الشروع في جني التمور يخفض الأسعار إلى ما دون 100دج وداء بوفروة يهدد الإنتاج شرع منتجو التمور بمختلف المناطق الغابية بولاية بسكرة هذه الأيام في عملية جني التمور الطرية على غرار الغرس وما شابهه عن طريق انتقاء الناضج منها وتسويقه عبر نقاط البيع ،وفي هذا السياق سجلت أسعار البيع انخفاضا محسوسا مقارنة بالأيام الماضية بحيث تأرجح سعر الكلغ الواحد بين80 إلى 100 دج . وفي سياق متصل تسببت الحرارة الشديدة ،التي تشهدها ولاية بسكرة منذ مطلع الصيف الجاري والتي فاقت كل التوقعات بعد أن بلغ المؤشر الحراري أحيانا سقف 50 درجة تحت الظل، في الانتشار الواسع لداء بوفروة عبر معظم غابات النخيل بالجهة الشرقية للولاية على غرار منطقة سيدي عقبة وما جاورها . و هو ما أثار حالة من القلق والتوتر في أوساط منتجي التمور جراء تخوفهم من الكوارث الكبيرة التي يسببها الداء المذكور على مختلف أنواع التمور بعد أن يتسبب في إتلافها بالكامل خصوصا وأنه ظهر هذا الموسم مبكرا ومس العديد من المناطق الغابية . ويضاف لهذا التخوف حسب تأكيدات الكثير من المتضررين انعدام وسائل مكافحته بسبب تردى الأوضاع المادية لمعظم المنتجين وحتى وإن توفرت فهي مستعملة بطرق بدائية تتمثل في خليط من مادة الكبريت أثبت ميدانيا عدم فعاليته في الحد من زحف الداء الخطير خاصة وأن جميع الظروف مساعدة على انتشاره على غرار استمرار موجة الحر وانعدام التساقطات المطرية ،بحيث يهاجم المنتوج حتى قبل بداية نضجه ينسج حوله شبكة عنكبوتية تؤثر بشكل سلبي على نوعيته وتقلص من فرص تسويقه داخل وخارج الوطن مما يستوجب حسبهم تدخل الجهات الوصية والقيام بطرق المعالجة العصرية لحماية باقي المنتوج من التلف الذي يتهدده . مع العلم أن كل المؤشرات توحي بإنتاج وفير هذا الموسم لمختلف الأصناف مقارنة بالعام الماضي . ولتجنب أضرار هذا النوع من الطفيليات الذي أكد بشأنه أحد المنتجين أن تأخر حملة محاربته هذا الموسم جراء عدة عوامل ساعدت على انتشاره بشكل كبير إضافة إلى العوامل السابقة لا يمنع من اتخاذ بعض التدابير الوقائية منها التنظيف الكلي للنخيل ومحيطاتها المجاورة وإبادة جميع الأعشاب الضارة المسببة للطفيليات والعلاج الوقائي للزراعة الحقلية ، التي قد تساهم في انتشار الداء مع الاحتفاظ بتربة نظيفة بدون نفايات نباتية ما قد يحول دون انتشار الداء بشكل كبير ضمانا لنوعية أفضل. وفي سياق متصل يشكو ذات المنتجين من تفاقم ندرة مياه السقي بعد أن أصبحت كميات المياه المخزنة بسد فم الغرزة غير كافية خلال حملات السقي جراء التراجع الكبير في منسوب مياه الأودية والأمطار والتوسع الكبير في المحيطات الفلاحية المخصصة لزراعة النخيل بطريقة عشوائية دون الاعتماد على دراسة تقنية واقتصادية كفيلة بنجاح زراعة النخيل ورغم توفر عدد من المناقب والآبار المخصصة للسقي إلا أنها تبقى بعيدة عن تجسيد طموحات المنتجين ما لم يتم استغلالها بطرق عقلانية وأتباع الطرق الحديثة في مجال السقي الفلاحي . ع-بوسنة