تطمح العديد من فرق البطولة الوطنية المحترفة في درجتيها الأولى والثانية هذه الأيام من أجل تدعيم صفوفها بمدربين جدد قادرين على رفع التحدي وتحقيق طموحات الأنصار، وككل بداية موسم فان العديد من الفرق تفضل إجراء تعديلات على جهازها الفني بضم مدربين جدد، على غرار ما هو حاصل حاليا، حيث نشهد تحركات حثيثة للعديد من الفرق على غرار شبيبة القبائل، اتحاد العاصمة، وفاق سطيف، شباب بلوزداد، شبيبة الساورة وغيرها من فرق الرابطة المحترفة. اللافت للانتباه أيضا أن العديد من رؤساء الفرق يفضلون تدعيم صفوفهم بمدربين أجانب، على غرار الفرق التي تطمح للعب الأدوار الأولى كشبيبة القبائل، اتحاد العاصمة ووفاق سطيف والتي حسمت موقفها بالاعتماد على الخبرة التدريبية الأجنبية بدلا من المدربين المحليين، على غرار إدارة سوسطارة التي فضلت التخلي عن خدمات المدرب القدير مزيان إيغيل وتكليفه بمنصب إداري، والسعي لضم الفرنسي ألان كوربيس. من جانبها، فإن إدارة الصاعد الجديد شبيبة الساورة قد فشلت في إقناع المدرب البلجيكي ريمي بالإشراف على العارضة الفنية للفريق، حيث رفض المدرب ريمي العرض الساوري بالنظر إلى الظروف المناخية القاسية ببشار. وتأتي رغبة الأندية المحترفة في تعزيز فرقها بمدربين أجانب بالنظر إلى النجاح الملحوظ للعديد من الأسماء الأجنبية خلال الموسم المنقضي، على غرار المدرب السويسري ألان غيغر الذي تمكن من إحراز ثنائية البطولة والكأس رفقة وفاق سطيف، في حين نجح المدرب الإسباني سافو في إنقاذ مولودية وهران من السقوط بعد مرحلة ذهاب كارثية سجلها أبناء الحمراوة. وبالإضافة إلى نجاح بعض الأسماء الأجنبية رفقة الأندية، فإن المنتخب الوطني قد تدعم أيضا بمدرب أجنبي هو البوسني وحيد حاليلوزيتش، والذي نجح في تسجيل انطلاقة لا بأس بها، ويبدو أنه في الطريق الصحيح لتحقيق الإنجازات بحسب ما أكده الناخب الوطني السابق رابح سعدان، والذي أكد مؤخرا أن المدرب البوسني قادر على تحقيق التأهل للمونديال القادم رفقة الخضر. في المقابل فإن العديد من المدربين المحليين يعانون من بطالة إجبارية بسبب غياب العروض، وهروب الأندية الوطنية من الاستفادة من خدماتهم، حيث نجد العديد من الأسماء التدريبية الكبيرة قد فشلت في إيجاد فرصة للعمل على غرار بطل كأس العالم العسكرية عبد الرحمن مهداوي الذي كان ضمن اهتمامات مولودية وهران الموسم الفارط، قبل أن يقرر الرئيس جباري الاعتماد على الإسباني سافوا بدلا منه، كما نجد المدرب إيغيل مزيان الذي أبعد من مهمة التدريب إلى مهمة إدارية، في حين لم يتمكن المدرب بن شيخة من فرض نفسه مع مولودية الجزائر، وبات حاليا يشتغل محللا في إحدى القنوات الفضائية، والقائمة تطول على غرار بسكري، حموش، بن زكري، سعدي وغيرهم. لونيسي: “رؤساء الفرق ينتدبون الأجانب من أجل “هف” الأنصار” اعتبر المدرب لونيسي أن الرؤساء يلجأون إلى جلب مدربين أجانب من أجل إظهار قوتهم على تطوير الفريق وإرضاء الأنصار، مؤكدا أن معظم المسيرين لا يفقهون شيئا في الكرة، ويلجأون لجلب مدرب أجنبي بمبالغ كبيرة أملا في كسب ثقة الأنصار لا غير.واعتبر لونيسي أن نجاح المدرب ألان غيغر رفقة وفاق سطيف هذا الموسم ناتج عن ظروف استثنائية، حيث أكد أن الوفاق تأهل لنهائي الكأس في ظروف خاصة، في حين نجح في كسب البطولة خلال الجولات الخمس الأخيرة بعد الضربات التي تلقاها كل من اتحاد العاصمة وشبيبة بجاية، معتبرا أن العديد من الأسماء الأجنبية قد حزمت حقائبها وعادت بعد فترة صغيرة من تجربتها في الجزائر. واعتبر لونيسي أن إدارة الفرق الوطنية توفر ظروفا استثنائية ومواتية للعمل بالنسبة للمدربين الأجانب الذين تمنح لهم أموالا طائلة وصلاحيات واسعة في مهامهم، في حين يعاني المدرب المحلي من ضغوطات كبيرة، وخانقة ويتم الاستغناء عن خدماته عند أول عثرة. وأوضح محدثنا أن العديد من المدربين المحليين يملكون كفاءه عالية، وقد أثبت البعض نجاحهم في بلدان الجوار، في حين أن المدربين الأجانب الموجودين في الجزائر لم يتمكنوا حتى في كسب منصب تدريبي في فريق من الدرجة الثالثة في بلدانهم.