بلبش وفريدة الشاوية يلهبان الجمهور في السهرة الثانية تتواصل سهرات مهرجان الموسيقى والأغنية الشاوية بساحة دار الثقافة على سوايعي بمدينة خنشلة على ايقاعات مختلفة للفنانين المشاركين في هذه الحفلات التي جلبت إليها الجمهور الخنشلي المتعطش لمثل هذه الحفلات ليكون العنصر الشباني أكثر المستفيدين منها نظرا لإقباله الكبير على متابعة السهرات الفنية التي انصهرت معها حتى الأسر الخنشلية التواقة لمثل هذه الأفراح والتي تساهم إلى حد كبير في الترفيه عليهم وعلى الأطفال الصغار الذين أصبحوا ومنذ السهرة الأولى يتجاوبون كما الشباب مع الموسيقى والايقاعات بالرقص ويرددون بعض الكلمات مع المطربين الذين يتداولون على المنصة بعد العلامة الكاملة الممنوحة لمحافظة المهرجان في تأطير وتنظيم هذا المهرجان والسهرات الفنية التي تدوم إلى ساعات متأخرة من الليل وهو ما يدل على أن شبابنا ذواق لمختلف الفنون ويطالب بالمزيد من الأغاني كلما صعد مطرب للمنصة. ولعل حميد بلبش وماسنيسا وفريدة الشاوية كانوا ليلة ليلة أول أمس فرسان الأغنية الشاوية حيث ألهب بلبش الجمهور بأغانيه المعروفة والتي راح يرددها معه الجمهور طالبا منه المزيد ، وكان رائعا خاصة في الأغنية التي اشتهر بها في منطقة الأوراس وفي كل ربوع الجزائر ( حنا شاوية لاتقولو ذلو) وقبله قدم الشاب عزيز باقة من أغانيه العصرية الشبانية. ثم المطربة الشابة فريدة الشاوية التي جاءت خصيصا من العاصمة للمشاركة في سهرات خنشلة للأغنية الشاوية وصعدت إلى المنصة برائعة الراحلة زوليخة صب الرشراش وبصوتها القوي أعادت للأذهان سنوات زوليخة الذهبية حتى أن بعضا من العائلات كانت تذرف الدموع هي دموع للفرح ودموع للماضي وللزمن الذي غيب واحدة من الأصوات القوية في الأغنية الأوراسية والشاوية والصحراوية معا، وأعادت فريدة الشاوية لحظات حميمية ممزوجة بالفرح بعد ولوجها في عمق الجمهور الذي كان يداعب ايقاعاتها المختلفة برقصات تعدت حتى للطابع المغربي. كما كان للفنا ن ماسينيسا وبعض الفرق الغنائية المشاركة في المهرجان دور في إحياء السهرة بعدة أغاني عصرية لها دلالات كبيرة في الثقافة الأوراسية التي أراد من خلالها صاحبها الذهاب بعيدا بالأغنية الأوراسية الشاوية العصرية إلى خارج الحدود وإعطائها مكانتها في مكتبة الأغاني العالمية. كما تتواصل المنافسات الرسمية بين الفرق الفلكلورية بدار الثقافة على المراتب الأولى الثلاثة التي ستشفع للفائزين بالوصول إلى المهرجان الوطني المزمع تنظيمه بتمنراست فضلا عن جوائز مالية معتبرة ، حيث يخصص يوم كامل لكل فرق الولاية لتقديم عروضها أمام لجنة التحكيم المشكلة من أساتذة مختصين في الموسيقى وفنانين ، وبالرغم من العروض التنافسية التي تقدمها كل فرقة فإنها تشكل أعراس وأفراح يومية يتهافت عليها الجمهور الشغوف لهذا النوع من الفنون الأوراسية الأصيلة. ع بوهلاله الشابة فريدة الشاوية مفاجأة للجمهورالخنشلي عندما صعدت الشابة فريدة الشاوية للمنصة وقبل أن تشرع في تقديم وصلتها الغنائية بادرها الجمهور بالأهازيج والهتافات كونها معروفة لدى الخنشليين بأغانيها الشاوية الأصيلة وإتقانها في تأدية عدة طبوع كالأغاني المغربية الراقصة والمطلوبة كثيرا لدى الشباب الذي تجاوب مع كل أغانيها التي استهلتها بأغنية الراحلة زوليخة "صب الرشراش ما عندي صحابة" التي رددت كثيرا هذه المرة كون المهرجان حمل لواء تكريم الراحلة زوليخة عرفانا وتقديرا لها ولما قدمته طيلة مشوارها الغنائي. الشابة فريدة وفي حوار قصير مع النصر كشفت عن تسجيلها لعدة أغاني من التراث الشاوي فهي تقيم بالجزائر العاصمة وتحيي الحفلات والأعراس وتسعى إلى أن تكون سفيرة الأغنية الشاوية التي تقول أنها أصبحت مطلوبة وبكثرة في الحفلات والأعراس العاصمية التي تفضل الايقاع الشاوي خصوصا اذا تعلق الأمر بفرق غنائية تراثية قصبة وبندير, وتؤدي الشابة فريدة أيضا الأغاني الرايوية وبشكل جيد على غرار الطابع السطايفي والصحراوي والنايلي فهي متعددة الطبوع كونها تخرجت من المدرسة الأوراسية الأصيلة.وهمست لي الشابة فريدة أن لها مفاجأة فنية كبيرة ستدوي بها الجمهور الخنشلي خلال شهر رمضان ورفضت الكشف عن هذه المفاجأة الفنية التي قالت أنها ستكون هدية للجمهور الخنشلي الذي طالما كان وفيا لها. ع بوهلاله صدور ألبوم غنائي جديد لحميد بلبش بتواضعه المعهود والابتسامة التي لا تفارقه نزل فنان الأغنية الأوراسية العصرية حميد بلبش ضيفا على جمهور مدينة خنشلة برائعته المعروفة "واحنا شاوية لاتقولو ذلو" التي رددها معه الجمهور لعدة مرات وطالب منه اعادة الأغنية ثانية وثالثة. ثم استرسل في باقة من أحلى الأغاني التي سجلها حميد الذي كشف للنصر على هامش الحفل الذي أحياه أنه انتهى مؤخرا من تسجيل ألبوم غنائي جديد يتضمن أغاني شاوية تراثية وأخرى مخصصة للأفراح والأعراس حيث ينتظر أن تدوي أغانيه الجديدة أعراس هذه الصائفة . واختار الوقت المناسب لتنزيل شريطه الجديد الذي لم يهمل فيه الوطن بتغنيه بعدة أغاني ثورية على اعتبار الاحتفالات المخلدة لخمسينية الاستقلال بأغنية مطلعها ( الجزائر دولة و عظيمة، وردة في وسط أجنان برجالها ، والعزيمة تتبهى في كل مكان) إلى غير ذلك من الكلمات المعبرة عما يختلج في وجدان الفنان وما يحمله من مشاعر جياشة للجزائر وللأم وللغربة بأغاني مؤثرة. ويقول حميد بلبش للنصر أن كل أغانيه عصرية بطابع شاوي مزج فيها بين الايقاع العصري وآلة القصبة التي ستبقى دوما هي ركيزة الأغنية التراثية الأصيلة مهما تطورت آلات الموسيقى ،إلا أن طعم القصة لا بديل له يقول حميد بلبش.كما اعتبر فارس الأغنية الأوراسية أنه واحتكاكه الدائم مع الجمهور الخنشلي ومطربي المنطقة فهو يعتبر نفسه واحدا من أبناء المدينة المضيافة والتواقة لمثل هذه الحفلات التي أعادت لها الروح . ع بوهلاله ماسينيسا يفجر عواطف الخنشليين بمجرد خروج ابن وادي الماء بباتنة الفنان ماسينسا للجمهور حتى تعالت الهتافات بحياة ماسينيسا الفارس الذي يحلم ببزوغ فجر جديد يحمل الأغنية الشاوية إلى العالمية . صاحب الصيحة الجرمونية المميزة والأغاني العاطفية التي تفيض بالمشاعر والأحاسيس الوجدانية التي تتدفق من الصخور ومن الجبال ومن الأشجار والوديان، يحبذ أن تتعالى الأصوات الشاوية في كل ومكان وأن تتعدى ربوع الوطن لأنه كفنان يقول أنه يدرك جيدا هذه المهمة وهذه المسؤولية الملقاة على جميع الفنانين ولا يقصد المهرجين لأن أحلام ماسينيسا كبيرة وكله توق واشتياق بعصرنة الأغنية الشاوية والوصول بها إلى العالمية بالعمل والجهد الكبير وتسجيل هذه الأغاني في أكبر الاستوديوهات واختيار أحسن الآلات الموسيقية لإخراج الأغنية الشاوية العصرية في ثوب جديد لا تشوبه أي شائبة.