كان الفنان بكاكشي الخير من النجوم التي تألقت في مهرجان جميلة عندما خطف الأنظار بأدائه المتميز للأغنية السطايفية، فكان من الوجوه التي صفق لها الجمهور مطولا خاصة وهو يغني "يا جاري يا حمودة" التي شدّد بكاكشي، في حواره مع "الشروق" على أصلها الجزائري. * ما هو تقييمك للطبعة الأخيرة من مهرجان جميلة؟ * المهرجان فرض نفسه وأصبح موعدا سنويا وقد عرف نجاحا من حيث التنظيم * وضمان الأمن للزوار، حيث ضبطت كل الأمور انطلاقا من سطيف إلى غاية مسرح كويكول، لكن فنيا السهرات تختلف حسب البرنامج وكل ليلة بأسمائها. * * ألا تعتقد بأن الأغنية السطايفية شهدت بعض التراجع في السنوات الأخيرة؟ * الأغنية السطايفية فرضت وجودها على الساحة ولم تعد خاصة بمنطقة سطيف فقط، بل صنعت أسماء من مختلف جهات الوطن وكان لها الفضل في اكتشاف أصوات شابة صاعدة. * * ألا ترى بأن بعض الأصوات بدأت تنحرف بالأغنية السطايفية عبر تشويهها بكلام الملاهي والعبارات الهابطة؟ * نعم وهذا الخطر هو الذي ينبغي أن نواجهه لأن الأغنية السطايفية أصيلة وعلى الشبان الجدد أن يختاروا الكلام النظيف الذي اعتدنا عليه كأن نغني على الأم * والخال والبنت، وهي العبارات التي تدخل كل البيوت، وتسمع بين أفراد العائلة. * أما من اختار كلاما آخر فقد أساء للسطايفي وما عليه إلا أن يغني طابعا آخر. * * تقصد تسلل الراي إلى الأغنية السطايفية؟ * بالفعل الأغنية السطايفية لا تقبل دخول أي طابع آخر عليها لأنها أصيلة * ومستوحاة من التراث وكل من يؤديها عليه أن يحافظ على خصوصياتها الاجتماعية والفنية. * * لاحظنا غيابك عن الساحة الفنية.. * أنا لست غائبا بل أسجل حضوري في كل المواعيد لكن هناك جهات تحاول أن تغيّبنا ولا تتذكرنا إلا في بعض المناسبات، وأحيانا العرس في داري وأنا لست من المدعوين. * * لما تحصلت على جائزة أحسن أغنية شعبية سنة 1969 بدأ الناس يكتشفون الأغنية السطايفية هل تعتبر نفسك مؤسسا لهذا الطابع؟ * الواقع يؤكد بأنني مؤسس الأغنية السطايفية لأنني كنت الوحيد الذي يؤدي هذا النوع وهذا شرف لي، وقد تحصلت على الجائزة التي ذكرتها بعد منافسة * وتصفيات قوية وكان النهائي بقاعة الأطلس بالجزائر العاصمة، مع العلم أنني بدأت الغناء في 1963 وأديت مختلف الطبوع. * * تألقت في "يا جاري يا حمودة" في سهرتك بمهرجان جميلة.. * أغنية "يا جاري يا حمودة" جزائرية الأصل، وقد خطفها التوانسة وأول من غناها هو علي الخنشلي وكان ذلك في الأربعينيات وكان عنوانها "جاري يا محمود" * وفيما بعد أداها الفنان التونسي أحمد حمزة ثم سلاف وأصبحت "جاري يا حمودة" لكن الأصل أنها أغنية جزائرية شاوية بحتة. * * أنت الآن في الستينيات من عمرك هل يعني هذا بأنك قريب من الاعتزال؟ * - لا، أبدا أنا لازالت قادرا على العطاء، وكما لاحظت فإن سهرتي في مهرجان جميلة كانت ناجحة وتفاعل معها الجمهور، ولازال عندي الكثير لأقدمه للجمهور الجزائري الذواق. * * من تراه الأجدر بخلافتك * هناك عدة فنانين ولا أريد أن أذكر اسم دون الآخر حتى لا أسيء لأحد.