تعمدوا تهميشي بحجة المرض والأورو وراء مقاطعتي لفرنسا اتهم عميد الأغنية السطايفية سمير السطايفي مسؤولي قطاع الثقافة والمنظمين ومتعهدي الحفلات، وفي مقدمته مسؤولي التلفزيون الجزائري، بتعمد تهميشه خلال الفترة الأخيرة بحجة أن حالته الصحية لا تسمح له بالمشاركة في إحياء الحفلات. سمير السطايفي أبى إلا أن يفتح قلبه للنصر واستغلال فرصة مشاركته في افتتاح ليالي سيرتا، ليطلق النار على المسؤولين السالفي الذكر،مؤكدا استعداده للمشاركة في إحياء كل الحفلات التي تقام عبر مختلف أنحاء الوطن. سمير وبصراحته المعهودة تأسف لحال الأغنية الجزائرية بصفة عامة والسطايفية على وجه الخصوصن والتي أصبحت كما قال في الحضيض بسبب عدم اهتمام الجيل الجديد بالكلمة الهادفة والطيبة،وغياب ثقافة الأعراس لدى الفنين الشباب الذين قال بأنه لا يستمع أبدا لأغانيهم. هذا كما كشف محدثنا سر مقاطعته لفرنسا، والتي كان في السابق يحيي بها عرسا أو سهرة فنية على الأقل مرة كل جمعة،والسبب "الأورو" الذي تسبب في الأزمة الاقتصادية التي أثرت حتى على المغنيين. سمير كيف هي الأحوال وهل حقا سبب غيابك عن الساحة لمدة طويلة هو المرض؟ في الحقيقة ليس أنا من غاب عن الساحة بل مسؤولي القطاع هم الغائبون، أو قل بالأحرى هم من غيبوني، وحجة المرض حجة مردودة عليهم ولا أساس لها من الصحة، والدليل تواجدي هنا في ليالي سيرتا ومشاركتي في دورة فنية بمناسبة خمسينية الاستقلال. أقولها بكل صراحة هم من تعمد تغييبي عن الساحة، ولعلمكم فإن المرض الذي تحججوا به لا تأثير له بتاتا،فأنا مريض من "كراعي" وليس من "قرجومتي" (يضحك). لدي برنامج مكثف هذه الصائفة، فبالإضافة إلى مشاركتي في دورة فنية (سطيف، سكيكدة، قسنطينة، باتنةوعنابة)، هناك الكثير من الأعراس، وكذا مشاركتي في الأسبوع الثقافي لمدينة سطيف. إذا المسؤولين هم الغائبين وليس الفنان. هل لنا أن نعرف جديد سمير السطايفي؟ الجديد هو ألبوم جديد صدر قبل حوالي أسبوعين، يتضمن الكثير من الأغاني المعادة التي نالت شهرة كبيرة داخل وخارج الوطن، على غرار أغنية "يا خاتم صبعي"، والتي أدخلت عليها بعض التعديلات من الجانب الموسيقي هذا بالإضافة إلى أغاني جديدة، لكن السؤال الذي يطرح لمن نعمل ولمن نصدر هذه الأغاني؟، فجيل اليوم لا مبادئ ولا أخلاق، فأنت تنتج وهو يسرق ويغني دون حسيب ولا رقيب، فلا المغني يستفيد ولا المنتج يستفيد. وأين دور الديوان الوطني لحقوق المؤلف (لوندا)؟ يا أخي لم يعد بوسع الديوان الذي تتحدث عنه، ولا حتى الفنان الذي تتحدث عنه أن يفعل أي شيء، أو أن يقف في وجه عملية السطو والقرصنة، حتى ولو تعلق الأمر بإنتاجك الخاص، فالديوان الذي تتحدث عنه كان يضمن حقوق المؤلف زمان، يمكن كان عدد الفنانين جد محدود، حيث كان الإنتاج يمر حتما عبر لجنة القراءة، والتي تصدر قرارها بالسماح أو بمنع الإصدار، أما الآن فهي مجرد هيئة شكلية والدليل أغاني الجيل الجديد من المغنيين، فكل يؤلف وكل يلحن وكل يسجل وكأنك في مخبزة، تنتج الخبز كل ساعة، والأدهى والأمر أنك عندما تشتكي إلى الديوان يأتيك الرد السريع والجاهز "لماذا تشتكي يا سمير راك سالك"، فأن شخصيا كل أغاني تم السطو عليها وأعيدت من قبل عديد الفنانين الشبان. لاحظنا غياب سمير السطايفي عن الحفلات والأعراس خارج الوطن، هل لنا أن نعرف سبب ذلك؟ في السابق كنت أتنقل إلى فرنسا على الأقل مرة في الأسبوع، سواء من أجل إحياء الحفلات الساهرة، أو من أجل إحياء أعراس لصالح جاليتنا المغتربة، أما اليوم فالأمر يختلف خاصة بعد توحيد العملة الأوروبية، الشيء الذي تسبب في أزمة اقتصادية، وهو ما أثر جليا على مداخيلنا نحن الفنانين. ففي زمن الفرنك كنت أنا سمير السطايفي أقضي مدة شهر بفرنسا أقيم في أرقى الأماكن، وألبس أرقى الماركات وآكل أشهى الأطباق، وفي نهاية المطاف أعود إلى سطيف وبحوزي 3 ملايين فرنك فرنسي على الأقل، وعليه لم أعد أغني في فرنسا ولا في أي بلد أوروبي آخر. ما سر تشبث سمير السطايفي بالتراث وخاصة أغاني الأعراس. هل هو وصية الوالدة أم هناك شيء آخر؟ أنا في الحقيقة مغني اختصاصي في إحياء الأعراس، وجيل اليوم نادرا ما تجد من هو متمكن في هذا المجال، فالتحكم في الجمهور سواء من فوق الركح أو الأعراس شيء صعب، ويتطلب الكثير من الخبرة، ليس من السهل أن تقنع الجمهور أو العائلات الجزائري المحافظة بغنائك و سلوكاتك أثناء العمل، لتنال ثقتها وتطلبك لإحياء أعراسها، وأحسن مثال على ذلك عدم مغادرتي عنابة لمدة 8 سنوات متتالية، بعد أول عرس أقمت هناك. أما سر تشبثي بالأغنية السطايفية فهذا يعود لنظافة الكلمة والموسيقى المميزة التي تدل على غنى التراث بمنطقة الهضاب العليا. كيف ينظر سمير لمستقبل الأغنية السطايفية والتراثية بصفة عامة؟ بدون نفاق ولا لف ودوران أرى بأن الجيل الحالي من الفنانين لا يعنى بالتراث، وأن حالة الفن الغنائي بمختلف أنواعه وطبوعه في تدهور مستمر، لأن همهم الوحيد المادة والدليل أنهم يتسابقون من أجل إصدار الألبومات دون مراعات للمعايير وأخلاقيات المهنة، وهو ما يجلني أقول بأن فناني هذا الجيل من نوع "جوطابل". حاوره: حميد بن مرابط * تصوير : الشريف قليب