صدر مؤخرا للشاعر الشاب جمال رميلي مجموعة شعرية عن دار المعرفة وهي عبارة عن كلمات مبحوحة فيها هذيان وتيه الشاعر الذي يحمل قلبه بين يديه ويتكئ على جراحاته ليبوح لنا بعشقه لزهرته، وليعيد للكلمات حروفها، وللقلب نبضه، ويعيد لنا ذاكرتنا المفقودة. وللشاعر جمال رميلي مجموعة شعرية أخرى بعنوان طلقة في وجه السديم، يمضى جمال بلغة الشاعر الذي يجر قدميه في لزهرتي عمرها الثاني التي يقول فيها الشاعر والكاتب عزالدين جوهري هذا القادم من الجبل لا من السفح، تخيلت مجموعته الحميمية التي جاءت من وحي الغا بات الكثيفة، من حلم بريء وأغنية مطحونة بالمواويل, المجموعة التي أسكبها العطر والريحان، والأسف، والتأفف، والبسمة الحالمة، والفق الرحب، والحب، ثم أسكنها حلمه ثم رجا فيها الوطن النفيس أن يجد فيه مرايا ترسم اللعاب وبرعمنا أطفالا صغاراوهو يقول: ( كم أشتهي كالطفل أن أجد فيك المرايا ترسم اللعبا ينقلنا الشاعر أيضا ودون جوازات نحو جرحنا الغائر، أمنا غزة الأرض الصامدة في وجهنا جميعا، الوطن الذي يسكننا تصديقا للتي قالت ذات يوم:( كلكم تملكون اوطانا تسكنونها، الا نحن نملك وطنا يسكننا ) حين قال، في قصيدته ( تغريبة لصباح غزة) ياعزة العز الكبير تفاخري/ بالموت/ إذ في الموت أدركت النما/ وتشكلي في أفقنا اسطورة/ تروي زمانا صرت في المعلما إلى غير ذلك من نبضات الشاعر الذي يقاتل بالكلمات ويصارع لج الموج في لزهرتي عمرها الثاني التي يقول فيها: لزهرتي عمرها الثاني بباقاتي للشعر أرجوحة المعنى بغاياتي للقصد أسراره الحبلى بمسغبتي للحلم ما ... حملت دوما قناعاتي في طلة البدر ها رؤياي ساطعة من ذا يكذب بدرا في مداراتي من ذا يشق لكبت الماء مسلكه غير الذي في المدى تذروه قاماتي من ذا يحاكي جنون البوح في شفتي ويكتوي بدلا عني بلآتي الفجر أهزوجتي الحلى ولي ثقة في الشمس أن ترتدي ألحان ناياتي ويمضي جمال في بوح اسراره في جنوح للذي سكب الشمع في مبتغاي أقول للذي فلسف الظلمة كي يصوغ الصباح ما تزال القصيدة فاكهتي المشتهاة لم يزل جمرها متعتي وحده الشعر أرجوحتي الأحلى وشراعي الذي يستفز الرياح وفي اعتراف العاشق يقول في فسحة القلب أضرمت الهوى جمرا وفي اقاصي دمي صغت الشذا شعرا أي الكلام أقول الآن سيدتي وانت فحوى الحكايا حينما تقرا زوارق الحلم لم تعرف مرافئها الا وقد سقتها للمبتغى سرا. في كتاب لمؤرخ أمريكي أصدرته دار «ميديا بلوس» بقسنطينة معركة الجزائر الحاسمة مع فرنسا كانت ديبلوماسية كيف استطاعت جبهة التحرير الوطني أن تدفع الجنرال ديغول والحكومة الفرنسية إلى قبول استقلال الجزائر؟ ثمة معركة ثانية مغفلة يرصدها المؤرخ الأمريكي ماتيو كونلي في كتاب: السلاح السري لجبهة التحرير الوطني/ كيف خسر ديغول حرب الجزائر. صدر عن دار «ميديا بلوس» بقسنطينة بمناسبة خمسينية الاستقلال. ويرى المؤرخ أن الجواب موجود خلف حدود الجزائر، على الساحة الدولية حيث خاض الوطنيون المعارك الحاسمة، ويرصد المعارك البسيكولوجية والإعلامية التي تم خوضها، من تقارير حقوق الإنسان والندوات الصحفية ومؤتمرات الشباب، التي تم استخدامها لإبلاغ الرأي العام الدولي في مناخ تميز بالحرب الباردة، مسجلا نجاح القضية الجزائرية في انتزاع مواقف تأييد من دول مختلفة التوجهات كالصين والعربية السعودية. ليتمكن الجزائر يوم من حشد الأغلبية ضد فرنسا في الأممالمتحدة. وأصبح النموذج الجزائري متبعا من قبل الثوار كما هو الشأن بالنسبة لعرفات ومانديلا. مادة الكتاب جمعت من الأرشيف ومن مقابلات أجريت في أوروبا وأمريكا وشمال إفريقيا، ليخلص إلى أن الثورة الجزائرية كانت ديبلوماسية بالأساس. يعد مؤلف الكتاب ماتيو كونلي أستاد التاريخ بجامعة كولومبيا من أهم مؤرخي جيله ونال هذا الكتاب خمس جوائز منذ صدورهن وقد ترجمته إلى الفرنسية فرانسواز بويلو.