شاب مرح و حركي و شاعر بامتياز أبدع و تألق و نالت قصائده إعجاب مجموعة من كبار شعراء الوطن شارك في العديد من المسابقات الوطنية و الملتقيات الشعرية وحصد الجوائز الوفيرة والألقاب الكثيرة. كتب عن الحب وعن الوطن وعن العروبة و تاريخها المجيد.انه ضيفنا الشاعر بغداد السايح أصيل منطقة مغنية التي يشده الحنين إليها كلما فارقها لأيام معدودات تلبية لدعوات تصله من منظمي المهرجانات الشعرية و الأدبية .حاورناه فكانت لنا معه هذه الدردشة ج/ أهلا و سهلا ثم مرْ مرْ مرحبا*** تلقون منا كل شيء أطيبا أشكركم على الاستضافة الجميلة و أرجو أن نقضي أوقات طيبة أخي الفاضل س/ حدثنا عن أخر مشاركتك تلك المتعلقة بالملتقى الوطني للشعر الفصيح و عن القصيدة الفائزة بالجائزة الأولى ؟ ج/ هذا الملتقى يكتسي أهمية كبيرة بحيث أنه فرصة لاكتساب الخبرة في مجال الإبداع الشعري و الاحتكاك بقامات شامخة في الأدب و جاءت مشاركتي بنص حضرته جيدا تحت عنوان حلم أخضر * وأقول فيه: و أنفاسُ الشهيدِ تضيءُ طيناً كأنَّ الدربَ بالوهَجِ استقاما مآذنُ منْ رمادِ القهرِ قامتْ تُبرعمُ في خُطى نغَمٍ إماما متى يخدِشْ زمرّدُها هلالاً تُخضِّبْ نجمةٌ فيها الرُّخاما س/ بكل صراحة هل كنت تنتظر التتويج؟ أنا بطبعي متفائل و أثق في نصوصي الشعرية و قد عرضت هذا النص على مجموعة من النقاد العرب عبر الأنترنيت و قد أشاد بالقصيدة الناقد و الشاعر المصري عبد الحافظ بخيت متولي مما أعطاني انطباعا أنني سأكون بين الأوائل و كنت متخوفا من الكواليس لكن المسابقة كانت نزيهة وهذا ما جعلني أتوج لأنه في الغالب تكون المسابقات محسومة فيما يخص المرتبة الأولى...أشكر مدينة سوف لأنها أنصفتني شاعرا و أتمنى أن تكون المسابقات دائما بهذه الشفافية ليأخذ كل ذي حق حقه. س/ كيف هو واقع الثقافة بمغنية و تلمسان عموما مع الأسف الشديد فإن النشاط الثقافي تراجع كثيرا اللهم إلا بعض المحاولات من الفرق المسرحية و الفلكلورية و نخبة من المثقفين الذي يستغلون المناسبات لإحياء الثقافة و أعتقد أن الأمور ستتحسن إذا ما توفرت النية لدى المسئولين على قطاع الثقافة في ولاية تلمسان من أجل خلق أجواء تهتم بتراث المنطقة و حضارتها و بكل المجالات الفنية....و لقد لمست هذه الإرادة عند القلة القليلة مما يوحي أن تلمسان ستظل بمثقفيها و فنانيها أكبر من سياسات التهميش و الإقصاء. س/ و ماذا عن المشهد الإبداعي والثقافي في بلادنا عموما كيف تصفه لنا كمبدع ؟ هناك دائما أمور إيجابية و أخرى سلبية .الجزائر فيها طاقات هائلة من المبدعين في شتى المجالات غير أن القائمين على الثقافة تحكمهم الأنانية..الغرور..الغيرة ..و هي مواقف لا تساعد على إبراز ثروات البلد و لذا يجب أن نستثمر أكثر في الجوانب الايجابية س/ المرأة في خيال كل مبدع فهل هي أهم مصدر لإلهامك الشعري؟ المرأة هي دائما وردة في بساتين خيالي و لا زالت قافية مضيئة في ثنايا أشعاري فهي ليست مصدر الهام فقط بل هي القصيدة التي تكتبني ابتسامة على الشفاه فأنا حين أكتب نصا شعريا أستحضر كل نساء العالم فالشعر لصيق بالأنوثة و لا تخرج الحروف من كهوف البوح إلا إذا أبصرت نور حواء. س/ ماذا عن قصائدك عن مخطوطاتك وأعمالك الشعرية المطبوعة و غير المطبوعة؟. في اعتقادي أن الدرب الجميل هو الذي نبطئ فيه و أنا أعمل على تنقيح نصوصي غير أن هناك مجموعة شعرية في طريقها إلى الطبع إن شاء الله...الإشكالية ليست متى تطبع بل ماذا تطبع فجميل أن تكون لك مخطوطات لكن الأجمل أن تكون مخطوطاتك ذات قيمة أدبية و ثقافية راقية. س/ لمن قرأت و بمن تأثرت في بداياتك الإبداعية؟ في الشعر لا نخجل من آبائنا و ليس عيبا أن نحمل ملامحهم فلولا قصائد المتنبي و نزار قباني ما كان بغداد سايح ليخرج من ريشهما المنثور طائرا يعشق التحليق في واسع الخيال كنسر يتحيّن الفرصة لاصطياد الصورة المبهرة و الانقضاض على المعنى الجميل. س/ في زمن السرعة و الموضة و الركض وراء المادة هل هناك من شباب جيل اليوم من يهتم بالشعر و القافية؟ لا يخلو أي جيل من شباب ذواق و مثقف و هناك الآلاف من شباب الجزائر من يعشق الشعر و الأدب لكن وسائل الإعلام تظهر لنا دائما العكس أقول لك بأن الشعر باعتباره يحرّك الوعي في المجتمع صار خطرا يجب تفاديه لأن الشعر بالدرجة الأولى رسالة حرية و مبادئ قد لا يقبلها البعض. س/ ؟ ما هي اهتماماتك و هواياتك ما عدا الشعر؟ هواياتي كثيرة و متعددة منها السفر و التجوال و كأن لقبي سايح ملتصق بي فأنا أهوى السياحة كما أنني أعشق المطالعة و أحب الرياضات الفردية و التنافسية منها...كما لي اهتمام بالرواية و القصة وهذا جانب آخر مني. س/ هل لنا ان نعرف كيف كان بغداد السايح الطفل و المراهق و كيف كانت اول محاولة شعرية له ؟ بغداد سايح من مواليد 10 جويلية 1983 بمغنية نلت شهادة البكالوريا في تخصص علمي و بدرجة حسن و بعد الفترة الجامعية تخرجت من كلية الحقوق و حاليا أسعى لنيل شهادة الكفاءة المهنية للمحاماة... ولو عدنا للطفولة ستجد أن بغداد نشأ في أسرة على قدر واسع من الثقافة فالوالد أستاذ لغة فرنسية و جدودي اشتهروا بالفقه و الإمامة و الحكمة...و كانت لي علاقة بالكتب و الأقلام منذ نعومة أظافري فكنت أجدها في زوايا البيت كما أنني وجدت في البحر الذي فتحت عيني على زرقته و في أحضان الطبيعة الخيال الخصب...أما مراهقتي ففيها بدأت رحلة الشعر لأنها مرحلة تفيض خلالها الأحاسيس و يكتشف الإنسان الآخر بنظرة مختلفة وهنا كانت أول خربشاتي بمناسبة رحيلنا من منزل إلى آخر س/ لو لم تكن شاعرا ماذا كنت ستختار ؟ ج/ كنت سأختار أن أكون رساما فالرسم قصيدة صامتة لونها الكلمات و أشكالها الاستعارات و الكنايات الجميلة س/ لنعود إلى إبداعك هل لنا أن نستمتع بفقرات مما كتبت؟ ج / مقطع من قصيدة درب الرجوع أقول: نفختِ بالحلم المجنون ناياتي فكمْ رقصتُ على درب الحماقاتِ وقعتُ أجمعُ أيّامي محطّمة لعلّها تقفُ الأيّام في ذاتي نزفتُ أغنيةً كالدمع أسكبها و فيَّ تقطرُ أجفان السماواتِ صحوتُ فوق تراب الخوف مشتعلاً كأنّني لهبٌ في جمرِ مأساتي س/ أي ألوان الشعر أحب إليك ؟ الشعر الذي أميل إليه هو الذي يرتبط بالإنسان كيفما كانت عقيدته و جنسيته و مذاهبه الإيديولوجية فالشاعر هو الإنسان الذي يستطيع تجاوز الحدود التاريخية و الجغرافية و العقائدية في سبيل الخير للإنسانية. س/ أسئلة خفيفة و نريد إجابات سريعة و مختصرة ؟ ج/ تفضل على بركة الله محبة الناس س /الموسيقى و الأغاني المفضلة ؟ أغاني مروا ن الخوري س / الكتب المفضلة ؟ القرآن الكريم والدواوين الشعرية س / مقولة شهيرة ترددها دوما ؟ ما قاله رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم :/تفاءلوا خيرا تجدوه س /هل بغداد السايح الشاعر هو بغداد السايح الشخص؟ / ج لا أظن ذلك س / الصداقة؟ جسر للمحبة س / جسدان ينصهران في قلب واحد حقيقة أم خيال ؟ ج / حبٌّ أخضر س / هل من كلمة ختامية ؟ اختم حوارنا ببيتين من قصيدتي " التوأمان " تضيقُ أرضٌ بنهر الضاد باكية ً و الدمع أرحبُ من منفى و أوسعُه سنابل الحلم فينا خبأت وطنا كالماء من نبضات القلب منبعُهُ.... و السلام عليكم .