"أطراف حاولت الإيقاع بيني وبين المرحوم كاتشو و تصالحنا قبيل رحيله" استعاد الفنان ماسينيسا ذكرياته مع الفنان الراحل "كاتشو"، و أسر للنصر كيف أنهما تصالحا أياما قليلة قبل رحيله، معترفا بأن ثمة أطرافا حاولت التفريق بينهما بزرع الفتنة و البغض. حاوره: رمزي/ت بداية ما سر الغياب الطويل للفنان ماسينيسا؟ -لا يوجد سر في غيابي عن الساحة، فماسينيسا على غرار كل الفنانين الجزائريين لديهم فترة للظهور ثم يختفون، وذلك لأسباب يعرفها الجميع والمرتبطة بالقائمين على الثقافة والفن والذين يربطون هذه الأنشطة بمواعيد وفترات محددة، حيث شارك في الفترة الأخيرة في عدة مهرجانات على غرار مهرجان جميلة الذي أقيم بمدينة سطيف و إلتقيت مع جمهوري هناك، وما عدا ذلك فإن الفنان يلتقي بمحبيه أيضا عبر الأعراس والحفلات الخاصة. كيف تقيم واقع الاغنية الشاوية في الفترة الراهنة؟ -تقييم واقع الأغنية الشاوية لا ينحصر في بضع كلمات أو جمل، فالأمر يحتاج إلى دراسة وتعمق كبيرين من قبل أهل الاختصاص سواء الفنانين أو أهل هذا الفن العريق المتجذر في عمق التراث والحضارة الجزائرية، وحوصلة صغيرة يمكن القول بأن واقع الأغنية الشاوية بات يسير نحو الهاوية والاندثار، وذلك بسبب ابتعاد الفنانين عن التراث وتأثرهم بالتقليد الأعمى والسرقات الفنية التي تحدث دائما، وبالتالي فإن الاجتهاد غائب ما جعل هذا الفن يسقط في الرداءة والتكرار وجعله يتراجع. لكن سنوات مضت، عاشت الأغنية الشاوية قمة مجدها؟ -نعم، فلقد عاشت الأغنية الشاوية سنوات مجدها في التسعينات، أين كان الجميع يعرف الأغاني والمغنيين الشاوية، حيث انتظمت العديد من المهرجانات و وصل ذيع وصيت التراث الشاوي حتى خارج حدود الوطن، لكن حاليا باتت في تقهقر مستمر للأسباب التي يعرفها الجميع، حيث غاب الإبداع وباتت الرداءة السمة المميزة لهذا الطابع الغنائي، مما يتطلب نهضة حقيقة من أجل نفض الغبار عن هذا التراث العريق. في رأيك، ما سبب هذا التراجع الرهيب للأغنية الشاوية؟ -يمكن القول بأن القائمين على الفن الشاوي هم المتسببون في تراجعها، فمقارنة بأغنية الراي أو الطابع القبائلي فإن هذين الأخيرين حققا خطوات عملاقة سواء من ناحية الانتشار أو التطور، رغم أن الأغنية الشاوية كانت السباقة في ذلك. رحيل الفنان كاتشو ترك فراغا رهيبا في الساحة الفنية؟ -بطبيعة الحال، فالفنان كاتشو رحمه الله ترك رصيدا كبيرا في الأغنية الشاوية و ارتقى بها أيضا، لكن القدر اختطفه منا في عز تألقه، وعلى كل لا يسعنا في هذا المقام إلا أن نترّحم عليه و ندعو أن يتغمد الله روحه برحمته الواسعة، وعلينا الاستفادة من الرصيد الثري الذي تركه. ما طبيعة العلاقة التي كانت تجمع بينكما؟ -هي علاقة أخوة وزمالة بحكم أننا كنا نؤدي نفس الطابع الغنائي، لكن ذلك لم يمنع بعض الأطراف التي حاولت زرع الفتنة والبغض بيننا، الأمر الذي استنكرته وكنت له بالمرصاد، وعلى ذكر ذلك دعني أكشف لكم، بأن المرحوم كان يدرك بأن أجله اقترب، حيث قبل رحيله عنا بأيام قليلة، التقينا في حفلة أقيمت بمدينة مرسيليا فخصني باستقبال أخوي حار جدا وبقي يحضنني للحظات و لا أنكر بأنه فاجأني جدا بتصرّفه الذي لم أفهمه إلا بعد رحيله رحمه الله. ما جديد ماسينيسا؟ - أحضر لطرح ألبوم غنائي سجلته في وقت سابق يضم ثماني أغاني عنوانه "سيزيك نلا" (من بكري موجودين) يحكي التاريخ الأمازيغي منذ القديم ، و هذا نوع جديد أقدمه للمرة الأولى و أتمنى أن ينال إعجاب الجمهور. كما أعكف حاليا على تحضير تصوير كليب لأغنية "ماشينة" التي ستعرض على القنوات التلفزيونية الخاصة، وهي أغنية اجتماعية بكلمات مؤثرة وألحان جميلة. في الأخير ماذا تقول لجمهورك؟ - أتمنى أن ينال ألبومي الجديد بطابعه الجديد إعجابه لأنني أرغب في التميز وإعطاء دفع جديد للأغنية الشاوية.