المعلومة الموريتانية تثير الفضول وفوزي الحامي يعيد الحيوية إلى مسرح الهواء الطلق أمام جمهور كبير أعاد لمسرح الهواء الطلق حيويته ونشاطه المعهودين منذ رفع الستار على فعاليات مهرجان ليالي سيرتا يوم 15 جويلية، أبدعت الفنانة المناضلة المعلومة بنت الميداح في أداء الأغنية الموريتانية التي مزجت فيها بين التقليدي والعصري، محدثة بذلك ثورة حقيقية في عالم الموسيقى الصحراوية. وقد تمكنت بطريقتها الخاصة من المزج بين عدة طبوع (الإيمزاد، الموريتاني التقليدي، السواحلي والبلوز والجاز)، مزيج أثار فضول العائلات القسنطينية والشباب الذي قاطع مضطرا سهرة الدبكة السورية بسبب مباراة كرة القدم بين السنافر ونادي نيس الفرنسي، حيث كان التجاوب بين "المعلمة" المعلومة وجمهورها الجديد الذي اكتشفته واكتشفها لأول مرة، وقد ترجم هذا التجاوب من خلال ترديد بعض المقاطع التي أعجب بها من ناحية الموسيقى خاصة، ومشاركة الفتاتين المرافقتين للفنانة بعض الرقصات على الطريقة الإفريقية، ما أضفى على المنصة والديكور العام لمسرح الهواء الطلق مسحة جمالية خاصة، أعطت الانطباع بأن الجميع يفتخر بانتمائه للمغرب العربي بصفة خاصة وللقارة الإفريقية على وجه العموم. المعلومة الشاعرة والكاتبة والملحنة والمغنية، أبدعت حقا في أدائها ولأنها مسلمة ونحن في شهر الصيام، فإنها فضلت أن تكون هديتها للجمهور القسنطيني من خلال أول أغنية مديح ديني بعنوان "يا حبيبي يا ملاكي" تمدح فيه سيد البشرية النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد أعطت موسيقى البلوز هذا المديح نكهة خاصة، ليكون مسك الختام أغنيتها المشهورة التي شاركت بها في مهرجان قرطاج (1988) بعنوان "حبيبي حبيتو". بقية السهرة كان بطلها نجم الأغنية الشبابية فوزي الحامي، والذي ألهب المدرجات من جديد وكما عودنا عليه في مشاركاته السابق، وكما كان الشأن في السهرة الرابعة للطبعة الثانية لليالي سيرتا، حيث غنى الجميع ورقص على إيقاع الأغنية الشبابية، كما رددوا معه جل أغانيه المشهورة، كل هذا تحت إشراف المايسترو "بيبي" وفرقته التي أصبحت جزء لا يتجزأ من الديكور العام لمهرجان ليالي سيرتا منذ بدايته، علما وأن سهرة أول أمس استمرت هي الأخرى إلى ما بعد الساعة الواحدة ليلا، في أجواء ميزها التنظيم المحكم، وتوفر الأمن بفضل التواجد المكثف لعناصر الدرك الوطني، ما طمأن العائلات القسنطينية وشجعها على الحضور اليومي، والتي ما فتئت تشيد بالدور الفعال لأصحاب البذلة الخضراء. حميد بن مرابط * تصوير : الشريف قليب المطربة الموريتانية المعلومة بنت الميداح للنصر التوفيق بين الفن والسياسة صعب أكدت المطربة الموريتانية المعلومة بنت المختار ولد الميداح الفنان الكبير والشاعر والموسيقار والمغني الموريتاني الذي ذاع صيته في كل أنحاء العالم، والتي حلت ضيفة على قسنطينة أول أمس بمناسبة مشاركتها في إحياء سهرات ليالي سيرتا بمسرح الهواء الطلق محمد وشن، بأنه من الصعب جدا التوفيق بين الفن والعمل السياسي، لأن الأخير يأتي على حساب الأول، ويستهلك الجزء الأكبر من وقتها. المعلومة الفنانة والبرلمانية والمناضلة في مجال حقوق الانسان، وفي إجابتها عن سؤال النصر على هامش سهرة أول أمس قالت: «يكذب من يقول بأنه من الممكن التوفيق بين العمل السياسي والفني، وأنا شخصيا لا أنصح بالجمع بينهما، لأن العمل السياسي يتطلب التفرغ، وهو ما أقوم به ولو كان ذلك على حساب مشواري الفني، والذي هو الآخر يتطلب مني مجودا إضافيا، وذلك للحفاظ على الإرث الذي تركه لي والدي، والذي ورثه بدوره من جدي...».وعن الثورة التي أحدثتها على الموسيقى الموريتانية بصفة خاصة والإفريقية على وجه العموم، باعتمادها على موسيقى البلوز والجاز، وحتى «الكوسبال» الذي يؤدى في الكنائس المسيحية، وهو أصله إفريقي كان يؤديه الزنوج العبيد، قالت الفنانة والشاعرة: «في الحقيقة أنا أغني ما أشعر به وما أحسه، وهذا النوع من الموسيقى هو من عندنا وأصله إفريقي، وبالتالي فهو ليس من اختراع المعلومة بنت الميداح، فمؤخرا قيل لي في أمريكا بأنني أغني موسيقاهم، لكن في الحقيقة هم من يعتمدون على موسيقانا القديمة، وكل ما في الأمر أنهم سبقونا إلى تدوين «الكوسبال» كموسيقى دينية تؤدى في الكنائس». وعما إذا كان لديها مشروع للغناء «ديو» مع فنان أو فنانة جزائرية، قالت بين الميداح التي أثنت على الجمهور القسنطيني الذي وصفته بالمضياف والذواق للفن بكل أنواعه وطبوعه، بأنها تتمنى فعلا الغناء إلى جانب الفنانين الجزائريين، لكن ليس في شكل «ديو» بل مع كل الفنانين والفنانات حتى لا تغضب أي منهم. حميد بن مرابط * تصوير : الشريف قليب