بلخادم يدافع عن مشاركةالآفلان في "سانت ايجيديو" ويرفض "النبش في الجراح" فضّل أمس الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم عدم النبش في الجراح والعودة إلى ماضي العشرية السوداء، فيما اصطلح عليه بقضية السجال الحاد والصراع المحتدم بينه وبين وزير الدفاع الأسبق اللواء المتقاعد خالد نزار، مرجعا تحفظه الى تمسكه بمبادئ المصالحة الوطنية التي جنبت الجزائر حسب قوله مزيدا من الفتنة بعد عشرية كاملة من "التناحر والتقاتل والتنابز"، مكتفيا بإعطاء تلميحات عن هذه القضية من منطلق الدفاع عن الآفلان . ولدى إشرافه على فعاليات الندوة الجهوية التكوينية للشباب المقامة بولاية برج بوعريريج ، دافع بلخادم عن خيارات الحزب وقناعاته خلال فترة التسعينات من القرن الماضي وفيما يتعلق بقضية ندوة "سانت ايجيدو" على وجه الخصوص، مجددا قناعته بدعم ذلك الخيار دون تردد، وقبل الحديث عن تلك الفترة أوضح أنه مجبر على الرد لما لمسه من تهجم على الآفلان الذي يعد حسبه ضامنا لاستقرار الوطن زيادة على رصيده التاريخي في تحرير وإعمار الوطن، و اكتفى بشرح القضية دون ذكر اسم اللواء المتقاعد خالد نزار، مضيفا أنه لم يتكلم في هذه القضية ليلوم أو يعاتب هذا أو ذاك وإنما للدفاع عن حزب الآفلان . وتحدث بلخادم عن قضية سانت ايجيدو في خطاب طويل لمناضلي الحزب من الشباب المشارك في الندوة الجهوية، أين تطرق لقضية مشاركة الآفلان في اجتماع "سانت ايجيديو" وهي منظمة غير حكومية تدور في فلك الفاتيكان، وأوضح في هذا الشأن أن البلاد كانت خلال سنوات التسعينات تعاني من محنة الدمار والإرهاب "التي لا يمكن أن يتمناها أحد للعدو" انتهت فصولها بمجيء رئيس الجمهورية الذي أقر قانون المصالحة الوطنية والتف الشعب من حوله مضيفا "لذلك لا بد من الحفاظ على هذا المكسب وعدم النبش في جراح الماضي"، موضحا أن تلك الفترة كانت فيها جملة من الطروحات للخروج من الأزمة منها طرح "الكل الأمني" الداعي إلى المواجهة والاستئصال، و طرح آخر يدعو إلى تدعيم الطرح الأمني بالطرح السياسي للخروج من الأزمة، وذلك بغية وقف اراقة الدماء والحفاظ على تماسك وصون وحدة الشعب"، وقال أنه في تلك الفترة هناك من رأى من قيادات الأحزاب بما فيها حزب الآفلان ضرورة إيجاد حل سياسي يصاحب الحلول الأمنية، بمن فيهم الأمين العام الأسبق لحزب الآفلان عبد الحميد مهري وجبهة القوى الاشتراكية وحركة النهضة وحزب العمال وغيرها من الفعاليات السياسية والشخصيات الوطنية منهم الرئيس الأسبق أحمد بن بلة الذين رأوا ضرورة للمبادرة السياسية، مشيرا إلى أنه لم يكن ضمن الشخصيات التي حضرت الاجتماع لكنه كان موافقا على الطرح ولازال على نفس القناعة لأن الهدف بحسبههو "عدم اراقة مزيد من الدماء وحل بعيد عن التناحر والتقاتل وتوسيع الهوة بين الجزائريين" . وتطرق بلخادم إلى ما لحق بالقيادات المشاركة في تلك الفترة من إتهامات بالخيانة لقبولهم التحاور بمهد الكنيسة والصليب، مردفا بالقول "هل هؤلاء القادة التاريخيين للبلاد ذهبوا لأجل الصليب وخيانة الوطن"،مضيفا أن"المسؤول قد يكون صبورا لكن لا ينبغي السكوت عن مثل تلك الاتهامات في وقت كان لكل أحد اجتهاد خلال تلك الفترة وقد يكون هذا الاجتهاد صائب فليس بالضرورة أن يكون من يخالفك الرأي عدوا لك أو خصمك" . وفي سياق متصل بالتحضير للانتخابات المقبلة أكد بلخادم على تمكين المنتخبين المقبولين شعبيا من تجديد الثقة فيهم للترشح وخوض غمار الانتخابات المحلية المقبلة، أما المطعون في نزاهتهم وتسييرهم فسيتم التخلي عنهم واقصائهم من الترشح للاستفادة من طاقات وقدرات بقية المناضلين من الشباب، مؤكدا على حرصه إلى جانب أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية إلى التعويل على عنصر الشباب في قوائم المحليات المقبلة، داعيا بالمقابل من ذلك الشباب الى عدم التسرع والتأني في تولي المسؤوليات حتى بلوغ مرحلة من النضج والاقتدار على تحمل المسؤولية، ومجددا قناعته بأن الآفلان لازال القوة السياسية الأولى بإرادة الشعب، مستدلا في ذلك بحضور 1500 شاب في الندوة الجهوية التي ضمت مناضلين من 19 ولاية وأشرفت عليها محافظة الآفلان بالبرج، كما تطرق لما وصفه بالإدعاءات التي تقول أن الحزب يعيش في أزمة وقد فقد مصداقيته مفنّدا إياها ومشيرا إلى وجود جماعات ترغب في استعمال الحزب لأغراض شخصية "ترضى اذا أعطيت وتغضب اذا منعت" . ع/بوعبدالله