سكان قسنطينة يواجهون خطر أشغال الورشات الكبرى تشهد ولاية قسنطينة منذ عدة أشهر ورشات مفتوحة، شملت عمليات تهيئة و انجاز مشاريع كبرى، يرى الكثيرون أنها أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على المواطنين، لعدم تأمين محيطها، في المقابل يلاحظ نقص كبير في الوعي لدى مارة لا يقدّرون مدى خطورة هذه الورشات. روبورتاج: ياسمين بوالجدري تصوير: ع.عمور و اخترنا في استطلاع لعدد من ورشات الكبرى التي تعرفها قسنطينة، البدء من ورشة الترامواي التي كان مقطعها المار على «حي جنان الزيتون»، قبل أسابيع قليلة، مسرحا لحادثة إصابة أطفال ركبوا إحدى عربات الأشغال من أجل اللهو، حيث لاحظنا فوضى عارمة ميزت مرور المواطنين بالقرب منها إلى درجة أننا لم نستطع للوهلة الأولى أن نفرق بينهم و بين العمال، كما شاهدنا البعض منهم و هم يجتازون مسالك خطيرة لا تفصلهم سوى ببضع سنتيمترات عن الشاحنات الضخمة في عز عمليات الحفر و رفع العتاد، فيما لم تجد النسوة و الأطفال و حتى العجائز، حرجا في عبور الحواجز الإسمنتية و الحديدية الكثيرة و لو تطلب ذلك القفز أو الصعود باستعمال ألواح خشبية. و لم يتوقف هؤلاء عند هذا الحد، بحيث لجأ بعضهم إلى كسر السّياج الفاصل بين السكة و الطريق العمومي و إحداث ثقوب فيه من أجل «اختصار المسافات»، أما بالقرب من ورشة الجسر العملاق بساحة الأممالمتحدة فقد لاحظنا أشخاصا يمشون إلى جانب السيارات رغم المعابر المخصصة لهم. و بالرغم من تخصيص معابر لمرور المواطنين عليها في هذه الورشات الواقعة في مناطق تعرف حركية مستمرة، يلجأ المارة إلى «مسالكهم المبتكرة» و يبررون ذلك بالرغبة في اختصار المسافات و ربح الوقت، حيث أكد لنا من تحدثنا إليهم أنهم مجبرون على ذلك لبعد المعابر المخصصة لهم و حملوا مسؤولية ذلك للمشرفين على الورشات، و اللافت أن هؤلاء لا يرون في ما يقومون به أية خطورة. و من أبرز الكوارث التي تخلفها الورشات المفتوحة بقسنطينة، الغرق في البرك المائية الناجمة عن الأشغال، و التي عادة ما يجأ إلى الأطفال و المراهقون من أجل السباحة، و ذلك وسط صمت الجهات المعنية التي لا تتدخل لتفريغ هذه البرك أو إلزام المقاولين و الشركات الكبرى بالقيام بذلك و حراستها طيلة مدة الأشغال، و لعل حادثة الطفل الذي غرق في بركة تابعة لورشة الترامواي في حي زواغي، أكبر دليل على حجم الإهمال و اللامبالاة التي أصبحت تتعامل به بعض الشركات و خاصة الأجنبية منها، اتجاه أرواح المواطنين. إهمال في الحراسة و الأعوان يتحججون بالخوف من المواطن! و لمعرفة مدى صرامة أعوان الحراسة في تأمين ورشات الأشغال الكبرى، حاولنا بصفتنا مواطنين عاديين الدخول إلى ورشة الجسر العملاق قرب ساحة الأممالمتحدة، لكننا منعنا من قبل أعوان الحراسة الذين كانوا صارمين مع أشخاص آخرين حاولوا القيام بالشيء نفسه. أما في ورشة «الترامواي» فقد كانت المفاجأة بحيث تمكنا من المشي على طول مسار السكة الذي لا تزال أشغاله في ذروتها و ذلك على مسافة 300 متر ممتدة بين وحدة الحماية المدنية بجنان الزيتون إلى غية قصر الثقافة مالك حداد، دون مقابلة أي اعتراض من أعوان الحراسة الذين عددهم قليلا جدا و الغريب أن العمال أكدوا عندما سألناهم صحة ما قمنا به، أن ليس في ذلك أية خطورة رغم أن المسار مليء بالحفر و القضبان الحديدية، و به تجهيزات قد يؤدي ملامستها من قبل الفضوليين إلى حدوث كارثة حقيقية. من جهتهم الأعوان المكلفون بعملية حراسة عتاد الورشة و عمالها، ذكروا لنا أنهم وقفوا عاجزين أمام المواطنين الذين يرفضون، حسبهم، الامتثال إلى التعليمات باحترام المعابر الخمسة المخصصة لهم، بل أن منهم من قام، حسب محدثينا، بتوجيه وابل من عبارات من السب و الشتم إليهم و ضربهم بالزجاجات الفارغة و الأسلحة البيضاء، خاصة ليلا من قبل مدمني الكحول، و يضيف الأعوان أن الأمر لم يتوقف عن هذا الحدث، بحيث لا يحترم حتى أصحاب المركبات الإشارات العمودية المؤقتة المنظمة لحركة المرور قرب جامعة العلوم الإسلامية، و لا يمرون على النقطة الدائرية، ما يتسبب كل مرة في خلق ازدحام مروري كبير يؤثر على عمل الآليات المستعملة في الورشة و يعيق حركة المواطنين، فضلا عن إصرار البعض على الركن عروة في حواف الطريق المحاذي لورشة الأشغال. انتشار كثيف للغبار و ورشات حولت قيادة السيارة إلى جحيم و لا يقتصر تأثير على الورشات المفتوحة على المارة فقط، بحيث يشتكي سائقو المركبات من تسببها في تعطل السيارات نتيجة الحفر المنتشرة في كل مكان، و عدم إزالة الأعمدة الحديدية الناجمة عن الأشغال، حيث أكد لنا الكثير من مرتادي الطريق، أنهم أصبحوا يتجنبون المرور على هذه الورشات، بسبب الازدحام الكبير و بعد أن كبدتهم الأشغال خسائر ناجمة عن التعطل المستمر لمركباتهم، في وقت يطرح العديد من سكان الأحياء القريبة من أماكن الأشغال الكبرى كالجسر العملاق و الترامواي، من الانتشار الكثيف للغبار الذي جعلهم يتجنبون فتح نوافذ مساكنهم، كما تحدثوا عن تسبب هذا الوضع في إصابتهم بأمراض الحساسية، مقابل عدم التزام المسؤولين عنها بعمليات دورية للرش باستعمال المياه التي تقلل من تصاعد حبيبات الرمل. البلدية ترى ما يحدث طبيعيا و الحماية المدنية تحمل أصحاب الورشات كامل المسؤولية مدير المصالح التقنية ببلدية قسنطينة السيد مشوش موسى، يرى أنه من الطبيعي أن تخلق أية مشاريع و خاصة الكبرى منها اختلالا في تحركات المواطنين، لكنها تعود، حسبه، بالفائدة على الجميع، محملا جزء من المسؤولية للمواطنين، الذين يفتقر بعضهم، كما قال، لروح التحضر بالعبور على الأماكن الخطيرة من الورشات. أما مسؤول الاتصال بمديرية الحماية المدنية الملازم الأول طافر نور الدين، قال أن على جميع أصحاب المشاريع توفير وسائلهم الخاصة للتدخل وفق مخطط يعد مسبقا، لتجنب أية كارثة قد تمس بالمواطنين و ذلك وفق المرسوم التنفيذي 11- 359 المؤرخ في 19 أكتوبر 2011، الذي ينص على ضرورة ضمان السلامة المتعلقة بالأشخاص، مضيفا بأن هذه الورشات لم تخلف بعد حوادث خطيرة باستثناء التي وقعت مؤخرا في حي «جنان الزيتون»، لكنه حمل مسؤولية ما قد يحدث لأصحاب المشاريع بسبب غياب الصرامة من قبل أعوان الحراسة، و هو وضع يقول أنه بحاجة إلى تصحيح و تطبيق مخططات أمنية أكثر نجاعة. ي.ب سكان السيلوك و فيلالي يطالبون بتكثيف عملية رش الطرقات يطالب سكان عمارات السيلوك و فيلالي بوسط مدينة قسنطينة بتكثيف عملية رش الطرقات وسط ورشة الترامواي. السكان، اشتكوا من الانتشار الواسع و المكثف للغبار منذ انطلاق أشغال الترامواي بهذا الجزء الذي يشهد كثافة مرورية عالية، حيث قالوا بأن انتشار الغبار خارج و داخل البيوت نغص معيشتهم و عرض الكثيرين منهم للإصابة بأمراض الحساسية، في حين تضاعفت معاناة حاملي الأمراض المزمنة منهم. و تحدث السكان عن ضعف عملية الرش التي تقوم بها المصالح المعنية للتقليل من انتشار الغبار، حيث أكدوا بأن تخصيص شاحنة تقوم مرة واحدة في اليوم برش الطريق و بكميات قليلة جدا تعتبر غير كافية، و دعوا إلى ضرورة تكثيف عملية الرش للتقليل من معاناتهم. نائب رئيس بلدية قسنطينة المكلف بالصيانة و الوسائل العامة اعترف بالإشكال، و أكد بأن زيادة عدد دورات شاحنة ري الطريق أمر مستحيل بسبب كثافة حركة السير بهذا المحور، قائلا بأن المصالح التقنية تتحايل باستغلال أوقات محددة لمرور الشاحنة في الفترتين الصباحية و المسائية، و أضاف بأن التقليل من انتشار الغبار يتطلب حوالي 6 عمليات رش يوميا على الأقل، و هو ما يستحال القيام به حسب قوله في ظل هذه الظروف التي دعا السكان للصبر حيالها إلى حين الفراغ من الأشغال بهذه النقطة.