الشباب المحتج يطالب بوتفليقة بإقالة الوالي ومدير سونلغاز تعيش منذ ليلة أمس جل بلديات ولاية الوادي الثلاثين على وقع الاحتجاجات العارمة المنتفضة ضد أزمة الانقطاعات المتكررة في التيار الكهربائي التي باتت تؤرق سكان المنطقة لتزامنها مع شهر الصيام وفصل الحرارة التي تجاوزت درجاتها 50 درجة مئوية وسادت مختلف الشوارع حالة من الغليان الشعبي والسخط الشباني كان وراء حرق مقر دائرة أميه ونسه وشاحنة بلدية البياضة ودخول الشباب في مواجهات مباشرة مع مصالح الأمن. شرارة الاحتجاجات تعود إلى ليلة أمس، حينما أفطر الآلاف من الصائمين على الشموع بعدما غاب التيار الكهربائي عن المساكن قبل الإفطار ولم يعد إلا بعد الساعة الحادية عشرة ليلا بعدما أدى الصائمون صلاة التراويح في الظلام، ما أجج مشاعر المواطنين وأغضب الشباب ودفعهم للخروج للشوارع مضرمين النيران في العجلات المطاطية، قاطعين بذلك جل بلديات الولاية والطرق الوطنية والولائية وأوقفوا حركة تنقل المركبات لرفع انشغالهم للسلطات الولائية التي وقفت عاجزة عن حل هذه الأزمة. الوضع المتردي تسبب في حدوث احتجاجات عدة في غالبية البلديات بحيث قطع سكان بلدية أميه ونسة الطريق الوطني، وهاجموا مقر الدائرة، أين أوقفوا العداد الكهربائي لمنزل رئيس الدائرة وأحرقوه وطالبوا رئيس الدائرة بمعايشة همومهم وتذوق طعم الانقطاع في الكهرباء وساد جوّ من الاحتقان بداخل الدائرة، بعدما هبّ عدد من الشباب لإشعال الدائرة بأكملها لولا تدخل مصالح الدرك الوطني وعقلاء هذه الجهة الذين طالبوا الشباب بالكف عن هذا التصرف والإبقاء على الاحتجاج السلمي لمظاهرتهم. كما عاشت بلديات تغزوت والرباح وقمار وحاسي خليفة والطريفاوي وجامعة والمغير أجواء من الاحتجاجات المماثلة وصلت حد حرق شباب بلدية البياضة لشاحنة البلدية، تعبيرا منهم عن رفضهم لهذه التصرفات من قبل مصالح سونلغاز بالوادي التي تعمد لقطع الكهرباء عنهم، في حين تستثني بلدية عاصمة الولاية خوفا من الفوضى العارمة بوسط المدينة، الأمر الذي اعتبره هؤلاء تمييزا فاضحا ولا يقبل العذر ”خاصة وأن هذا الأمر موقع بأمرية”، خاصة من قبل والي الولاية الذين اتهمه سكان البلديات النائية بممارسة التمييز في حق الولاية الواحدة بدلا من إيجاد حلول عاجلة لها”. وتسببت الاحتجاجات في حدوث مناوشات بين رجال الأمن والمحتجين في عدة بلديات، أهمها أميه ونسة والبياضة، أين تمكنت مصالح الأمن من محاصرة المؤسسات العمومية ومنع المحتجين من الوصول إليها، في حين عززت مصالح الأمن تواجدها قرب مؤسسات سونلغاز التي احتج بداخلها المئات من المواطنين وعبروا مباشرة للمسؤول الأول عن سونلغاز سخطهم حيال ما يحدث لهم من انقطاعات خاصة وأن الانقطاع ليس مرة واحدة بل لأكثر من 8 مرات وكل انقطاع مدته 50 دقيقة. وطالبت شريحة واسعة من الشباب المحتج رئيس الجمهورية بالتدخل وإقالة الوالي ومدير سونلغاز الذين اتهموهما برسم مخطط لمعاقبة البلديات النائية خاصة الشريط الحدودي أين عبر سكان بلديات الشريط الحدودي عن حيرتهم حيال توفر الكهرباء في المساكن التونسية القريبة منهم، في حين يحرمون منها في الجزائر رغم الإمكانيات المادية الضخمة التي تتمتع بها البلاد.