تخريب ممتلكات عمومية وخاصة و مناوشات بين المواطنين أثناء غلق الطرقات تحولت التظاهرات التي خرجت في العديد من المدن بالولايات الشرقية للوطن في يومها الثاني من عمليات قطع قصيرة للطرقات و منع المرور عبرها بغية لفت انتباه السلطات إلى عمليات تخريب للممتلكات العمومية و الخاصة، و قد تزايد غضب المحتجين من السكان الذين يفتقد بعضهم الطاقة الكهربائية منذ أكثر من 24 ساعة في أيام قيظ من شهر الصيام، و قام البعض منهم بمهاجمة الممتلكات العمومية من مواقف للحافلات في المدن الكبرى و أعمدة الإنارة العمومية في بعض الأماكن في عمل تخريبي لم تتدخل السلطات المعنية لمنعه بالقوة. و قد اكتفت مصالح الشرطة و الدرك بمراقبة الاحتجاجات و منع تفاقمها أو خروجها عن السيطرة في العديد من الأماكن لكنها تدخلت بالقوة المطلوبة في مواضع أخرى مثلما حدث بولاية الوادي ،حيث أصيب ستة من الشرطة بجروح عند تدخلهم لمنع محتجين من تخريب مرافق عمومية. أما عناصر الدرك بعنابة فتنقلوا لمراقبة عملية احتجاز أعوان شركة سونلغاز، الذين منعهم السكان من مغادرة بلدة حجار الديس ببلدية سيدي عمار على حين تصليح العطب الذي أصاب المحول الكهربائي. حرق سيارة رئيس دائرة أميه ونسة وتخريب مكتب مير البياضة بالوادي أوقفت مصالح الأمن خلال الاحتجاجات التي عرفتها ولاية الوادي أول أمس بسبب الإنقطاعات الكهربائية ، حوالي 10 أشخاص ، ليتم بعدها الإفراج عنهم ، فيما أصيب 6 أعوان أمن بجروح متفاوتة الخطورة أثناء عملية تفريق المحتجين في عدد من بلديات الوادي. ففي بلدية البياضة - 06 كلم جنوبا- اقتحم المحتجون مقر البلدية وقاموا بحرق الواجهة الأمامية ليتجهوا بعدها إلى حظيرة البلدية ، أين تم حرق عدد من السيارات التابعة للبلدية ، فضلا عن تخريبهم مكتب المير وإتلاف المكيفات الهوائية وبعض أجهزة الإعلام الآلي بداخل البلدية ، حيث تدخلت قوات مكافحة الشغب التي فرقت المحتجين. وفي الجهة الغربية ببلدية أميه ونسة - 30 كلم - استمرت ليلة أول الأمس المواجهات بين مصالح الأمن والمحتجين ، بعد حرق سيارة رئيس الدائرة وإتلاف 10 مكاتب خشبية بما فيهم مكتب الأمين العام للدائرة وإضرام النار في عجلات مطاطية وتحطيم مولد كهربائي، تذمرا على الإنقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي التي تزامنت وارتفاع درجة الحرارة التي فاقت 46 درجة تحت الظل. وقد امتدت هذه الاحتجاجات بسبب الإنقطاعات الكهربائية لتشمل بعض بلديات الولاية الأخرى التي شهدت أعمال حرق وتخريب لمقرات عمومية. السكان يطالبون بوضع حد للإنقطاعات المتكررة للكهرباء والتي أكدت بشأنها مديرية توزيع الكهرباء والغاز بأن سببها الرئيسي يرجع للإفراط في استهلاك الطاقة. مصباح قديري حجز أعوان سونلغاز في عنابة و مناوشات بين المواطنين في غلق للطرقات في عنابة تطورت احتجاجات غلق للطريق بين برحال و عين الباردة في بلدية العلمة إلى مناوشات بين المواطنين عند محاولة البعض من أصحاب السيارات على اختراق الحاجز المنصوب في طريق المسافرين الذين سئموا الانتظار أمام النيران المتصاعدة من العجلات المطاطية و أغصان الأشجار، و قد كانت النتيجة تحطيم الواجهات الزجاجية لثلاث سيارات سياحية حاول أصحابها تخطي موقع الاحتجاج. كما اضطر العشرات من المسافرين إلى الإفطار مساء الإثنين في مطعم عابري السبيل ببلدية العلمة، و ذلك على خلفية الحركة الاحتجاجية التي قام بها سكان حي سيدار تعبيرا منهم عن تذمرهم من الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، و ذكر شهود عيان أن أغلب المواطنين الذين أجبروا على الإفطار في مطعم عابري السبيل ينحدرون من ولاية قالمة، و كانوا في طريق العودة من سكيكدة، و تسبب قطع الطريق لأزيد من 6 ساعات في تشكيل طوابير طويلة من السيارات و المركبات على مستوى بلدية العلمة إلى الجنوب من ولاية عنابة منذ الساعة السادسة من مساء أول أمس إلى غاية ساعة متأخرة من السهرة، و ذلك في ظل إصرار المحتجين على ضرورة تدخل وحدات مؤسسة سونلغاز لإصلاح العطب الذي تسبب في تواصل الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، قبل أن تتدخل وحدات الدرك الوطني و ممثلين عن البلدية، و الذين كانت لهم مفاوضات مع ممثلي المحتجين، كللت بإقناعهم بفتح الطريق في وجه حركة المرور، مع تقديم وعود تقضي بالحسم في هذه الإشكالية بالتنسيق مع مصالح سونلغاز . و في سياق متصل قام مئات المواطنين بشل حركة المرور على مستوى الطريق الوطني رقم 21 الرابط بين قالمة و عنابة، عند مداخل بلدية الحجار، و ذلك بسبب انقطاع التيار الكهربائي، بفعل سقوط سلك من الشبكة الرئيسية بمنطقة مارس عمار جراء الضغط العالي مما أدى إلى إنقطاع التيار عن كامل أحياء البلدية، الأمر الذي نجم عنه إندلاع موجة إحتجاجات عارمة، عرفت إضرام النيران في العجلات المطاطية، مع الإعتداء على أصحاب السيارات و المركبات عند مفترق الطرق بالمدخل الجنوبي للبلدية، و قد كانت الحصيلة تحطيم الواجهات الزجاجية لحافلتين و 3 سيارات، في حين غامر سائقو الحافلات التي كانت تقل عمال مؤسسة أرسيلور ميطال عنابة باجتياز الحواجز النارية التي كانت منصوبة في الطريق لتفادي تكبد المركب خسائر مادية. على صعيد آخر فقد عرفت ليلة الاثنين إلى الثلاثاء احتراق محولين كهربائيين بمنطقة حجار الديس ببلدية سيدي عمار، و كذا بوسدرة ببلدية البوني، و قد نتج عن ذلك اندلاع حركات احتجاجية عارمة، خاصة بقرية حجار الديس التي قام سكانها باحتجاز عناصر فرقة الصيانة التابعة لمؤسسة سونلغاز في عين المكان إلى حين نجاحها في عودة التيار الكهربائي إلى بيوتهم بعد انقطاع دام يوما كاملا، مما استدعى تدخل عناصر الدرك الوطني تحسبا لأي طارئ، و هي نفس الأجواء التي عاشت على وقعها أحياء بوسدرة، السرول و بيداري ببلدية البوني، بسبب احتراق المحول، و كذلك الشأن بالنسبة لحي جيني سيدار بمدينة عنابة، و الذي خرج سكانه إلى الشارع و قاموا بغلق الطريق تعبيرا منهم عن استيائهم من انقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة منذ نهاية الأسبوع الماضي.