تقنيين أجانب. *من وجهة نظرك ما هي أسباب تفضيل الأجنبي على المحلي؟ اعتقد أن هناك أسباب كثيرة، إلا أنني أريد الحديث عن شباب قسنطينة فقط، فهو يبحث عن مدرب أجنبي لا لشيء سوى لأنه الوحيد الذي يتماشى ومشروع الإدارة، حيث نرغب في تشكيل فريق تنافسي على المدى المتوسط والبعيد، وهذا الفريق سيكون مشكلا من عدة لاعبين مغتربين، وأرى بأن التقني الأجنبي هو الأنسب لهم، حيث يمكنه التأقلم بسرعة معهم. *ألا تظن بأن نجاح غيغر مع الوفاق شجع بقية الفرق على جلب أجنبي؟ ليس بالضرورة. صحيح أن نجاح السويسري غيغر أعطى رؤساء الفرق دفعا كبيرا لجلب أجنبي، إلا أنني أرى وبحكم خبرتي البسيطة أن خيار الأجنبي سيكون الأنسب لنا الموسم القادم، رغم أني متأكد أيضا بأن المدرب زكري نور الدين يملك هو الآخر جميع مقومات النجاح مع السنافر. *صراحة هل فقدتم الثقة في المدرب المحلي؟ لا يمكن أخذ الأمر من هذا المنظور، فنحن في شباب قسنطينة على سبيل المثال نفضل الأجنبي، لأنه أصبح من السهل جلب تقنيين يملكون سير ذاتية ثرية وبأسعار معقولة أيضا، فنحن عرضت علينا هذه الصائفة سير ذاتية بالجملة لمدربين كبار سبق لهم الإشراف على أندية كبيرة في أوروبا وإفريقيا، ودربوا لاعبين نجوم وبأسعار معقولة، لذلك نحن نفكر في العمل مع مدرب أجنبي. *كيف ترى كثرة المدربين الأجانب بالبطولة الوطنية؟ يمكن القول بأن كثرة المدربين الأجانب بالجزائر سيضفي نكهة خاصة على البطولة الوطنية، حيث سيزيد من حدة التنافس، أين سيبحث كل مدرب على التتويج ما سيخلق منافسة كبيرة ستعود بالفائدة على الكرة الجزائرية. مروان.ب محند شريف حناشي(رئيس شبيبة القبائل) الخبرة الأجنبية تناسب الكناري وأرفض تزكية المدرب الفاشل اعتبر رئيس شبيبة القبائل محند شريف حناشي اللجوء إلى الخبرة الأجنبية الخيار الأنسب لفريقه، في ظل فشل الكفاءات المحلية في استعادة أمجاده الضائعة وإحداث الإقلاع. وقال حناشي للنصر بأن التجربة التي مر بها الكناري الموسم الماضي، جعلته يحفظ الدرس، موضحا بأن موسى صايب و مزيان إيغيل اللذين تعاقبا على العارضة الفنية، أعطيا الانطباع بأن المدرب المحلي لا يملك القدرة الكافية على قيادة الشبيبة، والتي تبقى برأيه بحاجة إلى مدرب كبير من المدرسة الأجنبية. *ما هي الدوافع التي جعلتك تلجأ هذا الموسم إلى الخبرة الأجنبية؟ أعتقد بأن هذا الاختيار نابع من إيماني العميق وقناعتي بعجز الكفاءات المحلية عن استعادة هيبة الشبيبة المفقودة، وافتقاد الساحة لإطارات ذات كفاءة وتلقى الإجماع، لذلك فضلنا هذا الموسم الاستنجاد بالخبرة الأجنبية التي أرى فيها المنفذ الوحيد لإحداث الوثبة المرجوة، وتحقيق الأهداف المسطرة. *وبماذا تفسر تعاقب 3 مدربين على الشبيبة الموسم المنصرم؟ غياب الاستقرار على مستوى العارضة الفنية للكناري، سببه طريقة عمل المدربين وفشلهم في تمرير الرسالة، ومن ثمة قيادة الفريق نحو الواجهة. فصايب لم يعمر طويلا بعد أن أخفق في مهمته منذ البداية، ثم جاء إيغيل ليزيد الطين بلة، ما جعلنا أمام حتمية إنهاء الموسم بالاعتماد على ابن الفريق كعروف، في ظروف صعبة لم تعهدها الشبيبة منذ مدة. *نفهم من هذا بأن المدرب الأجنبي يناسب أكثر الكناري؟ أكيد أن المدرب الأجنبي يناسب أكثر شبيبة القبائل رغم عامل اللغة والاختلاف في العادات والتقاليد، وحتى المعاملة مع اللاعبين. شخصيا صرت أحبذ أكثر الكفاءة الأجنبية التي أثبتت جدارتها مع فريقي منذ السنوات الأولى من الإصلاح الرياضي ببلادنا. * فابرو سيكون سابع مدرب أجنبي للشبيبة فماذا تنتظر منه؟ لعلمك كناري جرجرة عرف تعاقب عديد المدربين الأجانب على عارضته الفنية، وكانوا في مستوى الآمال المعلقة عليهم. فانطلاقا من ستيفان زيفودكو، مرورا بجونكو غيلوف وجون إيف شاي، وصولا إلى ألان غيغر وقبلهم بيتر ماتيغا ولينار،،، يمكن اعتبار حصيلة الإطار الفني الأجنبي أكثر إيجابية وفائدة، دون نكران ما قام به خالف والمرحوم جعفر هاروني. وعليه أنتظر الشيء الكثير من الإيطالي فابرو، وأنا على يقين من أنه سينجح في مهمته. *يقال بأن حناشي بطل تغيير المدربين فما تعليقك على ذلك؟ هذا كلام لأشخاص اعتادوا على تزكية الرداءة، والذين لا يبحثون عن مصلحة الفريق، وأنا لاعب سابق ومسير غيور على فريقه، أرفض مساندة أي مدرب فاشل. حاوره : م مداني رئيس منتدى المدربين الجزائريين مصطفى بسكري لسنا ضد المدرب الأجنبي لكننا نطالب بالمراقبة والتأكد من الجودة أكد رئيس منتدى المدربين الجزائريين مصطفى بسكري أمس للنصر، بأنه لا يعارض- من حيث المبدأ- لجوء الأندية الجزائرية لطلب خدمات المدرب الأجنبي، غير ان ذلك يبقى مرتبطا بمدى الإضافة التي يقدمها، وما طبيعة المؤهل العلمي الذي يسمح له بالعمل في الجزائر. وقال محدثنا في هذا الصدد: "هناك الكثير من الأمور يجب إعادة النظر فيها. للأسف مازلنا نعاني من عقدة الاجنبي الذي يجد كل الأبواب مفتوحة أمامه، فرؤساء الأندية مازالوا يفكرون بالمقلوب، فالاستعانة بمدرب اجنبي يكون على اساس مشروع واضح المعالم على الأقل، وهذه قاعدة عامة وليست مرتبطة فقط بالمدرب الأجنبي،غير أن هدف رؤساء الاندية لا يتعدى التتويج بلقب البطولة، الذي لن يكون سوى من نصيب فريق واحد، وما مصير البقية؟". وتساءل بسكري ماذا يمكن للمدرب الأجنبي أن يقدمه من إضافة، إذا كانت كل الاندية تفتقر إلى مشروع رياضي، وأمام هذه الوضعية يرى بسكري:"على الهيئات المشرفة مراقبة زحف المدربين الأجانب على البطولة الوطنية، ففي الوقت الذي تعمل فيه السلطات العمومية على تكوين مدربين و تصرف عليهم أمولا باهظة، في المقابل هناك من يقلل من قيمة هذا المجهود بطريقة غير مباشرة، ودون فخر فإن اغلب التتويجات التي حققتها الكرة الجزائرية كانت بفضل تقنيين جزائريين، كما يفرض هذا الوضع على المدربين تنظيم أنفسهم". وبخصوص البديل الذي يطرحه المنتدى أوضح بسكري :"الأمر ليس بالسهل لأنه يتطلب عملا كبيرا على كافة المستويات، يجب تغيير العقليات، فنحن عندما نجلب مدربين اجانب فإننا نقلل من البطالة في بلدان هؤلاء ونرفع من نسبتها في الجزائر، وبالتالي فإنها ليست مهمتنا لوحدنا وإنما الأسرة الكروية ككل". وخلص رئيس منتدى المدربين إلى مطالبة رؤساء الأندية بالاحترافية في العمل:"في الاحتراف من حق كل رئيس ان يعمل ما بدى له، وعليه أطالبهم بالاحترافية في العمل، وان لا يدخلوا البحر بدون مجداف". ع - قد يفوق سابقيه المحليين من حيث الراتب إختيار زيرماتان لتدريب إتحاد عنابة دافعه البحث عن الكفاءة الأجنبية بررت إدارة إتحاد عنابة قرار لجوئها إلى خيار المدرب الأجنبي، بالبحث عن تحقيق حلم العودة إلى الرابطة المحترفة الأولى، وبالاعتماد على معيار الكفاءة المهنية، بدليل أن الاتفاق المبدئي مع السويسري كريستيان زيرماتان كان بعد دراسة دقيقة ومفصلة لسيرته الذاتية، كون الرئيس بوضياف خصص جلسة الخميس الماضي للفصل نهائيا في هذه القضية، حيث كان الإجماع على ضرورة الاستعانة بتقني أجنبي، رغم اقتراح إفتيسان، لكن الرئيس الجديد اقتنع بزيرماتان الذي يكون قد حط الرحال بمدينة عنابة في ساعة متأخرة من مساء أمس السبت لمناقشة بنود العقد قبل ترسيم الصفقة بصفة نهائية. وما شجع بوضياف و جماعته القيمة المالية المقترحة، لأن زيرماتان كان قد وافق مبدئيا على تدريب الطلبة، بعد اتفاق يقضي بحصول زيرماتان على 8000 أورو شهريا، مرتب لا يفوق ما كان يتقاضاه حنكوش و مواسة الموسم الماضي، حيث كان منادي قد حدد سقف راتب المدرب الرئيسي للفريق عند عتبة 70 مليون شهريا.الإعلان على زيرماتان كأبرز مرشح لتدريب أبناء بونة الموسم القادم، جاء بعد دراسة دقيقة لسيرته الذاتية، وبعد تجربته الأولى والوحيدة في الجزائر، مع الموك قبل 8 سنوات، لكن نجاح زيرماتان في نادي أفريكا سبور الإيفواري، ثم الملعب المالي و كذا مركز التكوين بمدرسة سيون بسويسرا، معطيات جعلت إدارة الإتحاد تراهن عليه، على أمل النجاح في تحقيق حلم الصعود، رغم جهله التام بخبايا بطولة الدرجة الثانية، فضلا عن فشل الفريق العنابي في مغامرتين سابقتين مع مدربين أجانب، سنة 2007 مع الفرنسي روبير بويغ الذي لم يمكث في عنابة سوى 4 أسابيع، ثم البلجيكي هنري ديبيرو الذي أقيل مباشرة بعد فشل الطلبة في أول ظهور لهم في دوري ابطال العرب في نوفمبر 2008، ليكون السويسري زيرماتان ثالث مدرب أجنبي يدرب إتحاد عنابة، والأول في عهد الإحتراف. ص / فرطاس ألان غيغر(مدرب سويسري) كل المدربين الأجانب لا يبحثون في الجزائر سوى على المال اعترف المدرب السابق لشبيبة القبائل ووفاق سطيف السويسري ألان غيغر، بأن تهافت المدربين الأجانب على العمل في البطولة الجزائرية المحترفة وقبلها بطولة الهواة، الغرض منه البحث عن المال وإثراء بطاقة الزيارة ليس إلا، موضحا في تصريح خص به النصر بخصوص غزو المدربين الأجانب للسوق الكروية الجزائرية، بأن الإشراف على الأندية الجزائرية يساعد كثيرا التقنيين الأجانب في كسب الخبرة وإثراء أرصدتهم وبطاقات زياراتهم، كما يسمح لهم بالاحتكاك والتأقلم مع أجواء الكرة العربية والإفريقية، والتي غالبا ما تكون محطة عبور قبل الهجرة نحو وجهات أخرى نحو أكبر أندية القارة السمراء أو منطقة الخليج، مثلما كان الشأن بالنسبة إليه كما قال، بعد التحاقه بنادي الاتفاق السعودي. وفي هذا الصدد أكد محدثنا بأن التجربة التي خاضها في الجزائر مع كناري جرجرة الذي بلغ معه الدور نصف النهائي لرابطة أبطال إفريقيا، ووفاق سطيف الذي قاده لتحقيق الثنائية (بطولة وكأس) الموسم المنقضي، كانت مفيدة وفتحت له أبواب الشهرة ورفعت من أسهمه في البورصة العالمية للمدربين، مضيفا بأن المدرب الأجنبي يجد الكثير من التسهيلات في الجزائر، عكس بقية البلدان التي تفرض برأيه بعض الشروط والقيود، لإبعاد الأجانب وسد الطريق أمامهم للإشراف على الفرق المحلية. م مداني فشلوا في الجزائر ليصنعوا الحدث خارجها رونار النموذج الذي كاد يسقط "سوسطارة" قبل أن يتوج بلقب قاري مع زامبيا تتضارب الآراء حول نجاعة تجربة الإطارات الأجنبية في الجزائر، لكن هناك العديد من الأمثلة الحية التي تبقي أكثر من علامة إستفهام مطروحة حول معايير إختيار المدربين، و لعبة الحظ التي تبتسم لتقني دون آخر، و ابرز مثال على ذلك تجربة المدرب الفرنسي هيرفي رونار مع إتحاد العاصمة. فهذا التقني أشتهر خلال تصفيات مونديال جنوب إفريقيا عندما قاد منتخب زامبيا في نفس مجموعة الخضر، ارتفعت أسهمه في السوق الجزائرية، لتقررت إدارة " سوسطارة" انتدابه أواخر مرحلة الذهاب من أول بطولة احترافية، لكن "الثعلب" لم يمكنه سحره من ترتيب بيت الإتحاد، إلى درجة أن الفريق تفادى السقوط في آخر جولة بفوز عريض على إتحاد عنابة، ليتحول ضمان البقاء إلى هدف رئيسي، وبلوغه دفع بالرئيس حداد إلى التمسك برونار لموسم آخر، مع تشكيل فريق "الأحلام" ، غير أن البصمة السحرية لهذا المدرب ظلت غائبة، ما جعله يفضل الطلاق بالتراضي والعودة إلى زامبيا عشية نهائيات كأس أمم إفريقيا، التي كان فيها المنتخب الزامبي بمثابة المفاجأة، بتتويجه باللقب القاري لأول مرة في تاريخه، بفضل "الثعلب الفرنسي" الذي فشل في منح إتحاد العاصمة لقبا وطنيا. نفس الوضعية تنطبق على المدرب الفرنسي روبير نوزاري الذي أشرف على مولودية الجزائر، قبل أن يخرج عبر أضيق الأبواب بسبب النتائج السلبية، ليعود إلى الجزائر صائفة 2007 على رأس العارضة الفنية لمنتخب غينيا، الذي واجه الخضر في مقابلة حاسمة عرفت فوز الغينيين بثنائية نظيفة، مكنت غينيا من تأشيرة التأهل على حساب منتخبنا. إنجاز ساهم في رفع بورصة نوزاري وعبد له طريق قيادة منتخبات أخرى كجمهورية الكونغو الديمقراطية و كوت ديفوار. وفي سياق متصل أصبح اسم الفرنسي جيل أكورسي من بين الأسماء المشهورة في الجزائر، بعد إشرافه على شبيبة بجاية قبل 8 سنوات وغادرها بعد فترة وجيزة، لكن قيادته لمنتخب جمهورية إفريقيا الوسطى "المغمور" لتحقيق فوز تاريخي على الخضر (أكتوبر 2010) لحساب تصفيات " الكان " جعل إسمه يبقى راسخا في الأذهان، لأن ذلك الإنتصار هو الأول من نوعه في سجل منتخب إفريقيا الوسطى في لقاء رسمي، بصرف النظر عن التحسن الكبير الذي عرفه هذا المنتخب تحت قيادة أكورسي. هذا و تبقى تجربة الأرجنتيني أوسكار فيلوني مع إتحاد الجزائر من ابرز " النماذج " على فشل الإطارات الأجنبية في الدوري الجزائري، لأن العجوز الأرجنتيني و الذي يبلغ من العمر 68 سنة كان قد حط رحاله بالجزائر في أوت 2009 من أجل ترصيع سجل أبناء " سوسطارة " بالمزيد من الألقاب، كون هذا المدرب نال قد نال 23 لقبا في مغامراته التي كانت في كوت ديفوار، بوركينافاسو، مصر، جنوب إفريقيا، تونس و المغرب، غير أن " النكسة " كانت كبيرة في الجزائر، و أجبر فيلوني على الإنسحاب بعد 4 أشهر من العمل. بالموازاة مع ذلك فإن عبد الحق بن شيخة فشل محليا سواء مع نوادي مولودية الجزائر، أهلي البرج و إتحاد بلعباس، و حتى مع المنتخب الوطني في تجربة دامت 9 ، و كانت رباعية مراكش نقطة النهاية لها، فإن هذا المدرب حقق نجاحا في تجربته خارج أرض الوطن، حيث قاد نادي أم صلال لإنجاز تاريخي بصعوده إلى الدرجة الأولى للدوري القطري، ليبقى أهم إنجاز في مشواره تتويجه مع النادي الإفريقي بالدوري التونسي بعد غياب عن المنصة دام 12 موسما، و هو اللقب الذي إستمد منه بن شيخة تسمية " الجنرال "، و مهد له طريق تدريب المنتخب الجزائري، غير أن المغامرة كانت فاشلة. إلى ذلك يبقى المدرب رشيد بلحوت وادا من الحالات " الشاذة "، لأنه نجح في إنتزاع الألقاب مع وفاق سطيف و شبيبة القبائل، و قاد شباب قسنطينة الموسم المنقضي إلى المربع الذهبي لمنافسة الكأس، و النجاح كان حليفه ايضا في تجربته خارج الجزائر، حيث توج مع الأولمبي الباجي بكأس تونس منذ 3 سنوات. صالح فرطاس الفاف تضع شروطا جديدة لانتداب مدربين أجانب كشف مصدر من المديرية الفنية الوطنية للنصر، بأن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بصدد وضع شروط وقوانين جديدة تخص عملية انتداب المدربين الأجانب، وهذا بالنظر للفوضى التي تعرفها المنظومة الكروية ببلادنا، وبالخصوص سوق العمل الخاص بالتقنيين في مجال كرة القدم القادمين من الخارج. وحسب نفس المصدر فإن المديرية الفنية الوطنية لن تمنح مستقبلا أي رخصة لمدرب أجنبي للعمل في بطولة الرابطة المحترفة بقسميها الأول والثاني، إلا إذا تقدم بشهادة تدريب معترف بها دوليا، إضافة إلى ضرورة امتلاكه إجازة مدرب محترف مصادق عليها من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. هذا وتأتي هذه الإجراءات حسب محدثنا، لوضع حد للطريقة العشوائية المعتمدة حاليا من قبل رؤساء الفرق في انتداب المدربين الأجانب، والتي تهدف بالمرة لسد الطريق أمام بعض التقنيين الذين لا تتوفر فيهم الشروط معمول بها وفق القوانين العامة للفيفا.