النهضة تتحدى المرزوقي وتقول أنها ستحكم تونس لسنوات طويلة صرح وزير الخارجية في الحكومة التونسية المؤقتة رفيق عبد السلام، أن حركة "النهضة الإسلامية" برئاسة الشيخ راشد الغنوشي ستستمر في حكم تونس لسنوات طويلة قادمة. في رد صريح على الرئيس منصف المرزوقي الذي اتهم الحركة بمحاولة السيطرة على مفاصل الدولة. واعتبر ذات المسؤول في تصريح نقلته وكالة الأنباء التونسية الرسمية مساء أول أمس أن الشعب التونسي "سيفوض حزب حركة النهضة للحكم من خلال انتخابات حرة ونزيهة"، وأضاف رفيق عبد السلام وهو صهر الشيخ راشد الغنوشي أن" الحكومة الحالية التي تستمد شرعيتها من الإرادة الشعبية ستستمر في الحكم لسنوات طويلة قادمة"، وأنها "تعد الأقوى في تاريخ تونس الحديث بعد الاستقلال" لأنها بنت شرعيتها حسبه من خلال الانتخابات وصناديق الإقتراع، وقال أنها تمتلك ما يكفي "لتسريع نسق الإصلاحات وتحقيق أهداف الثورة". وكان الرئيس المرزوقي قد اطلق تصريحات يوم الجمعة قال فيها أن حركة النهضة تحاول السيطرة على مختلف دواليب الدولة، وان ممارساتها لا تختلف عن ممارسات النظام البائد. منتقدا إصرار النهضة على إقرار نظام برلماني يرى فيه الرئيس المؤقت انه سعي إلى تكريس حكم النهضة. ويؤشر هذا التراشق غلى بداية نهاية التىلف بين الحركة الإسلامية والرئيس العلماني. من جهة أخرى، أدانت وزارة الثقافة التونسية في بيان لها أمس، اعتداء متشددين اسلاميين بالعنف على شاعر معروف هو محمد الصغير أولاد أحمد، وقالت أن وزير الثقافة مهدي مبروك قد بادر بالاتصال بالمعني بالأمر للاطمئنان عليه، معتبرة أن الاعتداء يعد "تواصلا للتجاوزات المقترفة في حق المثقفين والمبدعين في تونس"، ودعت الجهات الأمنية المختصة إلى الاضطلاع بدورها في حماية هؤلاء ومحاسبة المعتدين . وكان الشاعر المذكور قد تعرّض إلى اعتداء نهاية الأسبوع الماضي على خلفية مشاركته في برنامج بتلفزيون "التونسية" والذي انتقد فيه المتشددين الدينيين في تونس. وقد تنامت في الفترة الأخيرة اعتداءات جماعات متشددة على مثقفين وعلى تظاهرات ثقافية في تونس، ففي 16 أوت الجاري، هاجم 200 منهم مسلحين بالسيوف والهراوات والحجارة مهرجان "نصرة الأقصى" بمدينة بنرزت (شمال) احتجاجا على حضور المعتقل اللبناني السابق في اسرائيل سمير القنطار الذي اتهمهوه بتأييد نظام الرئيس السوري بشار الأسد ما أسفر عن إصابة أربعة أشخاص بينهم ضابط أمن، كما منع متشددون بتاريخ 15 أوت فرقة موسيقية ايرانية من تقديم عرض في اختتام المهرجان الدولي للموسيقى الصوفية والروحية بولاية القيروانبدعوى ان الفرقة شيعية، وفي 14 من ذات الشهر منع متشددون في منزل بورقيبة بولاية بنزرت عرضا مسرحيا للممثل الكوميدي التونسي لطفي العبدلي بذريعة استهزائه بالدين. وكانت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، قد حذّرت من أن هذه المجموعات المتشددة تحاول حسبها "نشر الرعب وتعنف ماديا ومعنويا النساء والمثقفين والصحافيين والمبدعين والنقابيين والسياسيين ومناضلي حقوق الإنسان"، مشيرة إلى أنها "تعتدي على الحرية الاكاديمية وعلى المؤسسات التربوية ودور العبادة ومقرات النقابات والأحزاب السياسية مع ما رافق ذلك من توظيف للدين وتكفير للمواطنين وتخوينهم" .