أتلفت الحرائق التي شبت هذه الصائفة 20 ألف هكتار من الغابات والجبال، حسبما أكده السيد نوال محمد الصغير المدير العام للغابات، الذي دق ناقوس الخطر حيال درجة الحرارة المرتفعة التي تعرفها ولايات الوطن والتي كانت سببا رئيسيا في اندلاع هذه الحرائق. وأضاف المتحدث أن هذه الحرائق التي شهدتها 18 ولاية من الوطن مست 15 ألف هكتار من الغابات و5 هكتارات من الأحراش. علما أن الولايات الأكثر تضررا منها هي تيزي وزو، بجاية، سيدي بلعباس، جيجل، المدية، الشلف، عين الدفلى، سكيكدة وقالمة. وأوضح السيد نوال أن درجة الحرارة التي سجلت في الأيام الأخيرة كانت غير عادية، بحيث عرفت ارتفاعا ملحوظا استقر لعدة أيام في درجات جد عالية مما تسبب في نشوب عدد كبير من هذه الحرائق. وبالرغم من كثرة الحرائق هذه السنة مقارنة بالسنوات الماضية إلا أن حجم الخسائر كان أقل بفضل التدخل السريع وسرعة التحكم في هذه الحرائق وإخمادها قبل اتساع ألسنتها لتمس مساحات أكبر من تلك التي مستها -يضيف السيد نوال- في ندوة نظمتها جريدة "المجاهد" أمس. وفي هذا السياق، أشار المسؤول إلى أن 50 بالمائة من المساحات المحروقة لم تتلف بنسبة 100 بالمائة ومن الممكن تجديدها وإعادة غرس أشجار فيها من جديد. ومن المنتظر أن يتم اتخاذ التدابير اللازمة لإصلاح المساحات المحروقة الممكن إصلاحها من خلال إعادة التشجير، كما أكد المتحدث وجود مشروع لتوسيع عمليات غرس الأشجار مستقبلا لتصل إلى حدود 100 ألف هكتار سنويا، وهي العملية التي تهدف إلى حماية الأرض ومحاربة ظاهرة انفجار التربة. من جهة أخرى، ذكر السيد نوال بأن مصالح الدرك الوطني فتحت تحقيقات للكشف عن أسباب هذه الحرائق التي أتت على مساحات غابية وجبلية مهمة، لمعرفة إن كان العامل البشري وراءها. مضيفا في نفس السياق أن أغلب هذه الحرائق نشبت بسبب حوادث ولم تكن مقصودة. وفي معرض حديثه أكد المسؤول أن السلطات سخرت كل الإمكانيات الضرورية والوسائل المادية والبشرية التي تضمن التدخل السريع لإخماد الحرائق في الوقت اللازم قبل أن تشتد حدتها وتصعب عملية التحكم فيها. ومن جهته، أضاف الرائد عاشور فاروق المكلف بالاتصال بالمديرية العامة للحماية المدنية في رده على سؤال تعلق باحتمال إخماد الحرائق بواسطة الطائرات والمروحيات، أن هذه العملية تتطلب إمكانيات ضخمة كما تتطلب وجود طيارين ذوي خبرة طويلة جدا في الميدان لأن عملية إطفاء النار صعبة ولا تتطلب التحكم في قيادة المروحية فقط، كما أوضح أنه لا يمكن استخدام المروحية في إخماد الحرائق عندما تكون شديدة الالتهاب لأن هذا قد يشكل خطرا على المروحية في حد ذاتها، مشيرا إلى أن إخماد النار بالمروحيات يجب أن يكون في اللحظات الأولى لاندلاعها قبل أن تنتشر ألسنتها وإلا فإن العملية تصبح مستحيلة.