أرجع محمد الصغير نوال، المدير العام للغابات، أسباب الحرائق التي أدت إلى إتلاف مساحات واسعة من الغابات عبر مختلف الوطن الصيف الجاري، إلى موجة الحر الشديدة التي تشهدها البلاد هذه السنة مقارنة بالسنوات الماضية والتي وصفها بغير العادية، وارتفاع معدلاتها باستمرار دون انخفاض أو تراجع. وأكد محمد الصغير نوال خلال ندوة صحفية نشطها أمس، بمقر جريدة المجاهد، حول مكافحة حرائق الغابات، أن الحرائق التي مست الغابات بمختلف مناطق الوطن عادية مقارنة بالبلدان الأخرى على غرار اسبانيا، في حين أن الأمر غير العادي السنة الجارية هو ارتفاع معدلات الحرارة منذ 17 ماي المنصرم، وبقائها مستمرة، مشيرا إلى إتلاف 20 ألف هكتار من الغابات، من أكثر من 4.7 مليون هكتار في الجزائر منذ بداية الصيف الجاري، مضيفا إلى أن الولايات التي كانت عرضة لانتشار الحرائق بكثرة في المنطقة الشرقية على غرار سكيكدة، بجاية، جيجل، قالمة وسوق أهراس وبالمناطق الوسطى بكل من بجاية تيزي وزو، البويرة، في حين عرفت بالمنطقة الغربية سيدي بلعباس وتلمسان نشوب بعض الحرائق. وأفاد المسؤول ذاته، أن مساحة الغابات التي أدت إلى إتلافها الحرائق المسجلة، هي مقسمة بين 15 ألف هكتار من الغابات، و5 آلاف هكتار من الأراضي الفلاحية، مشيرا أن هذه الغابات ما بين 50 إلى 55 بالمائة ستعود لحالتها الطبيعية الأولى، مضيفا أنه تم تسجيل 115 حريق نشب أمس بمناطق مختلفة من الوطن، وأن مصالحة بالتعاون مع فرق الحماية المدنية والسلطات المحلية والمواطنين تجند لإخمادها حتى لا تتوسع أكثر. وذكر نوال أنه تم تجنيد 14 ألف عون بالتنسيق بين المديرية العامة للغابات والحماية المدنية، وتكوينهم تكوينا خاصا لمكافحة الحرائق إلى جانب توفير 22 وحدة متنقلة للتدخل متخصصة في مكافحة حرائق الغابات تتكون من ثمانية شاحنات تضم صهاريج مختلفة الأحجام لضخ المياه وسيارات ذات الدفع الرباعي ووسائل تدخل أخرى بالإضافة إلى الطاقم البشري الذي يضم 66 عون تدخل، تضاف إلى الفرق الثابتة على المستوى الوطني. وأوضح نوال، أن مصالح الدرك الوطني تفتح دائما تحقيقا عن الأسباب أو المتسببين في نشوب أي حريق، وفي حالة ثبوت أي حالة من الحالات المتعمدة فإن المتهم سيدخل السجن، مؤكدا أن أغلب الحرائق هي نتيجة تصرفات غير متعمدة وطائشة. وفي الكلمة التي أحيلت إليه، أكد الرائد عاشور فاروق، المكلف بالإعلام والاتصال بالمديرية العامة للحماية المدنية، أن الطائرات المستعملة لدى بعض الدول في إطفاء الحرائق لم يتم إدراجها في العمليات لأن تكلفتها باهضة وتتطلب صيانة دائمة، كما أن الدراسة أثبتت أنها والمروحيات ليست بفاعلية التدخل المباشر، حيث لا يمكن إخماد حريق بهاتين الوسيلتين فقط، وأشار إلى أن الطيارين قد استفادوا من التكوين لقيادة 6 مروحيات تم اقتناؤها مؤخرا للقيام بمختلف عمليات التدخل، 3 حاليا تقوم بعملها والأخرى ستكون جاهزة في أقرب الآجال. زينب.ب