عودة قوية وتألق جماعي لعناصر الخضر بعد مرحلة فراغ رهيبة وغياب عن المنافسة الرسمية قبل وبعد المونديال الإفريقي سواء بفعل هاجس الإصابات أو لتعمد بعض المدربين تهميشهم. سجلت مختلف المنافسات الأوروبية الخاصة بالأندية (بطولة وكأس) تألق مختلف عناصر منتخبنا الوطني، التي أكدت بأن كل المناورات لا تنفع أمام إرادتهم القوية ورغبتهم الملحة في العودة إلى الواجهة وصنع أفراح أنديتهم الأوروبية، وبالمرة طمأنة الناخب الوطني رابح سعدان وعشاق "الخضر" في مختلف أنحاء العالم على جاهزيتهم للدفاع عن الألوان الوطنية بداية من 3 سبتمبر المقبل، عند مواجهتهم للمنتخب التنزاني لحساب تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012. فبالنسبة لصانع ألعاب "الخضر" كريم زياني الذي عانى التهميش العمدي نهاية الموسم في "البوندسليغا" من طرف مدرب ناديه فولفسبورغ وبعض نجوم الفريق -الذين زاد حقدهم عليه بعد انضمامه وبقية عناصر المنتخب الوطني إلى نادي الموندياليين- كان الدور الثاني لمنافسة كأس ألمانيا فرصة للبروز وفرض نفسه على مدربه ستيف ماكلارين، بدليل أنه أقحمه كأساسي في مباراة الدور الأول أمام نادي مونستير ( الدرجة الرابعة) وفي المنصب الذي يحبذه زياني (وسط ميدان هجومي على الجهة اليمنى)، وهو ما ساعد "مايسترو" المنتخب الوطني المشاركة في تأهل فولفسبورغ إلى الدور الثاني، بعد أن جاء هدف الفوز إثر الركنية التي تحصل عليها زياني الذي لعب مقابلة كاملة.ولحساب ذات المنافسة سجلنا مشاركة مهاجم "الخضر" كريم مطمور مع فريقه بوريسيا مونشنغلادباخ، والذي تأهل بدوره إلى الدور الثاني بالسرعة الثالثة (1/3) على حساب نادي الدرجة الثانية إيرزغبيرغ آيو، علما وأن مطمور لعب كأساسي لمدة 84 دقيقة، قبل أن يتم تعويضه بزميله رومان نوستادتير.من جهته اضطر عمري الشاذلي وفريقه كايزر سلاوترن لعب الوقت الإضافي قبل التمكن من إزاحة المنافس أوسنابروك (الدرجة الثانية) بعد الفوز عليه بنتيجة (2/3)، ولو أن الشاذلي الذي يرتقب عودته إلى تشكيلة "الخضر" قبل لقاء تنزانيا، لم يلعب سوى 63 دقيقة في هذه المباراة، عكس صخرة الدفاع وقائد كتيبة سعدان عنتر يحيى الذي لم يشارك فريقه الألماني نادي بوخوم مهزلة الهزيمة وبالتالي الإقصاء بالثلاثية على يد نادي الدرجة الثالثة كيكرز أوفن باخ. كذلك كان الشأن بالنسبة لفريق اتحاد برلين الذي يلعب له الجزائريان بن يمينة ومادوني، حيث تم إقصاءه من طرف فريق الجهوي الغربي هالشير (0/1).وإذا كان وسط الميدان مهدي لحسن قد غاب عن فريقه الإسباني راسينغ سانتاندير بفعل الإصابة، فإن قبل ذلك سجلنا تألق الثنائي عبد المالك زياية الذي كان وراء فوز فريقه السعودي اتحاد جدة عل الاتفاق، وتسجيل رياض بودبوز لهدف رائع مع فريقه الفرنسي نادي سوشو، كما تألق فؤاد قادير بشكل ملفت في المباراة التي عرفت تحدي فريقه فالنسيان لحامل لقب البطولة الفرنسية نادي أولمبيك مرسيليا داخل حديقته "الفيلودروم"، وهو اللقاء الذي لم يكمله مدافع "الخضر" بعد أن خرج متأثرا بإصابة على مستوى الركبة.على العموم يمكن القول بأن أشبال الشيخ سعدان قد استخلصوا الدرس من هزيمة اللقاء الودي الأخير أمام الغابون، كما أن رد فعل أنصار "الخضر"- حتى ولو وصف بالسلبي- كانت له آثار إيجابية، والدليل أنه وخز مشاعر اللاعبين الذين تفهموا رد الفعل ذلك وسارعوا إلى طمأنة عشاقهم إما من خلال تسجيل أهداف أو المساهمة في تألق فرقهم، ضاربين موعدا للتأكيد يوم 3 سبتمبر المقبل بملعب 5 جويلية، وذلك من خلال حصد أولى النقاط الثلاث في المنافسة القارية "كان 2012" على حساب المنافس التنزاني