20 ألف هكتار مستها الحرائق والولاياتالشرقية والوسطى الأكثر تضررا كشف المدير العام للغابات محمد الصغير نوّال أن مصالح الغابات والحماية المدنية تكافح في الوقت الحالي لإخماد 115 بؤرة حريق عبر مختلف الولايات، وأكّد أن الحرائق مست حتى الآن 20 ألف هكتار عبر الوطن مرجعا السبب الرئيس لها لموجة الحر الاستثنائي التي تميز صائفة هذا العام، من جهته أكد الرائد عاشور فاروق أن الحماية المدنية جندت حاليا 14 ألف عون لإخماد مختلف الحرائق المسجلة فضلا عن إمكانيات مادية ضخمة. رفض المدير العام للغابات محمد الصغير نوال أمس وصف الوضعية الحالية بمختلف المناطق التي مستها الحرائق "بالكارثية" وقال خلال استضافته في منتدى جريدة "المجاهد" أن البلاد الآن في "الوضعية العادية" في هذا المجال، كاشفا في حصيلة مؤقتة أن الحرائق مست حتى الآن 20 ألف هكتار عبر مختلف ربوع الوطن ولم تلتهمها بالكامل، خاصة في الولاياتالشرقية والوسطى. وبالنسبة للمتحدث فإن 20 ألف هكتار تعتبر عادية سواء بالنسبة للجزائر أو مقارنة بدول أخرى مست فيها الحرائق مئات الآلاف من الهكتارات، وحتى في الجزائر مست الحرائق سنتي 1983 و 1993 على سبيل المثال أكثر من 200 ألف هكتار، وبناء على هذه المعطيات يعتبر المتحدث أن الوضعية غير "كارثية" كما يروج لذلك البعض بل هي "وضعية عادية" تسجل كل عام. وكشف محمد الصغير نوال أن مصالح الغابات وفرق الحماية المدنية تكافح في الوقت الحالي لإخماد 115 بؤرة حريق عبر مختلف ولايات الوطن، وقد جندت لذلك إمكانات مادية معتبرة وبالتعاون مع المواطنين وهيئات المجتمع المدني، وأشار في هذا الصدد أن اغلب الحرائق سجلت في الولاياتالشرقية ( جيجل، سكيكدة، قالمة، سوق أهراسخنشلة...) وكذا في ولايات الوسط (البليدة، المدية، عين الدفلى، تيزي وزو بجاية) أما المنطقة الغربية فلم تسجل بها سوى حرائق في ولاية سيدي بلعباس وبدرجة اقل في ولاية تلمسان، موضحا انه من أصل 20 ألف هكتار التي مستها الحرائق 15 ألف منها غابات والباقي جبال.من جهته قال الرائد عاشور فاروق المكلف بالإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية خلال ذات الندوة أن هذه الأخيرة جندت 14 ألف عون لإخماد الحرائق في مختلف الولايات فضلا عن 22 رتلا متحركا، وهذه الارتال أو الطوابير المتحركة مكونة خصيصا في مجال إخماد الحرائق، وكل طابور منها يتكون من 66 عونا. واعتبر هو الآخر أن الوضعية عادية وان موجة الحرارة الاستثنائية هي التي زادت من نسبة الحرائق، وان اغلب الحرائق تمت السيطرة عليها في الآجال المحددة، وفي رده عن سؤال متعلق بعدم لجوء الحماية المدنية عندنا للطائرات المخصصة في إخماد الحرائق كما هو معمول به في مختلف الدول أوضح الرائد عاشور فاروق انه بعد دارسة جغرافية للسطح عندنا تبين انه غير ملائم لعمل هذا النوع من الطائرات، فضلا عن أن الطائرات المخصصة لإخماد الحرائق مكلفة من حيث السعر أولا، ومن حيث الصيانة ثانيا، فضلا عن كونها تتطلب طيارين على درجة كبيرة من المهارة، وهي في نهاية المطاف تخفف من حدة الحرائق ولا تخمدها بصفة نهائية ما يعني أنها قد تعود للاشتعال بعد ساعتين إذا لم تخمد نهائيا.قال انه كتقني في هذا المجال يرى أن السيطرة على أي حريق لابد أن يكون على الأرض، وبناء على ما سبق ذكره فضلت الحماية المدنية عندنا اللجوء للطائرات العمودية لأنها الأكثر نجاعة، وتحدث عن تسلم دفعة من ثلاث طائرات وهناك دفعة أخرى بنفس العدد في طريق الاستلام، سعة كل واحدة من هذه الحوامات 2500 لتر من الماء. وبالنسبة للمدير العام للغابات فإن الإستراتيجية التي تعتمدها مصالح المديرية العامة هي التدخل المباشر في الوقت المناسب لإخماد الحرائق بالاعتماد على الإمكانات الموضوعة تحت تصرف مصالح الغابات والحماية المدنية، أما في ميدان الوقاية فقد تحدث محمد الصغير نوال عن برنامج لحماية المساحات الغابية الحساسة، والذي تم تجسيد 60 بالمائة منه حتى الآن وهو يقوم على فتح طرق ودهاليز عبر مختلف الغابات وتنظيفها من الأعشاب وغيرها، و تحدث في هذا السياق عن خلق 2500 نقطة ماء وتوفير 450 سيارة مخصصة لذلك. و حسب المدير العام للغابات فإن مصالحه والحماية المدنية ينسقان في هذا المجال مع الوكالة الجزائرية للفضاء، هذه الأخيرة أكدت لهما أن نسبة 50 إلى 55 بالمائة من المناطق التي تتعرض للحرائق يتجدد فيها الغطاء النباتي في العام الموالي للحريق.وشدد كلا من المدير العام للغابات وممثل الحماية المدنية على الدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه المواطن في الحد من الحرائق وانتشارها بالتبليغ عنها في الوقت المناسب والتحسيس من مخاطرها، أما عن التحقيق في أسبابها فقد أوضح المسؤول الأول عن قطاع الغابات أن ذلك من اختصاص فرق الدرك الوطني التي تفتح تحقيقا بعد كل حريق، لكنه قال أن نسبة الحرائق المتعمدة ضئيل جدا وان الإهمال واللامبالاة هي السبب الرئيس، أما الحصيلة النهائية للحرائق فستعرف في نوفمبر المقبل بعد غلق الحملة في 31 أكتوبر.