اقتنت وحدة ميلة لمؤسسة الجزائرية للمياه مؤخرا مجموعة هامة من المعدات تقدر قيمتها المالية ما بين 70 إلى 80 مليون دج حسب ما كشف عنه نهاية الأسبوع بميلة مدير الوحدة، وأكد المصدر خلال لقاء إعلامي بأن هذا العتاد الهام المتمثل في 6 معدات شحن و6 شاحنات وعدد آخر من الملحقات والتجهيزات سيسمح لفروع الوحدة عبر البلديات بتعزيز الخدمة المقدمة في الميدان على صعيد أداء تدخلات الأشغال والصيانة. ومن جهته أوضح إطار بمديرية الري بأن وحدة الجزائرية للمياه بولاية ميلة لم تعد خلال السنوات الأخيرة مجرد أداة تسيير وتوزيع للماء الصالح للشرب فحسب بل أضحت مؤسسة تدخل وإنجاز لتجسيد العديد من مشاريع الشبكات بالولاية، وتقوم الوحدة بتسيير توزيع مياه الشرب ب14بلدية بالولاية، فيما تجرى مفاوضات مع بلدية أخرى لم يكشف عنها قصد التكفل بتسيير قطاع الماء الصالح للشرب، وسجل المسؤول أن الأعمال الجارية على صعيد تجديد الشبكات وإزالة النقاط السوداء قلصت من نسبة التسربات المائية في شبكات التوزيع إلى 30 بالمائة بعدما كانت تقارب 50 بالمائة في السابق، وتشهد الولاية خلال السنوات الأخيرة من خلال استغلال سد «بني هارون» تحسنا كبيرا في ميدان توفير مياه الشرب ومن ذلك ما تسجله مدينتي «فرجيوة» و«الرواشد» حاليا على سبيل المثال من تموين يومي معتبر يناهز 16 ساعة، فيما جرى مؤخرا تجريب تموين مربع وسط مدينة ميلة بدون انقطاع، ومكن تشغيل سد «بني هارون» -حسب معطيات مديرية الري- من رفع معدلات التخصيص اليومي من المياه للفرد الواحد إلى مستوى 185 لترا بفضل ارتفاع الحصص المائية التي تستفيد منها 15 بلدية منها عاصمة الولاية من مياه سن «بني هارون» العملاق، ويصل حجم المياه التي تموّن هذه البلديات إلى إجمالي 55 ألف متر يوميا عن طريق محطتي المعالجة ل«وادي العثمانية» و«عين التين» التي استفادت مؤخرا من توسعة في قدرة معالجتها للمياه إذ بلغت حجم 64 ألف متر مكعب، علما أن طاقتها النظرية تناهز86 ألف متر مكعب، ومن جهة أخرى أكد مسؤول مصلحة بمديرية الري بأن جميع بلديات الولاية استفادت من إعداد دراسات تشخيص لشبكة توزيع المياه الصالحة للشرب بها تحسبا لتسجيل مشاريع تجديد برسم المخططات المقبلة بما يضمن مواجهة متطلبات زيادة القدرات المائية وسد العجز القائم في عدد آخر من البلديات التي لم تحظ بعد بحصة من مياه السد العملاق، وعلم من جهة أخرى أن ولاية قسنطينة تحصل حاليا على حصة يومية هائلة من مياه «بني هارون» تناهز 230 ألف متر مكعب انطلاقا من محطة معالجة المياه ب «وادي العثمانية»، وفيما بلغ منسوب مياه سد «بني هارون» حاليا مستوى 620 مليون متر مكعب، على صعيد آخر فإن منسوب سد «قروز» ارتفع مؤخرا إلى مستوى 14 مليون متر مكعب وذلك في سياق مخطط تعميره من جديد بينما تظل مختلف تجهيزات السد المذكور في حالة جيدة، علما أن هذه المنشأة الموجودة منذ نهاية الثمانينات كانت تموّن أصلا مدينة قسنطينة بمياه الشرب بقدرة حجز قوامها 45 مليون متر مكعب شهدت تسربات قوية خلال السنوات القليلة الماضية أدت إلى نفاذ كامل لمياهها ما استدعى خلال سنة 2007 لجوء الوكالة الوطنية للسدود والتحويلات لخبرات أجنبية مكنت لاحقا من معالجة بؤر التسربات وإعادة ملء السد المذكور بدءا من السنة الجارية.