جدل بين شبان و اللواء خالد نزار حول أحداث أكتوبر ووقف المسار الإنتخابي شهدت الوقفة التي نظّمت أمس بمربع الشهداء بالعالية للترحم على روح الرئيس المغتال محمد بوضياف، جدلا بين مجموعة من الشبان المنضوين تحت راية ما يعرف ب"حركة الشباب المستقل من أجل التغيير" واللواء المتقاعد خالد نزار حول حقيقة ما جرى خلال أحداث أكتوبر في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات من أحداث دامية عرفتها البلاد حيث كان الرجل وزيرا للدفاع الوطني و عضوا في المجلس الأعلى الذي أعلن عن انشائه عقب قرار وقف المسار الإنتخابي في جانفي 1991. وقال شهود عيان حضروا الحادثة أن الشاب عبدو بن جودي المكلف بالاتصال على مستوى ذات الحركة، اقترب من المسؤول العسكري السابق وخاطبه برغبته في الحديث معه، لكن اللواء المتعود على المشاكسات السياسية والإعلامية، رفض الرد عليه غير أن الشاب لم ييأس وواصل مخاطبته واقترب منه أكثر رفقة زملائه مصحوبين بكاميرا فيديو لتسجيل الحدث المقرر أن يطرح لاحقا على شبكة الانترنت حسب الحركة. و حاول أحد مرافقي الجنرال التدخل لإبعاد الشاب، لكن خالد نزار طلب منه أن يترك الشاب كي يتحدث، وتوجه الشاب حسب إفادته “أرى أنه من غير اللائق أن تحضر لإحياء الذكرى"، مطالبا اياه ب"قول الحقيقية" حول عدة أمور وقعت في سنوات العشرية السوداء، ليرد عليه نزار “كتبت 6 كتب، ما عليك سوى قراءتها!"، ليرد عليه الناشط عبدو “ لكن، لا أحد يصدقك يا السيد نزار"، ليرد عليه نزال “هذه مشكلتكم". و تدخلت إحدى العضوات في ذات الحركة واسمها صبرينة زواوي والتي قيل أن والدها عمل دبلوماسيا ومات في حادثة سقوط طائرة وزير الخارجية الصديق بن يحي، في الجدال أيضا مع الجنرال نزار لمفاتحته في أحداث أكتوبر والأزمات التي عاشتها الجزائر لاحقا، وذكرته الشابة بإحدى تصريحاته التلفزيونية لقناة ألمانية بأنه" كان صاحب القرار في الجزائر"، ورد اللواء المتقاعد نزار في كل مرة “لست مسؤولا ... لقد قلت كل شيء"، ليفاجئه الشاب بن جودي بالسؤال “من المسؤول إذا"، وكان نزار يكرر نفس الجملة، قبل أن يضيف جملة ثقيلة المعنى “الحقيقة ستظهر غدا ..التاريخ هو من سيحكم" . مع الإشارة إلى أنه قد حضر إلى مقبرة العالية وجوه رسمية وشخصيات عملت مع الراحل بوضياف فيما فضل ابنه ناصر عدم المشاركة، وقد تدخل الطيب الثعالبي وهو من أصدقاء الرئيس الراحل في الوقفة حيث أجهش بالبكاء، معتبرا أن بوضياف كان مهندسا لاندلاع ثورة التحرير مثلما اعتبر الشهيد عبان رمضان مهندسا لمؤتمر الصومام، وخاطب الحضور ومنهم أعضاء سابقون في المجلس الأعلى للدولة : “ يجب أن لا نأتي إلى هنا لنظهر في التلفزيون ولكي نبرز عضلاتنا اللغوية في التأبين والحزن، يجب أن نعيش القيم والمبادئ التي ناضل لأجلها بوضياف، الجزائر أخذت استقلالها فعلا، لكن الشعب لم يحصل على سيادته إلى يومنا هذا، وعلى الشباب أن يعي هذا ويبذل جهدا لاسترجاع سيادته المسروقة". كما ألقى رئيس الحكومة الأسبق رضا مالك كلمة له بالمناسبة، أكد فيها أن هذه الوقفة المنظمة من طرف أصدقاء المرحوم، مناسبة أخرى للوقوف على مناقب الرئيس الراحل بوضياف، وقال أن المجاهد بوضياف “كان يعمل منذ رجوعه من المنفى لإخراج البلاد من الأزمات القاتلة والنهوض بها عن طريق العدالة النزيهة والنظافة الأخلاقية وتسييرها سيرا حسنا" . و أضاف أن “ما قام به بوضياف للبلد سيبقى دائما في ذهن الشباب و في عقول الجزائريين" مذكرا في ذات الوقت باستجابته لنداء الوطن في الوقت الذي واجهت فيه الجزائر عواصف هوجاء و ذلك من أجل قيادة البلاد إلى بر الأمان.