بكاكشي الخير نجم السهرة ما قبل الأخيرة قبل التنقل إلى بن عبد المالك أهم ما ميز السهرة الرمضانية الثانية والسادسة في برنامج مهرجان ليالي سيرتا في طبعتها الثانية، عزوف الجمهور عن حضور هذه السهرة، حيث بدت مدرجات مسرح الهواء الطلق محمد وشن شبه خالية، خاصة الجهة السفلى المخصصة للعائلات. وإذا كانت هذه المقاطعة لها ما يبررها بالنسبة للعائلات، بالنظر لبرنامج السهرة، وكذا طبيعة أداء الفرقتين المبرمجتين (إيتنو سفير وإيليزيون)، والمعروفة بالأغنية أو بالأحرى بالموسيقى العالمية، فإن السؤال الذي طرح وبإلحاح هو ما سر مقاطعة الشباب لهذه السهرة، خاصة وأن الفرقة الثانية التي لها مهرجانها السنوي بقسنطينة "ديما جاز"، والذي كان يبدو ناجحا وله جمهوره. فهل هي ثقافة "المجان"؟. السهرة الثالثة كان من الممكن أن يكون عنوانها الكبير الفشل الذريع، لولا تواجد نجم الأغنية السطايفية بكاكشي الخير ضمن برنامجها، والذي تمكن من إضفاء شيء من الحيوية والنشاط سواء على الركح أو بالمدرجات، وهذا بفضل أدائه المميز وصيحاته القوية، والإيقاع الخفيف الذي يحب أن يرقص عليه الشبان، والذين أكدوا مرة أخرى تمسك الجيل الجديد المعروف بجيل الانترنيت بالأغنية التراثية، والتي مكنتها الموسيقى العصرية من مقاومة الزمن وتغيراته. بكاكشي جد واجتهد وأبدع بأداء أغان تمتد جذورها في عمق التاريخ، مؤكدا بذلك احترامه لجمهور مهما كان وأينما كان وأي كان عدده، رغم أنه اعتاد على الغناء أمام جمهور عريض، حتى في فرنسا أين يقيم حاليا بالقرب من مدينة نيم، وأين يعمل كمغني محترف. حميد بن مرابط الفنان بكاكشي الخير يصر ويوقع "جاري يا حمودة" أغنية جزائرية مائة بالمائة وليست تونسية أصر نجم الأغنية السطايفية بكاكشي الخير على تبليغ رسالة للمسؤولين على قطاع الثقافة بالجزائر، وكذا المهتمين بالتراث الفني والمغنين وعشاق الأغنية التراثية، سطايفية كانت أم شاوية أو قبائلية... والتي مفادها ضرورة الحفاظ على التراث الجزائري وحمايته من السرقة الفنية. بكاكشي الذي التقته النصر على هامش السهرة السادسة لمهرجان ليالي سيرتا، أصر على استغلال الفرصة والتأكيد خاصة لجيل اليوم، بأن الأغنية المشهورة "جاري يا حمودة"، والتي ذاع صيتها بكل أنحاء المغرب العربي وحتى أوروبا، هي أغنية جزائرية أصيلة وليست تونسية: " عليكم أن تبلغوا رسالتي هذه لكل الجزائريين، وهذا حتى يعلموا بأن أغنية "جاري يا حمودة" التي اشتهر بها الفنان التونسي حمزة من خلال أدائها بالطابع التونسي، وكذا الفنانة التونسية سلاف ليس معناه أنها أغنية تونسية، كما يظن معظم شبان جيل اليوم وحتى أغلبية عشاق الأغنية التراثية. هذه الأغنية جزائرية مائة بالمائة- وقولوا قالها بكاكشي- وأول من غناها كان المرحوم العملاق عيسى الجرموني سنة 1942، وعنوانها الأصلي "جاري يا محمود"، كما غناها من بعده بوالدمغين، أما حمزة التونسي فقد كان من المعجبين بهذه الأغنية، والتي كانت وراء شهرته واكتسابه لجمهور عريض هنا بالجزائر، خاصة بعد التعديلات التي أدخلها على الإيقاع، باعتماده على ريتم التراث التونسي الخفيف". رسالة بكاكشي واضحة وما على القائمين على قطاع الثقافة ببلادنا سوى العمل على إعادة ما لقيصر لقيصر.