عبر الشارع و المسؤولون في معظم الدول العربية و الإسلامية أمس عن إدانتهم لمقتل السفير الامريكي لدى ليبيا، كما نددوا بالفيلم الذي يسيء للنبي محمد، و ابرزت ردود الفعل طغيان عامل الكراهية التي تولد العنف. الرئيس الأمريكي باراك أوباما قال أن الهجوم الذي اودى بحياة السفير كريس ستيفنس يعتبر صدمة و أضاف "لا مجال للشك فالعدالة يجب ان تأخذ مجراها" مؤكدا أن واشنطن تعمل مع الحكومة الليبية من أجل ان يلقى القتلة حسابهم، و قال أن الهجوم لن يقطع علاقات أمريكا بالشعب الليبي الذي ساعد بعضه الأمريكيين عند تعرضهم للهجوم. و ذكر أوباما بمجهودات السفير القتيل في تحرير ليبيا من نظام الطاغية القذافي قبل عام فقط، و كرر ما قالته وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في بيانها من انه "لا توجد مبررات مطلقا لهذا الفعل العنيف الذي لا معنى له" كلينتون تساءلت بإستغراب قائلة "كيف يحدث هذا في بلد ساعدنا على تحريره و في مدينة منعت القوات الأمريكية تدميرها من طرف القذافي وأضافت ان ذلك يبين مدى تشابك و تعقيد قضايا العالم المعاصر"، و نفت التبريرات الدينية للحادثة قائلة "أن عنفا مثل هذا لا يعني الدين في شيء و لا يفيده و مادام هناك من يريد اخذ حياة الأبرياء باسم الدين فلن يعرف العالم ...السلام." الأممالمتحدة نددت بمقتل السفير الأمريكي في ليبيا و قال الإتحاد الأوروبي ان على ليبيا hتخاذ الإجراءات الفورية لضمان أمن الديبلوماسيين و الموظفين الأجانب على أراضيها، ووصف رئيس مؤتمر الشعب العام الليبي محمد المقريف مقتل السفير الأمريكي لدى بلاده أنه هجوم جبان و قال ان تزامنه مع ذكرى أحداث 11 سبتمبر 2001 له دلالة واضحة في إشارة إلى تنظيم القاعدة دون تسميته. الرئيس التونسي المنصف المرزوقي وصف مقتل السفير الأمريكي في ليبيابأنه عمل إرهابي و قال في زيارة خاطفة له الى طرابلس حيث حطت طائرته لبعض الوقت بمطار معيتقة، قبل ان تغادرها لتردي الحالة الأمنية و قد التقى المرزوقي برئيس مؤتمر الشعب العام الليبي المقريف داخل المطار لمدة ساعة تقريبا. و قال المرزوقي ان هذه الأفعال الشنيعة للإرهابيين تضر ايضا بأمن تونس. كما أدانت فرنسا و ايطاليا و بريطانيا و ألمانيا الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي و وصف وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ الذي يزور القاهرة "الهجوم بالعنيف الذي لا معنى له، و قال انه لا يؤدي إلى شيء فهؤلاء الديبلوماسيون لا يخدمون بلدانهم فقط بل يساعدون ايضا الشعب الليبي" في القاهرة تظاهر العشرات ضد الفيلم المسيء للرسول الذي كان شرارة التظاهرات في بنغازي الليبية، و ندد بيان للحكومة المصرية بالفيلم و طلب من الشعب المصري أن يعبر عن غضبه من الفيلم بهدوء و بضبط النفس، و دعى تنظيم الإخوان المسلمين الذي ينتمي إليه الرئيس مرسي إلى تظاهرات يوم الجمعة القادم للتنديد بالفيلم، ووصفت الحكومة المصرية ما جرى في محيط السفارة الأمريكية في القاهرة بالمؤسف و قد قام متظاهرون بالهجوم على السفارة و انزلوا العلم الأمريكي و وضعوا بدلا عنه راية التوحيد السلفية. كما ادانت إيران الفيلم و ألقت باللوم على الإدارة الأمريكية التي قالت انها دوما تلتزم الصمت حيال أفعال مشينة مثله، و قال الرئيس الأفغاني أن الفيلم غير انساني و مسيء و قامت الحكومة الأفغانية بحجب موقع اليوتوب الذي يعرض مقاطع من الفيلم و لكن ناطقا باسم وزارة الإعلام و الثقافة نفى ذلك فيما بعد، كما تظاهر عشرات السلفيين التونسيين أمام السفارة الأمريكية تنديدا بالفيلم. و دعى نشطاء إسلاميون إلى المزيد من الاحتجاجات في بقية الدول العربية خلال اليوم و غدا.