الصغيرة م/ حزمون بصمام خلف الأذن وشلل في القدمين في زيارة ثانية قادتنا إلى بيت الطفلة حزمون/ م التي سبق وان نشرت النصر نداء استغاثة عائلتها لمساعدتها في إجراء عملية جراحية بإحدى العيادات الخاصة ، للتخلص من معاناتها مع مرض "سبينا بيفيدا " . وفي نفس الغرفة المظلمة الواقعة بأعالي حي الأمير عبد القادر القصديري المعروف باسم " فج الريح " بمدينة قسنطينة ، استقبلتنا أسرتها وهي غير مصدقة قدومنا إليها مرة أخرى ، من أجل الاطمئنان على صحة الصغيرة مريم ، التي احتفلت بعيد ميلادها الثاني في 08 أكتوبر الماضي . كانت جالسة مسنود ظهرها إلى مخدة ، وجدتها تشدها إليها حتى لاتسقط ، لأنها للأسف الشديد وان تخلصت من الورم الذي كان يثقل ظهرها ، إلا أنها لم تتمكن من أن تمشي على قدميها . وهي اليوم مقعدة ، تحمل صماما خلف أذنها ، يعمل على تفريغ سائل من رأسها إلى المثانة عبر أنبوب يمر عبر الجلد. وهذا كل ما استطاعت العيادة الخاصة بمدينة سطيف أن تقدمه لها ، رغم أن الطبيب الجراح الذي أجرى لها العملية أكد لوالدها كما اخبرنا بأنها ستمشي بعد استئصال الورم الناتج عن إصابتها بمرض "سبينا بيفيدا" ، والذي ساهم قراء النصر من أهل الخير والبر في جمع مبلغه من مختلف ولايات الوطن .وتخضع حاليا إلى فحوصات دورية ، كانت بمعدل كل أسبوع ، إلى أن استقرت في الفترة الأخيرة على مدة كل ثلاثة أشهر ، كانت تجريها في نفس العيادة المشار لها سابقا . لكن ، وبالنظر لبعد المسافة ، حولت ملفها إلى طبيب أعصاب بمدينة قسنطينة ، يقوم بفحص الصمام المزروع لها ، وتنظيفه لمنع انسداده ودخولها في غيبوبة من جديد . يقول والدها بأنه استلم ملفها منه على مضض ، لكونه كما اخبره لايمكنه أن يتحمل تبعات عملية جراحية أجريت لها خارج عيادته . ولامه على لجوئه إلى مدينة سطيفوقسنطينة بها عيادات خاصة أيضا تتكفل بهذا النوع من الجراحات ، والتي يعمل هو بإحداها .ومن اجل الصغيرة مريم فقط وافق على إجراء هذه الفحوصات الدورية لها ، بمقابل طبعا ، ويضطر والدها إلى دفع 800 دينار شهريا من اجل الحصول على وصفة الدواء ، الذي لايمكنها أن تبقى بدونه ، والذي يعمل على تقبل جسدها للجسم الغريب المزروع في رأسها . فيما أصبح طبيبها الجراح الأول كما قال لنا والدها بحسرة كبيرة يتهرب منه كلما هاتفه ، ولا يرد على مكالماته ، وعلى انشغاله من الوضع الصحي لطفلته مريم ، التي تلهو اليوم بقدميها المشلولتين ، وترتب عليهما مثل دمية ، تحنو عليها مرة وتغضب منها مرة أخرى ، فترميهما على الأرض لأنها لاتحس بهما كما أخبرتنا جدتها ، وهي تأمل ككل أفراد عائلتها بان تدب فيهما الحياة يوما .لكن والدها الذي يشتغل في ورشات البناء بالمدينة الجديدة علي منجلي بمدينة قسنطينة بأجر زهيد ، كانت وضعيته الاجتماعية الصعبة وراء هبة القراء لمساعدته في إجراء العملية الجراحية لابنته بهذه العيادة الخاصة ، يرفض اليوم كما ألح علينا بشدة وهو يسألنا عن الهدف من زيارتنا أن يطلب مرة أخرى مساعدته ماديا ، فنفسه الكريمة تأبى عليه ذلك ، وقد سبق له أن رفض الاستعانة بفاعل خير من مدينة خنشلة عرض عليه مساعدته إلى غاية أن تستعيد الصغيرة مريم عافيتها ، وقدم له هاتفه ، لكنه يجد حرجا كبيرا في اللجوء إليه كما اخبرنا، وقد ترك أمره إلى الله ، وكل أمله أن تتكفل الدولة بعلاجها في الخارج ، وان يجد من بين الجمعيات الخيرية الصحية من تساعده من اجل تسهيل هذه المهمة ، خاصة وقد سمع بان هناك أطفالا أجريت لهم عمليات جراحية في الولاياتالمتحدةالأمريكية المتخصصة في هذا النوع من العمليات المعقدة ،كللت جميعها بالنجاح حسب بعض وسائل الإعلام التي نشرت أخبارهم .وقد اتصل بنا يوم الأربعاء الماضي ليطلعنا على نتيجة الفحص الدوري الذي خضعت له ابنته، بعد أن حاولنا أن نعرف منه إذا كان الأطباء قد قدموا له معلومات حول مرضها ، وحاجتها إلى عمليات جراحية تكميلية أخرى ، خاصة بعد أن اطلعنا على وضعية الطفلة بثينة المنشورة مأساتها في هذا التحقيق . وكم كانت صدمته كبيرة كما أخبرنا وهو يتأكد من الطبيب المعالج بمدينة قسنطينة ، بان الصمام المزروع لها معرض للتوقف عند حدوث أي خلل ، وعليهم أن يتوقفوا عن الضغط عليه من حين إلى آخر كما نصحهم طبيبها الجراح بمدينة سطيف ، لأنهم قد يتسببون في إفساده ، مما سيعرض صغيرتهم للخطر من جديد ، وضرورة الإسراع بإجراء عملية جراحية ثانية لها مستعجلة ، لزرع صمام جديد ، وطبعا بمبلغ آخر بالملايين من اجل إنقاذها من الموت .