والد ضحية " سبينا بيفيدا " يستنجد بالقراء لمساعدته في إجراء عملية جراحية لها مستعجلة الطفلة بوعافية دنيا رحاب في العامين من عمرها ، ضحية أخرى من ضحايا « سبينا بيفيدا» الذي عجز أطباؤنا عن علاجه ، وقد تلقى والدها العامل البسيط بالسكة الحديدية فرصة أمل في استعادة عافيتها على يد الطبيب الجزائري المقيم بالولاياتالمتحدةالأمريكية عزالدين اسطمبولي ، الذي وافق على إجراء عملية جراحية لها هذا الشهر ، وضمها إلى وفد الأطفال القادمين من الجزائر إلى تونس ، ضمن عملية خيرية لجمعية مغاربية أمريكية للصحة، أطلقت حملة تبرع واسعة بفرجينيا للتكفل بعلاجهم ، تتطلب من عائلتها دفع مبلغ 3000 دولار بما يعادل 30 مليون سنتيم ، تكاليف إقامتها بتونس . يقول والدها الذي حضر إلى مقرنا يوم السبت الماضي يحمل معه قصاصة من صحيفتنا لعدد يوم الخميس 30 أوت ، بأنه كان في طريقه إلى مكان عمله ، لكن نداء داخليا ألح عليه بأن يعود أدراجه إلى غاية كشك بيع الجرائد الذي تركه خلفه ، وامتدت يده إلى « النصر » ليطالع ما جاء فيها ، فتسمرت عيناه على خبر الجمعية الخيرية المغاربية الأمريكية التي برمجت عدة عمليات جراحية لفائدة أطفال «سبينا بفيدا» هذا الشهر بتونس ، فقال في قرارة نفسه « إنها مشيئة الله التي جعلتني أعود لكشك بيع الجرائد واستعادة الأمل في شفاء طفلتي بعد رحلة علاج طويلة يئست فيها من تخلصها من هذا الورم » وراح يردد « هذا ما أريده». وبعد اتصاله برئيسها على رقم الهاتف الذي قدمناه له ، رجع إلينا مرة أخرى يحمل معه هذه المرة طفلته الصغيرة بدلا من الاكتفاء بصورها فقط ، لنرى بأنفسنا حالتها ، يطلب نشر ندائه للقراء من الخيرين وأهل البر لمساعدته في جمع المبلغ المذكور في أقرب فرصة ، لتكون صغيرته رحاب ضمن المستفيدين من هذه العملية الخيرية المقرر إجراؤها ابتداء من 15 سبتمبر القادم بتونس ، بعد حصوله على موافقة رئيس الجمعية الخيرية المغاربية الأمريكية عزالدين اسطامبولي. والدتها الماكثة بالبيت ، التي حضرت إلى مقر الجريدة مع ابنتها أكدت بأنها تابعت حملها منذ الشهر الأول لدى طبيب نساء مختص مشهور ببلدية ديديوش مراد ، إلى أ ن وضعت حملها عن طريق عملية قيصرية بالمستشفى الجامعي بن باديس بقسنطينة. وقد صدمت ب « الحبة » خلف ظهرها ، لكن الطاقم الذي أشرف على ولادتها طمأنها بأنه لا خوف من ذلك ، وهو أمر عادي « نورمال» ولا أحد منهم نصحها بمراجعة الطبيب بعد مغادرتها المستشفى. لكنها عرفت بعد عرض حالتها على العديد من الأطباء فيما بعد ، بأن رضيعتها تحتاج إلى عملية جراحية لاستئصال هذا الورم الذي بدأ يكبر معها ، و أن طبيبها الذي تابع حملها ووصف لها دواء « الأسبيجيك» وأدوية أخرى لعلاج إصابتها بفقر الدم التي كانت تعاني منها في فترة وحمها، أهمل إعطاءها دواء «حمض الفوليك» الذي أصبح لزاما على النساء الحوامل تعاطيه في الأشهر الأولى لتفادي تشوه العمود الفقري الذي انتشر ببلادنا في السنوات الأخيرة بشكل مخيف ،خاصة بالولاياتالشرقية. و في رحلة البحث عن علاج لطفلتها أخبرهم أطباء بالقطاع العمومي بأن عليها أن تنتظر بلوغها العام الثالث لإخضاعها لعملية جراحية ، وذلك إلى غاية أن تلتئم الفجوة وتصبح الطفلة قادرة على التحكم في عملية التبول ، فيما تفاجأ طبيب بالمنظر الجميل بمدينة قسنطينة كما أخبرتنا والدتها من تأخر هذه العملية التي يفترض إخضاعها لها بعد ولادتها مباشرة ، و لامهم على تركها بدون علاج . ورحلة الفحوصات الطويلة قادتهم إلى مستشفى زميرلي بالحراش ، حيث وافق طاقمها الطبي على استئصال ورمها ، وبرمجت بمعدل 6 مرات لدخول قسم العمليات الجراحية ، آخرها في شهر ماي الماضي فقط ، مكثت به لمدة ثلاثة أيام وغادرته بدعوى وجود عدوى ميكروب بالمستشفى ، وتقديم موعد آخر لها في شهر سبتمبر الجاري. والصغيرة رحاب التي كانت تقف على قدميها ، أصبحت تكتفي بالوقوف على ركيتيها بعد الإعوجاج الذي أصابهما ، وتبكي وتصرخ اليوم من أي شخص غريب تراه خوفا من أن يلمس ظهرها لما خضعت له من فحوص مؤلمة على يد العديد من أصحاب المآزر البيضاء ، وكل أمل والديها أن يصل نداؤهما إلى أصحاب البر والإحسان من أجل مساعدتهم في جمع المبلغ الذي عليهم دفعه في أقرب وقت ، لضمها لقافلة الأطفال ضحايا مرض « سبينا بيفيدا» الذين سيخضعون هذا الشهر إلى عمليات جراحية دقيقة بتونس ، التي وضعت مستشفياتها تحت تصرف هذا الفريق الطبي المتخصص في جراحة الأعصاب ، الذي يضم جراحين أمريكيين وجزائريين و تونسيين معروفين عالميا . وهذه المبادرة الطبية والإنسانية تعود لمؤسسة الصحة الأمريكية المغاربية التي نظمت حملة لجمع التبرعات بولاية فرجينيا في جوان الماضي لتوفير الأموال لهذه العمليات المكلفة جدا ، شاركت فيها الجالية المغاربية المقيمة في الولاياتالمتحدة ، وقبلت تونس بإجرائها في مستشفياتها .