الموريتانية معلومة بنت المداح أبدعت وفرقة "أمزاد" التارقية أبهرت خصصت السهرة الرابعة لمهرجان جميلة العربي المقامة بملعب الشهيد محمد قصاب بوسط مدينة سطيف للإستمتاع بالطابع الغنائي الصحراوي، قسمت إلى فقرتين رئيسيتين ، الأولى كانت من تقديم الفنانة الموريتانية معلومة بنت المداح و الثانية لعرض متنوع قدمته فرقة "أمزاد" القادمة من عمق الحضارة التارقية ممزوجة بأداء بعض الطبوع المختلفة على غرار الشاوي و القبائلي والميزابي، في تزاوج رائع أضفى ميزة خاصة على هذا العرض. العرض الذي شهد عزوفا من الجمهور الذي كان متواضعا، كان راقيا في محتواه، بالنظر للقدرات الصوتية الخارقة التي أظهرتها المغنية الموريتانية معلومة بنت المداح التي قدمت طابعا غنائيا لم يألفه السطايفية ، حيث إختزلت الثقافة الموريتانية في عرضها وقدمت الطابع الغنائي الموريتاني الذي يشابه لحد كبير طابع "البلوز" الغربي، وقد أدت الفنانة عدة أغاني على غرار "قاملي" (يوقضني) التي أدتها باللغة الترقية و"طيور الواد" "الخيالة" "يارب" "نبينا" "ولفي" وهي الأغاني التي شدت الجمهور الحاضر بالنظر لتنوع موسيقاها وقوة صوت المغنية التي كانت تتحكم في الطبقات الصوتية فكانت ترفعها وتخفضها تارة وتطيلها وتقصرها تارة أخرى، مما جعل الجميع مشدودا لهذا التنوع الرائع، خصوصا أن غناءها كان نابعا من القلب ويحمل رسائل مختلفة ، عن الحب والسلام وعن مدح رسول الله –صلى الله عليه وسلم- . غادرت معلومة بنت المداح الخشبة وفي أذهان الجمهور تساؤلات ممزوجة بإعجاب غريب، لتعتلي أعضاء فرقة "أمزاد" الركح لتقديم وصلات غنائية متنوعة لفتت الإنتباه، ففي سابقة هي الأولى مع هذه الفرقة التي تأسست بغرض الحفاظ على الموروث الثقافي المتعلق بشعب "التوارق" خصوصا آلة "أمزاد" التقليدية التي هي عبارة عن آلة عزف كادت تندثر ، سعت الفرقة أن تتميز أيضا في أدائها من خلال المزاوجة بين مختلف الثقافات والآلات الموسيقية، بتأدية أغاني بمختلف اللهجات والمؤدين على غرار الأغنية الشاوية التي قدمها أحد أبنائها الفنان حسان دادي، والأغنية القبائلية والميزابية التي قدمت كذلك عبر مغنيين أخرين، وقد امتزجت الآلات والثقافات وأثمرت موسيقى تكاد تكون نادرة أمتعت معها الجمهور الذي تفاعل في العديد من المرات معها. لتختتم السهرة الرابعة التي كانت ببصمة إفريقية صحرواية ويضرب المهرجان موعدا آخر في السهرة الخامسة بأداء الفنان كاظم العراقي القادم من دولة العراق الشقيق وفرقة ديوان "باينة" الجزائرية. تغطية: رمزي تيوري تصريحات تصريحات تصريحات تصريحات تصريحات معلومة بنت المداح عانيت من مضايقات وأحاول نقل رسائل عبر الفن صرحت الفنانة الموريتانية معلومة بنت المداح في ندوة الصحفية عقدتها بعد فقرتها الغنائية تطرقت فيها إلى العديد من المواضيع وأشارت في البداية إلى سعادتها وفخرها بالمشاركة للمرة الأولى في مهرجان جميلة التي وصفته بكلمة واحدة "مهرجان جميلة "جميل وأنا فخورة بهذا المرور" مضيفة بأنها تحمل مشاعر جد خاصة للجزائر وبأنها تسعد لكونها تزور ترابها وإستطردت:" أنا فنانة وإمرأة سياسية حيث انتخبت كممثلة للشعب في البرلمان، خصوصا أنني قدمت العديد من الأغاني السياسية والإجتماعية التي تحكي عن الأوضاع الصعبة التي يعيش فيها الشعب" وفي سؤال للنصر حول إن كانت قد تلقت مضايقات واستفزازات من النظام الحاكم السابق والحالي لموريتانيا أكدت قائلة:" لدي ماض كبير وقصة طويلة مع المضايقات التي تعرضت لها من طرف النظام والمقام لا يسع لسرد التجاوزات التي ارتكبت في شخصي، لكنني عانيت كثيرا من أجل إيصال صوتي لجميع الناس، خصوصا لكوني إمرأة حتى أنه فرض علي حصار إعلامي بالنظر للرسائل الهامة التي أحاول نقلها عبر الفن" وأضافت:"نعيش في مجتمع محافظ ومسلم لكن الإسلام لا يمنع الغناء خصوصا إذا كان ذو رسالة هادفة، أسعى إلى أن أنقل مشاعري وأحاسيسي عبر الموسيقي التي هي الأخرى قد لا تكفي للإفصاح عنها كاملة، أغني طبوعا مختلفة رغبة في التنوع والتغلغل في عمق وروح الموسيقى" أما عن الطابع الذي تؤديه أكدت:"ليس لدي طابع محدد في ذاته، لكن الموسيقي الموريتانية تقترب أكثر من نوع "البلوز" الغربي يوجد العديد من أوجه التشابه بينهما، وأرى بأنها خليط من عدة ثقافات بالنظر للأعراق الموجود بموريتانيا على غرار العرب، البربر والأفارقة، رغم أنني لا أنكر بأنني طورت هذا الطابع وأدخلت بعض الآلات الجديدة والتوزيعات المتطورة" أما عن الآلة التقليدية التي تستعملها أكدت:" نستعمل في فرقتي آلة تقليدية يطلق عليها "أردين" المصنوعة من مواد تقليدية طبيعية" وأشارت في الأخير أنها تسعى لحمل رسالة حب وسلام عبر الموسيقي لجميع الشعوب. حسان دادي أحضر لطرح أغنية بالطابع الشعبي بكلمات شاوية جاءت مرافقة المغني حسان دادي مؤدي الأغنية الشاوية لفرقة "أمزاد" الترقية كمفاجأة سارة للجميع لإنعدام أوجه الشبه بين الطابعين الغنائيين، وقد تقربنا من المعني من أجل الإستفسار عن الأمر فرد قائلا:"في الحقيقة أن فكرة الغناء مع فرقة "أمزاد" طرحت علي ووافقت عليها مباشرة، فقد إستهوتني لكونها منفردة وجديدة ستثري مشواري الفني، شدتني الفكرة التي تم على أساسها إنشاء هذه الفرقة وقبلها الجمعية المتمثلة في الحفاظ على "آلة الإمزاد" التقليدية التي كادت تندثر، دوري في الفرقة يتمثل في غناء فقرة بالطابع الشاوي ممزوجا لمختلف الآلات الموسيقية في تجربة فريدة من نوعها، خصوصا أن العرض يحمل إسم "العشق والسلام"، قدمنا عروضا عبر أغلب مناطق الوطن وقرابة 18 ولاية نلنا فيها الإعجاب وكان رد فعل الجمهور أكثر من رائع ومشجع بالهتافات والتحيات" أما عن مشاركته في مهرجان جميلة أكد:"تعتبر هذه المشاركة الثالثة في جميلة" وعن جديده:" أحضر لطرح ألبوم بعنوان "الضاوية" يضم 12 أغنية والجديد به أدائي أغاني مختلفة وطبوعا جديدة، وما يمكن أن أدلي به حصريا على صفحات "النصر" بأنني سأقدم أغنية بالطابع الشعبي بكلمات شاوية، وكذا عدة مفاجآت سارة، ويضم أيضا 4 "ديوهات" مع فنانين معروفين أتركهم مفجأة أيضا" وعن عدم مشاركته في مهرجان تيمقاد للطبعة الفارطة أكد:" كنت انتظر صدور جديدي لأقدمه لجمهوري الذي بات يطلبه مني، وعدم تمكني من ذلك جعلني أقرر عدم المشاركة وفسح المجال أمام أصوات أخرى". بن شارب بديعة مشاركتنا في مهرجان جميلة إثراء لمسيرتنا وتعريف بثقافتنا أكدت الأمينة العامة لجمعية "الإمزاد" السيدة بن شارب بأن مشاركتهم كفرقة في مهرجان جميلة يعتبر إثراء لمسيرتهم في مجال الفن وتعريف بثقافة "التوارق" وعن دواعي تأسيس هذه الفرقة أكدت بأنها جاءت لضرورة حماية آلة "الإمزاد" التقليدية من الإندثار حيث أنها عبارة عن آلة تصنع من فاكهة "الكابويا" إضافة إلى جلد الماعز وشعر الحصان، هذا الأخير يطلق عليه في اللغة الترقية "إمزاد" لهذا جاءت سر هذه التسمية، حيث نسعى لتطوير والتعريف باستعمال هذه الآلة التي تضرب في أعماق التاريخ حيث وجدت رسومات لها مع الإنسان القديم بجبال الطاسيلي والمحافظة على التراث والموروث الترقي. شكلنا فرقة مكونة من عدة فنانين وطبوع من أجل خلق تنوع ثقافي وإحداث طابع جديد خاص رغبة في إمتاع الجمهور الذي يعتبر ذواقا لمختلف الطبوع، وجدنا صدى كبيرا في مختلف محطاتنا ونتمنى أن تتطور الفرقة أكثر وتجد صداها داخل وخارج الوطن".